هل يدفع النفط وأوكرانيا بايدن للاتصال ببن سلمان أم يلجأ لإيران؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1079
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

هل يعيد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" النظر في رفضه الاتصال بولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" أقرب دولة شريكة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ويوجه نداء جديدا إلى المملكة فيما يتعلق بالسياسة النفطية؟ أم أنه قد يجد منقذًا غير متوقع في أكبر غريم له في الشرق الأوسط؛ إيران؟

فبعد أقل من شهر من بدء رئاسته للولايات المتحدة، قال البيت الأبيض إن "بايدن" "سيعيد ضبط" العلاقات مع السعودية، رافضًا فعليًا التحدث إلى "بن سلمان".

لكن الأمر تغير الآن، ونداءات "بايدن" للحصول على مزيد من النفط من السعودية، القائد الفعلي لمجموعة "أوبك"، رفضتها المملكة، التي تعهدت بالالتزام باتفاق "أوبك بلس" مع روسيا للحد من زيادات الإنتاج.

ومع انهيار الدبلوماسية مع روسيا خلال الأسبوع الماضي، تم إحراز تقدم على جبهة أخرى في فيينا، حيث كانت القوى العالمية تتفاوض مع إيران لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي تخلى عنه الرئيس السابق "دونالد ترامب" عام 2018.

والتوصل إلى اتفاق قد يقدم لواشنطن وأسواق النفط العالمية المتنفس الذي تشتد الحاجة إليه من خلال الإفراج عن النفط الإيراني الذي فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه.

وبلغ التضخم الآن أعلى مستوياته منذ 40 عامًا، وتلوح الانتخابات النصفية للكونجرس في الأفق، وأغرقت روسيا لتوها أوروبا في أكبر أزمة أمنية لها منذ عقود بغزو أوكرانيا. ولكن ربما كان الأهم بالنسبة لعلاقة أمريكا بالشرق الأوسط هو أن أسعار النفط تجاوزت 100 دولار في أعلى مستوى لها منذ 8 سنوات.

اخترق خام برنت مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014، الخميس، بعد أن هاجمت القوات الروسية أوكرانيا. تتدافع الدول الغربية الآن لإيجاد مصادر بديلة للطاقة في حالة انقطاع الإمدادات الضخمة من النفط والغاز من روسيا.

قضية شخصية

من جانبه، قال رئيس مركز "الخليج للأبحاث" ومقره السعودية "عبدالعزيز صقر"، إن قضية "بايدن" مع ولي العهد هي قضية شخصية.

وأضاف: "إذا كان لديك شيء تريد إيصاله للسعودية، كرسالة، أو لولي العهد، قلها بصوت عالٍ وواضح. قل إن هذا ما تريده".

وتابع بالقول إنه "من المنطقي" أن تغير الولايات المتحدة نهجها تجاه السعودية بوصول سعر النفط إلى 100 دولار.

لكن حتى لو وافقت السعودية على زيادة الإنتاج، فهل سيخفف ذلك من الضغط على أسعار النفط؟

وقالت "إلين وورد"، الزميلة غير المقيمة في مركز أبحاث "المجلس الأطلسي" بواشنطن، إنه ليس بالضرورة أن يحدث ذلك.

وأضافت: "أشار وزراء الطاقة في دول أوبك إلى أنهم متشككون بشأن القدرة على تحديد الأسعار بدقة بمجرد زيادة الإنتاج".

"بعبارة أخرى، فإن أسباب الارتفاع الأخير في أسعار النفط ترجع إلى المضاربة المالية والمخاطر الجيوسياسية أكثر من نقص المعروض"، بحد قوله.

وتابعت بالقول إنه حتى لو أجرى "بايدن" تلك المكالمة التي طال انتظارها مع ولي العهد السعودي "فليس هناك ما يشير إلى أن بن سلمان سيستجيب بسبب طلب شخصي".

صدمة التضخم

إذا دفعت الأزمة الروسية الأوكرانية سعر النفط إلى حوالي 110 دولارات للبرميل، فإن التضخم في الولايات المتحدة سيتجاوز 10% على أساس سنوي، وفقًا لشركة RSM الاستشارية، التي أشارت إلى أن ذلك لم يحدث في الولايات المتحدة منذ عام 1981، وحذرت من أنه سيؤدي إلى "صدمة حقيقية على المدى القصير".

المأزق الذي يواجهه "بايدن" لن يمر مرور الكرام في طهران، وربما يعزز موقفها في مفاوضات فيينا.

والأربعاء الماضي، استدعت طهران كبير مفاوضيها لإجراء مشاورات ودعت الغرب إلى أن يكون "واقعيا" بشأن المحادثات.

وتتوقع وكالة "ستاندرد أند بورز جلوبال بلاتس" أن اتفاقًا نوويًا مؤقتًا قد يسمح للصادرات الإيرانية بالنمو بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في أبريل/نيسان ومايو/أيار، في حين أن الاتفاق الشامل قد يسمح بنمو الصادرات بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا في غضون 9 أشهر.

وكانت إيران تضخ 3.83 مليون برميل يوميا قبل انسحاب "ترامب" من الاتفاق النووي في 2018.

وقال "يوسف الشمري"، باحث أول في "إمبريال كوليدج" بلندن: "اعتاد كل رئيس أمريكي الضغط على السعودية لزيادة الإنتاج"، وكانت المملكة ملزمة في كثير من الأحيان.

وأضاف: "خلال 4 سنوات، رأينا المملكة إما ترفع الإنتاج أو تقوم بتخفيضات طوعية خلال عهد ترامب. لكن المملكة الآن تتمسك بنهج معياري أكثر".

وبدوره، قال "عبدالعزيز صقر" إنه كلما زاد "بايدن" "شخصنة" نزاعه مع السعودية، زاد إجبار المملكة على البحث عن بدائل استراتيجية للولايات المتحدة.

من جانبها، قالت "إلين وورد": "لا أعتقد أن السعودية ستسمح للوضع بين الولايات المتحدة وروسيا أن يعرض علاقتها مع روسيا للخطر".

وأضافت: "علاقة الطاقة بين المملكة وروسيا موجودة خارج القضايا الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، وطالما أن السعودية يمكن أن تظل خارج ذلك الوضع دون الاضطرار إلى الانحياز لأحد الجانبين، فمن المحتمل أن تمتنع حتى عن التعليق على تصرفات روسيا في أوكرانيا".

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات