مخزونها ينفد.. السعودية تطلب إمدادا صاروخيا عاجلا من واشنطن ودول خليجية وأوروبية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1256
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قال مسؤولون أمريكيون وسعوديون، إن الذخيرة التي تستخدمها المملكة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الأسبوعية بواسطة الطائرات بدون طيار والصواريخ من قبل جماعة الحوثي اليمنية؛ آخذة في النفاد.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية" عن المسؤولين المذكورين قولهم إن السعودية تناشد الولايات المتحدة وحلفائها في دول الخليج (بينها قطر) وأوروبا بإعادة تزويدها على وجه السرعة بصواريخ "باتريوت" الاعتراضية التي انخفض مخزونها بشكل خطير.

وأكدت المصادر ذاتها تعرض السعودية على مدى الأشهر الماضية لهجوم بنحو 12 صاروخا باليستيا وهجمات شنها الحوثيون بطائرات بدون طيار من اليمن باتجاه المملكة كل أسبوع.

ونجح الجيش السعودي في صد غالبية الصواريخ الحوثية بواسطة نظام صواريخ "باتريوت" (سطح- جو)، لكن ترسانته من الصواريخ الاعتراضية أوشكت على النفاد.

وفي غضون ذلك، أعاد الجيش الأمريكي نشر الكثير من أسلحته التي وفرت للسعودية الأمن في السابق، وذلك كجزء من تحول إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" عن الشرق الأوسط للتفرغ لمواجهة الصين.

وبينما يبدو أن المسؤولين الأمريكيين على استعداد للموافقة على تزويد السعودية بما تحتاجه من صواريخ "باتريوت" الاعتراضية، فإن ما يثير قلق المسؤولين في الرياض أنه بدون وجود مخزون كاف من تلك الصواريخ، فقد تؤدي هجمات مستمرة للحوثيين التي تستهدف المملكة إلى خسائر كبيرة في الأرواح أو إلحاق أضرار بالبنية التحتية النفطية الحيوية.

وفي يناير/ كانون الثاني، قصف الحوثيون مباني تابعة للديوان الملكي السعودي لكن لم يصب أحد بأذى.

وتختبر المناشدة السعودية التزام واشنطن تجاه الشرق الأوسط، خاصة تجاه الرياض، حيث سبق أن حاولت إدارة "بايدن" إعادة تشكيل العلاقة بين الجانبين بسبب مجموعة من القضايا بما في ذلك حقوق الإنسان، والحرب في اليمن، ومقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في أكتوبر/تشرين الأول 2018 على يد فرقة قتل سعودية تابعة للنظام السعودي.

وفي إحدى مؤشرات التوتر، تم إلغاء زيارة كانت مقرر لوزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" للمملكة في سبتمبر/أيلول الماضي، وتم الإعلان أن سبب إلغاء الزيارة هو وجود مشاكل بالجدول الزمني، لكن وزير الدفاع الأمريكي عاد مرة أخرى للمنطقة في الشهر الماضي ولم يقم بزيارة السعودية.

بالعودة إلى أزمة نقص مخزون "باتريوت"، فقد نقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي سعودي قوله إن عدد الهجمات الحوثية التي تستهدف المملكة زاد بشكل كبير.

وأشار إلى أن الطائرات المسيرة التابعة للحوثيين ضربت الأراضي السعودية 29 مرة في نوفمبر/تشرين الثاني، و25 مرة في أكتوبر/تشرين الأول، فيما تعرضت البلاد لـ11 هجوما صاروخيا باليستيا الشهر الماضي و10 في أكتوبر/تشرين الأول.

والجمعة، قال المبعوث الأمريكي الخاص لليمن "تيموثي ليندركينج" خلال مشاركته بمنتدى، إن الحوثيين نفذوا نحو 375 هجوما عبر الحدود السعودية في 2021.

فيما اعترضت الدفاعات الجوية السعودية صاروخا باليستيا فوق الرياض، الإثنين. وقالت وزارة الدفاع السعودية إن عملية الاعتراض أحدثت شظايا في عدة أحياء سكنية لكنها لم تسبب أضرارا.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عبر الإنترنت، ومضات من الضوء بعد اعتراض نظام باتريوت للهجوم الحوثي.

وقالت "وول ستريت جورنال" إنه على الرغم من مخاوفهم بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، وقضايا أخرى، يعتقد مسؤولون أمريكيون أن عليهم التزاما بمساعدة وحماية السعودية، خاصة أن واشنطن تكافح من أجل تخفيض أسعار النفط.

وفي 2019 استهدف هجوم للحوثيين منشآت نفطية تابعة لشركة "أرامكو" المملوكة للحكومة السعودية، ما تسبب في تعليق جزء من إنتاج النفط لفترة وجيزة، وفي مارس/آذار هاجم الحوثيون ميناء نفطيا سعوديا كبيرا لكنه لم يتسبب في أضرار.

وقال المسؤولون الأمريكيون والسعوديون إن المملكة نجحت بشكل كبير في الدفاع عن نفسها، وأفشلت ما يقرب من 9 من أصل 10 هجمات صاروخية أو بطائرات بدون طيار.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها إن المزيد من الصواريخ الاعتراضية لن تعالج مشكلة الميزانية طويلة المدى حيث تكلف الصواريخ الاعتراضية حوالي مليون دولار للقطعة الواحدة، مقارنة بالطائرات بدون طيار، صغيرة الحجم وغير مكلفة نسبيًا.

وقال المسؤول السعودي: "هجمات الطائرات المسلحة بدون طيار التي تشنها المليشيات الإرهابية تشكل تهديداً أمنياً عالمياً جديداً نسبياً وتتطور وسائل التعامل معها".

وذكرت الصحيفة أن الحكومة السعودية طالبت الولايات المتحدة بتزويدها بمئات من صواريخ "باتريوت" الاعتراضية الأخرى التي تصنعها شركة "رايثيون تكنولوجيز كورب" كما تواصلت أيضا مع حلفاء خليجيين، بما في ذلك قطر ودول أوروبية.

وأكد اثنان من المسؤولين الأمريكيين، أن بيعًا مباشرًا للصواريخ المعترضة إلى السعودية قيد الدراسة من قبل وزارة الخارجية، وسيُطلب من الوزارة أيضًا الموافقة على أي تحويلات من حكومة أخرى مثل قطر.

وذكر مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية في بيان: "الولايات المتحدة ملتزمة تمامًا بدعم الدفاع الإقليمي للسعودية، بما في ذلك ضد الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها مقاتلو الحوثي المدعومون من إيران في اليمن".

وأضاف: " نعمل بشكل وثيق مع السعوديين والدول الشريكة الأخرى لضمان عدم وجود فجوة في المخزون".

 

المصدر | وول ستريت جورنال- ترجمة وتحرير الخليج الجديد