بالذكرى الثالثة لمقتله.. واشنطن بوست: جلب الحرية للسعودية أفضل طريقة لتكريم خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1491
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يصادف اليوم السبت الذكرى الثالثة لجريمة قتل الصحفي "جمال خاشقجي"، الذي عمل في صحيفة "واشنطن بوست" ككاتب عمود. إنها مناسبة جيدة للمشاركة في واجب فضح الحكم الاستبدادي.

لقد كتب زميلنا الراحل، في 18 سبتمبر/أيلول 2017، معترفا أنه أخطأ عندما التزم الصمت إزاء القبض على بعض أصدقائه في  السعودية، لكنه قرر عدم السكوت. وقال: "أنا الآن أرفع صوتي. أن تفعل أي شيء خلاف ذلك فهذا يعد خيانة لأولئك الذين يقبعون بالسجن. فأنا يمكنني التحدث، بينما لا يستطيع كثيرون ذلك".

وبسبب موقفه الأخلاقي هذا، تم تخدير "خاشقجي" وتقطيع أوصاله من قبل فرقة اغتيال سعودية.

لقد واصل ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، المعروف باسم "مبس" (بعد اغتيال خاشقجي) أساليبه القاسية؛ حيث ألقى بمعارضين وناشطين في السجن.

وفي غضون ذلك، حوكم 5 من قتلة "خاشقجي" السعوديين وحُكم عليهم بالإعدام، لكن تم تخفيف الأحكام لاحقا إلى السجن 20 عاما، ويُقال إن هؤلاء المدانين يعيشون في مجمع فاخر بالقرب من الرياض.

ورغم استنتاج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن "بن سلمان" وافق على قتل "خاشقجي"، قرر الرئيس "جود بايدن" عدم محاسبة ولي العهد السعودي، بل وتواصل الولايات المتحدة التعامل مع المملكة، بما يشمل الزيارة الأخيرة التي قام بها مستشار الأمن القومي "جيك سوليفان" إلى الرياض للقاء "بن سلمان".

لم يتم إحقاق أي شكل من العدالة لـ"خاشقجي"، وهناك غيوم قاتمة تلوح في أفق من يحاولون التحدث مثله. فالطغاة يدوسون على الحقوق في العديد من أنحاء العالم.

إذ تم القضاء على الاحتجاجات التي تطالب بالديمقراطية في هونج كونج، وإفشال إجراء انتخابات ديمقراطية في بيلاروسيا، وسحق المجتمع المدني في روسيا، وتعريض مسلمي الأويجور للخطر بسبب الإبادة الجماعية الثقافية لهم في الصين، وقمع الاحتجاج الشعبي في كوبا، والإطاحة بالحكم المدني في ميانمار، ويمكننا ذكر الكثير من الأمثلة الأخرى.

كما انهار إلى حد كبير الربيع العربي، الذي جلب الكثير من الأمل قبل عقد من الزمان؛ لترزخ شعوب تلك المنطقة من جديد تحت حكم المدرسة القديمة من الاستبداد.

هذه النظرة القاتمة ستواجه السيد "بايدن" عندما يعقد قمته من أجل الديمقراطية في ديسمبر/كانون الأول المقبل (والتي ستكون عبر الإنترنت بحضوء رؤساء دول وحكومات).

لقد تعهد "بايدن"، في أكثر من مناسبة، بوضع حقوق الإنسان والحرية في قلب سياسته الخارجية. لكن الأمر يحتاج إلى أكثر من الخطب والعقوبات لتغيير هذا المد (الاستبدادي). وستتطلب المحاولة الجادة للدفاع عن الديمقراطية وتجديد شبابها أدوات جديدة وتفكيرا جديدا.

ويجب بذل المزيد من الجهود من أجل تسخير التكنولوجيا للمواطنين كي يتمكنوا من استخدامها في فضح الأساليب الكليبتوقراطية (حكم اللصوص) المدمرة للرجال الأقوياء.

لقد كان الديكتاتوريون فعالين في قمع حرية التعبير، لكن الأمثلة الحديثة أظهرت قوة الفيديو عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في المقاومة.

فقد حفزت قناة على تطبيق "تليجرام" الاحتجاج في بيلاروسيا ضد الانتخابات المسروقة في أغسطس/آب 2020. 

وأطلق مقطع فيديو مدته 49 دقيقة على "فيسبوك" احتجاجات مناهضة للحكومة في جميع أنحاء كوبا في 11 يوليو/تموز الماضي. 

وقضى المعارض الروسي "أليكسي نافالني" أكثر من نصف عام في السجن، لكن مقطع الفيديو الذي التقطه لقصر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" السري تمت مشاهدته أكثر من 119 مليون مرة على "يوتيوب".

كان "جمال خاشقجي" يدرك تماما صعوبة هذه المعركة وأهميتها الفريدة. وأفضل طريقة لتكريم ذكراه هي السعي بلا هوادة للحصول على الحرية التي سعى إليها للسعودية ونشرها في كل مكان.

 

المصدر | افتتاحية واشنطن بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديد