محللة أمريكية: ربما يندم بايدن لسحب الدفاعات الجوية من العراق والسعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1621
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

واشنطن – (د ب أ) – تسعى الولايات المتحدة حاليا إلى خفض تواجدها العسكري في منطقة الشرق الأوسط حيث خفضت قوتها العسكرية في العراق وأعلنت عن سحب جميع قواتها في أفغانستان، من أجل التركيز على التهديدات التي تمثلها الصين وروسيا.

وقالت مايا كارلين، الباحثة والمحللة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن العاصمة، في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعتزم كذلك سحب العديد من عتاد الدفاع الجوي من دول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والعراق والكويت والأردن.

وكانت وزارة الدفاع (البنتاجون) أكدت في 18 حزيران/يونيو أن القيادة المركزية الأمريكية أصدرت توجيهات بسحب “بعض القوات والقدرات” من المنطقة. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أنه سيتم إزالة حوالي ثماني بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ إلى جانب نظام الدفاعي المضاد للصواريخ والأهداف الجوية الأخرى “ثاد” من الرياض.

وتعكس هذه التغييرات ، بحسب كارلين، تحولا كبيرا في سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط لأنها تهدف إلى إعادة توجيه اهتمامها نحو الصين وروسيا.

وتأتي هذه الانسحابات المخطط لها في وقت تتصاعد فيه الهجمات التي تشنها الميليشيات الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة. وفي العراق، استخدمت الفصائل المدعومة من إيران الصواريخ والطائرات بدون طيار لمهاجمة الأصول الأمريكية والأفراد العسكريين باستمرار خلال العام الماضي. وعلى الرغم من أن الميليشيات استهدفت القوات الأمريكية حوالي 45 مرة منذ كانون ثان/يناير 2021، إلا أن الهجمات الأخيرة تظهر التطور المتزايد في أسلحتها وقدراتها.

ومنذ نيسان/أبريل، استخدم وكلاء لإيران طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات لمهاجمة الأفراد الأمريكيين في العراق. وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي إن استخدام هذه الأنظمة الجوية الصغيرة غير المأهولة في الهجمات يشكل تصعيدا لأنها قد تكون أكثر فتكا.

كما صعد المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران وتيرة هجماتهم التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في المملكة العربية السعودية واليمن. وحافظ الحوثيون على تقدمهم في محافظة مأرب اليمنية، دون رادع من الضغوط الدولية لإنهاء النزاع واتفاق السلام الذي اقترحه السعوديون. وفي أوائل حزيران/يونيو، أصاب صاروخ باليستي محطة وقود في المحافظة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 12 مدنيا.

وعلى الرغم من الإجراءات الجريئة التي يبدو أنها قد تم اتخاذها من جانب وكلاء إيران، فقد وجه البيت الأبيض البنتاجون إلى خفض الدعم الدفاعي الأمريكي لبعض حلفاء أمريكا الاستراتيجيين. وفي الوقت نفسه، تركز سياسة إدارة بايدن تجاه إيران على استعادة الاتفاق النووي لعام 2015، الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في عام .2018 وأشارت المتحدثة باسم البنتاجون، جيسيكا ماكنالتي، إلى أن قرار سحب أصول الدفاع الجوي من الشرق الأوسط “اتخذ بالتنسيق الوثيق مع الدول المضيفة وبنظرة واضحة على الحفاظ على قدرتنا (الأمريكية) على الوفاء بالتزاماتنا الأمنية”.

وعززت الولايات المتحدة في البداية أنظمة الدفاع الجوي في السعودية في عهد إدارة ترامب في أعقاب هجمات مزدوجة بطائرات بدون طيار شنها الحوثيون وألحقت أضرارا بمنشأتين نفطيتين رئيسيتين في الرياض في عام .2019 وفي عام 2020، وجه ترامب أيضا بتكثيف أنظمة الدفاع في العراق في أعقاب هجوم إيراني على قاعدة تضم قوات أمريكية ردا على القتل المستهدف للجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وفي ظل إدارة بايدن، استمرت أعمال إيران ووكلائها في العراق واليمن. ولا تزال الميليشيات المدعومة من إيران في العراق تشكل تهديدا للقوات الأمريكية في الوقت الذي تواصل فيه إطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تستهدف القوات الأمريكية. وحافظ المتمردون الحوثيون على تقدمهم في محافظة مأرب اليمنية، مما أسفر عن مقتل مدنيين وأثار إدانة دولية. وتقول كارلين إنه إذا لم يتمكن حلفاؤنا الاستراتيجيون في الشرق الأوسط من الاعتماد على الولايات المتحدة للحصول على تكنولوجيا الدفاع الجوي والدعم، فقد يلجأون إلى خصومنا للقيام بذلك.