“حزب التجمّع الوطني” السعودي المُعارض: لماذا جرى إعلانه في العيد الوطني التسعين

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1666
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

للمملكة؟ وهل تَقِف تركيا وقطر خلف تمويله وأجنداته؟.. من هُم أعضاؤه وما هي أهدافهم؟ وهل يستطيعوا نقل المُعارضة من الفضاءات إلى الواقع؟.. كيف تفاعل السعوديّون مع تشكيله؟

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

 تبدو خطوة إعلان تأسيس حزب مُعارض للنظام السعودي في الخارج، غير واضحة المعالم، وقد لا تحمل تلك التأثيرات التي قد تُشكّل هذا التأثير الملموس، فجميع المُعارضين بالداخل خلف القضبان، ولا صوت يعلو فوق صوت المُتحمّسين لما بات أصبح اسمها السعوديّة الجديدة، أو الدولة السعوديّة الرابعة، مع إعلان وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان رؤيته الاقتصاديّة 2030، والانفتاح الترفيهي.

 

منصّة “تويتر” عامرةٌ مُنذ سنوات، بالأصوات المُعارضة للنظام الملكي السعودي، وهي حسابات افتراضيّة تنقل ما تقول إنها معلومات من الداخل، وعادةً مكون هذه المعلومات سلبيّة، ولعلّ أغلبها لم يتعدّ الشائعات، فكم من مرّة سرّبت هذه الحسابات المُعارضة نبأ تراجع صحّة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وحتى وفاته، ليظهر المليك بصحّةٍ وعافية، ويترأس جلسة مجلس الوزراء. 

المُعارضون السعوديّون هذه المرّة، اختاروا إعلان إطلاق تأسيس حزبهم الجديد الذي حمل اسم “التجمّع الوطني”، وهي خطوة جديدة لم يسبق أن أقدم عليها المُعارضون، وتحديدًا أنّ دعم بلادهم المالي للمُعارضات العربيّة والحُكومات “الشرعيّة”، هو المشهد الراسخ في عُقول الأذهان العربيّة، وآخرها استضافة ودعم المُعارضين لإسقاط الحُكومة السوريّة برئاسة الرئيس بشار الأسد.

 

ولا تبدو أهداف إعلان هذا الحزب، واضحة المعالم، فبحسب بيان صادر عن مُؤسّسيه المُقيمين في الخارج، فهو يهدف إلى تأسيس المسار الديمقراطي كآليّة للحُكم في العربيّة السعوديّة، وهو ما يطرح تساؤلات حول آليّة عمل هذا الحزب، وإن كان سيكون له تأثير فعلي، وهل سيحظى بدعم دول غربيّة، فالنظام في السعوديّة، حليف للولايات المتحدة الأمريكيّة، التي عادةً ما تقود حملات الإسقاط كما يحصل مع إيران، ويترك الدعم المالي لدول الخليج كما وقع في النموذج السوري خلال مُحاولات إسقاط الأسد، وجلب وتسليح كُل مُعارضيه.

وفي الشكل الرمزي لتأسيس الحزب السعوي المُعارض، كان لافتاً أنّ جرى الإعلان عنه في الذكرى التسعين للعيد الوطني، وهو اليوم الذي تحرص فيه القيادة الحاليّة على ترسيخه في عُقول الأجيال الشابّة، وارتباطها بالمُؤسّس الملك عبد العزيز، فيما البلاد كلّها تتوشّح باللون الأخضر، بعد أن كان الاحتفال بهذا اليوم، يُثير حفيظة المؤسسة الدينيّة، على قاعدة أنّ للمُسلمين عيدين فقط، واللافت أن بعض أعضاء هذا الحزب المُعارض، يُؤكُدون أنّ لا عداوات شخصيّة تجمعهم بالعائلة الحاكمة.

