عضوا كونجرس: حان وقت إنهاء التواطؤ الأمريكي في الحرب اليمنية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1449
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

دعا عضوا الكونجرس الأمريكي "بيرني ساندرز"، و"رو خانا" بلدهم إلى إنهاء كامل دعمها للجهود الحربية السعودية في اليمن؛ لأنها تغذي أكبر أزمة إنسانية في العالم.

جاء ذلك في مقال لهما نشرته "الجارديان" البريطانية، الجمعة، بعنوان: "الطائرات الحربية السعودية تقصف اليمن بدقّة بمساعدة الولايات المتحدة".

وقال "ساندرز" (السيناتور الديمقراطي بمجلس الشيوخ) و"خانا" (البرلماني الديمقراطي بمجلس النواب) إن "اقتحام الحوثيين مؤخرا لسفارة الولايات المتحدة في العاصمة اليمنية صنعاء، واحتجاز موظفي السفارة اليمنيين، هو أحدث تصعيد في حرب استمرت لفترة طويلة. إنها حرب دعمتها الولايات المتحدة ولا تزال منخرطة فيها بعمق. لقد حان الوقت لأن ينتهي هذا التواطؤ".

وأضافا: "لأكثر من 6 سنوات، كان التدخل العسكري بقيادة السعودية في الحرب الأهلية اليمنية نيابة عن الحكومة المنفية ضد المتمردين الحوثيين محركا رئيسيا لأكبر كارثة إنسانية في العالم".

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارتن جريفيث": "لقد وصل اقتصاد البلاد إلى أعماق جديدة من الانهيار، وتهدد موجة ثالثة من جائحة كورونا بانهيار نظام الرعاية الصحية الهش"، فيما "يقف الملايين على بعد خطوة من المجاعة".

ولفت "ساندرز" و"خانا" إلى أنه "في البداية تحت إدارة الرئيس الأسبق "باراك أوباما"، ثم إدارة الرئيس "دونالد ترامب"، كانت الولايات المتحدة شريكا للسعودية في هذه الحرب المروعة". لكن في عام 2019، دخل الكونجرس التاريخ من خلال تمرير أول قرار استنادا إلى "قانون صلاحيات الحرب"، والضغط على "ترامب" لإنهاء هذا الدعم للحرب في اليمن. فقد كانت هذه هي المرة الأولى التي استند فيها الكونجرس إلى "قانون صلاحيات الحرب" لعام 1973 لتوجيه الرئيس بسحب القوات من حرب غير معلنة.

وأضاف عضوا الكونجرس: "كنا فخورون بقيادة هذا الجهد؛ فتمرير هذا القرار له آثار تتجاوز اليمن بكثير، كما فتح نقاشا واسعا ومهما للغاية حول كيف ومتى تستخدم الولايات المتحدة جيشنا لشن حرب، وأكد على السلطة الدستورية الوحيدة للكونجرس للسماح بهذا الاستخدام".

وتابعا: "لقد رحبنا بإعلان إدارة الرئيس جو بايدن في وقت سابق من هذا العام بأنها ستنهي دعم العمليات العسكرية الهجومية، التي تقودها  السعودية في اليمن، وتعيين مبعوث خاص للمساعدة في إنهاء هذا الصراع".

واستدركا: "لكن الأزمة استمرت؛ حيث يواصل مقاولو الدفاع الأمريكيون خدمة الطائرات السعودية التي تشن هذه الحرب، وأعلنت الولايات المتحدة للتو عن مبيعات أسلحة جديدة للسعوديين".

واعتبرا أن "إنهاء الدعم العسكري الأمريكي للهجوم الوحشي للمملكة لن ينهي وحده الصراع متعدد الجوانب باليمن"؛ حيث "يشن الحوثيون هجمات دامية على مدينة مأرب وسط اليمن ويشنون هجمات عبر الحدود على الأراضي السعودية".

كما اندلعت أعمال عنف بين الفصائل المتناحرة في جنوب اليمن، وتوصلت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة إلى أن "جميع أطراف النزاع ربما ارتكبت جرائم حرب".

وقال "ساندرز" و"خانا": "قد لا تكون الولايات المتحدة قادرة على وقف كل أعمال العنف التي ساعدت في خلقها، لكنها تستطيع التوقف عن تمكين الطائرات الحربية السعودية من قصف المدنيين اليمنيين".

واعتبرا أن "قيام الولايات المتحدة بذلك سيؤدي إلى إنقاذ أرواحا، ليس فقط اليمنيين الذين سينجون من عمليات القصف السعودية، ولكن أيضا من خلال استخدام نفوذها للضغط على المملكة لرفع الحصار عن اليمن؛ حيث تواصل منع الوقود والواردات الأساسية الأخرى عن البلاد ما يدفع ملايين اليمنيين نحو حافة المجاعة".

وشددا على "ضرورة أن يتم رفع الحصار على الفور، وعدم ربط ذلك بمحادثات مفاوضات السلام النهائية".

وأكد عضوا الكونجرس أنهما "قدما مقترحا لتعديل قانون تفويض الدفاع الوطني (قانون فيدرالي للولايات المتحدة يحدد ميزانية ونفقات وزارة دفاع الولايات المتحدة) لإنهاء كل الدعم الأمريكي للجهود الحربية السعودية".

إذ أقر مجلس النواب بالفعل هذا التعديل للسنة الثالثة على التوالي، مشيرين إلى أن هذا التعديل يقنن ببساطة حظر تقديم الدعم للسعودية.

وشددا عضوا الكونجرس على "ضرورة تمرير هذا التعديل لاستعادة مصداقية الولايات المتحدة". 

واستدركا: "لكن هذا وحده لا يكفي؛ إذ يجب على الولايات المتحدة أن تدعم نشر بعثة مراقبة دولية على طول الحدود السعودية اليمنية، وأن تقود جهود التنمية السخية لإعادة بناء اليمن، ويجب أن تركز هذه المساعدة على تعزيز المبادرات الإنسانية والتنموية المحلية مثل الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن".

وتابعا: "يجب علينا أيضا زيادة مشاركتنا الدبلوماسية بشكل كبير للضغط على السعودية وحكومة اليمنية ومقرها الرياض والحوثيين لقبول خارطة طريق الأمم المتحدة كأساس لحل وسط ينهي التدخل العسكري الأجنبي ويسمح لليمنيين بالتوصل إلى اتفاق".

واختتما مقالهما بالقول: "لقد استمرت الحرب لفترة طويلة، وحان الوقت لنبدأ في اتخاذ خطوات جريئة على طريق السلام".

 

المصدر | الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد