الصراع الأمريكي الروسي يحول السعودية إلى مقصد دبلوماسي عالمي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 994
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تحولت السعودية هذه الأيام إلى وجهة لـ"الحج السياسي"، حيث يتوافد العديد من المسؤولين على الرياض في ظل الصراع المتصاعد بين الولايات المتحدة وروسيا.

وتأتي الولايات المتحدة على رأس الدول التي ترسل وفودا إلى السعودية لإقناعها بزيادة إنتاج النفط لتعويض النقص الناجم عن العقوبات المفروضة على النفط الروسي. وفي الواقع، يتطلب الاستبدال الكامل للنفط الروسي عملًا مشتركًا من إيران والسعودية والإمارات وفنزويلا التي تتمتع أيضًا بعلاقات جيدة مع موسكو.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن بعض أعضاء "أوبك" يفكرون في تعليق مشاركة روسيا في "أوبك+"، فيما أعلنت السعودية مرارًا عن دعمها لروسيا كعضو دائم في مجموعة "أوبك+" لمصدري النفط. 

لكن الولايات المتحدة نفسها وليس "أوبك" هي التي عرضت على السعودية زيادة إمدادات النفط إلى الاتحاد الأوروبي واستبعاد روسيا من "أوبك+"، في مقابل إلغاء حظر إمدادات الأسلحة الأمريكية.

ولم توافق الرياض على هذه الخطوة حتى الآن؛ فيما يعود لحد كبير إلى العلاقات الشخصية المتوترة بين ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان" والرئيس الأمريكي "جو بايدن".

ولتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ودفع الرياض للانحياز للتحركات المعادية لروسيا، حدد البيت الأبيض لقاءً بين "بايدن" و"بن سلمان" كان مقررا في أواخر يونيو/حزيران، خلال مشاركة محتملة في قمة مجلس التعاون الخليجي.

وتدفع واشنطن حلفاءها أيضًا لمغازلة السعودية، وأعربت علناً عن رغبتها في أن تؤدي زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إلى السعودية، قبل أسابيع، إلى تعزيز علاقات الرياض مع الغرب وليس تركيا فحسب.

 

  • بريطانيا وإسرائيل

وأشركت الولايات المتحدة أيضًا بريطانيا في الضغط على الرياض لتكثيف الأنشطة المناهضة لروسيا، وقد أطلقت لندن حملة إعلامية تنتقد "رفض السعودية خنق روسيا بالعقوبات".

وأعطى البيت الأبيض الدور الأكثر نشاطًا في الحج السياسي للسعودية لحليفته الأهم في الشرق الأوسط؛ إسرائيل. ففي الأيام الأخيرة، تواترت تقارير عن محادثات مباشرة بين الرياض وتل أبيب حول مختلف القضايا.

وفي 30 مايو/أيار، قال وزير الخارجية الإسرائيلي "يائير لابيد"، إن بلاده في خضم تطبيع العلاقات مع السعودية. وأفادت صحيفة "هيوم" الإسرائيلية، أن العديد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم وزير الدفاع "بيني جانتس"، والرئيسان الأخيران للموساد، قاموا بعدة زيارات سرية للمملكة مؤخرًا.

ومؤخرا، سعى مجموعة من رجال الأعمال الإسرائيليين - الأمريكيين بنشاط لتطوير العلاقات مع السعودية بشكل كبير، وذكرت قناة "كان" الإسرائيلية أن طائرة خاصة نقلت رجال أعمال إسرائيليين وأمريكيين من مطار "بن جوريون" إلى العاصمة السعودية الرياض في 1 يونيو/حزيران.

وذكرت مراسلة قناة "نيوز 12" الإسرائيلية مؤخرًا، أن شخصية إسرائيلية مرموقة زارت السعودية سرا وعقدت عدة اتفاقيات تعاون مع الرياض في الدفاع ومجالات أخرى.

في الوقت نفسه، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تل أبيب لا تتوقع التطبيع الكامل للعلاقات مع السعودية في المستقبل القريب؛ بسبب حساسية القضية الفلسطينية.

وأبدت الرياض عدم رفضها لاتفاقيات "إبراهام"؛ لكن في الوقت نفسه أوضحت أنه لن يكون هناك علاقات رسمية مع إسرائيل في غياب التقدم في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

  • نشاط روسي

في المقابل، نشطت الماكينة الدبلوماسية الروسية، حيث قام وزير الخارجية "سيرجي لافروف"، قبل أيام، بزيارة لعدد من دول الشرق الأوسط وعلى رأسها السعودية.

وقال "لافروف": "يتجه العالم إلى نظام متعدد الأقطاب، وتحاول الدول الغربية إعاقة هذه العملية من خلال محاولة الحفاظ على الهيمنة على جميع المناطق وتوسيع نطاقها، وكذلك حشد جميع الدول تحت راية الغرب، ويتم استخدام أزمة أوكرانيا كذريعة لتحقيق هذا الهدف".

وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن وزيري الخارجية السعودي "فيصل بن فرحان" والروسي "لافروف" أشادا بمستوى التعاون بين البلدين، بما في ذلك التنسيق في "أوبك"، وذلك خلال محادثات في الرياض في 31 مايو/أيار المنصرم.

ويتضح إحجام الرياض عن المشاركة في المغامرات السياسية والاقتصادية الأمريكية ضد روسيا من خلال رغبة السعودية أيضا في الانضمام إلى مجموعة "بريكس".

 

المصدر | فاليري كوليكوف/ نيو إيسترن أوتلوك - ترجمة وتحرير الخليج الجديد