المُنتقدون لتأسيس الحزب المُعارض، يقولون إنه يحمل أجندات خارجيّة لا تخدم مصالح بلادهم، وأن تأسيسه تأخّر كثيرًا، وقد يستغل حالات نزاع بين دول خليج، حيث قطر بالنّسبة للمُنتقدين، قد تكون مُستفيدةً من تمويل هذا الحزب، لا بل إنّ أحد أعضاء هذا الحزب، كان قد قال أنه سيطلب الدعم من قطر، وتركيا في إحدى بُثوث صفحته التواصليّة المُباشرة.

وقال بيان الحزب إنّ من أسباب تأسيسه على خلفيّة انسداد الأفق السياسي وانتهاج السلطة المستمر لمُمارسات العنف والقمع وتزايد الاعتقالات والاغتيالات السياسية” وتحدّث البيان عن “تصاعد السياسات العدوانية ضد دول المنطقة وممارسات الإخفاء والتهجير القسري العنيفة”، وهو ما يطرح تساؤلات مُعلّقين عن كيفيّة مُواجهة هذا الحزب الناشئ، دولة مثل السعوديّة، لها نُفوذها المالي، وتأثيرها الإقليمي، ووقف ما يقول مُمارسات العنف، والقمع، فيما أصلاً ترتفع الانتقادات للسلطات السعوديّة، فيما يتعلّق بسجلها الحُقوقي للإنسان، كما أنّ غالبيّة المُعارضين المُؤسّسين لهذا الحزب يتواجدون خارج السعوديّة، وبحُكم الواقع لا يملكون تأثير فعلي وحقيقي على الأرض، وكان أحد المُعارضين قد دعا الشعب السعودي للتظاهر، ولم ينجح حتى في تحريك مُواطن سعودي واحد ضد نظام البلد، ولأسبابٍ كثيرة، أهمّها القبضة الأمنيّة.

ومن أبرز قادة الحزب المُعارض الناشئ، حيث فكرة تأسيس الأحزاب في السعوديّة “ممنوعة ومُحرّمة” بضوابط تحريم الخُروج على الحاكم، يحيى عسيري، مضاوي الرشيد، سعيد بن ناصر الغامدي، وعبد الله العودة نجل الداعية المُعتقل سلمان العودة، وأخيرًا الشاب عمر بن عبد العزيز، وهؤلاء عُرف عنهم العمل المُعارض، الذي يقتصر أغلب تأثيره في الفضاءات التلفزيونيّة، و”التويتريّة” ما قبل تأسيس الحزب.

 

السلطات السعوديّة، وحتى كتابة هذه السطور، لم تكترث فيما يبدو، بالإعلان الصادر، ولم تُعلّق سلباً، أو إيجاباً على الحزب، وأعضائه، ولا يُعتقد أنّ ثمّة تعليق سيصدر عن المملكة في هذا الإطار

وبالعودة إلى “تويتر” رصدت “رأي اليوم” حساباً للحزب السعودي المُعارض، والذي جرى إطلاقه (إعلان تأسيس الحزب) عبر الاتصال المرئي، ويُتابع الحساب حواليّ 9000 مُتابع، ويبدو لافتاً أنّ رغبة أعضاء الحزب التركيز على تغيير الاستبداد، وتعزيز القضاء المُستقل، والحريّات، ومنح الشعب حريّة التعبير، وهي خِيارات لم تتضمّن الإعلان صراحةً عن رغبة في إسقاط النظام السعودي الحالي، وربّما رغبةً في إصلاحه.

 

 

حزب التجمع الوطني، شغل المنصّات السعوديّة بطبيعة الحال، وتفاعل عددٌ من المُغرّدين مع إعلان تشكيله، فالقطاع المُؤيّد للدولة انتقد أهدافه، وسَخِر من تمويله، فيما توقّع آخرون فشله حتى قبل تأسيسه، وتشكيله تهديدًا، فيما عبّر مغرّدون آخرون عن فخرهم بهذا الحزب، وأنّ بلادهم تحتاج لنهج سياسي مُعارض مُنظّم، حتى تحقيق العدالة، وتوزيع عادل للثروات، وتداول للسّلطة.