صحيفة: الخلافات بين السعودية والإمارات تؤخر المصالحة مع قطر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1996
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تطرقت فيه إلى العوائق التي تحول دون إنهاء المصالحة بين قطر والبلدان المجاورة لها بعد مرور بضع سنوات على اندلاع الأزمة بين الطرفين.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن إنهاء أزمة الخليج تتطلب أكثر من مجرد تنظيم مباراة لكرة قدم أو بعض الإيماءات الأخرى. ومع ذلك، ساهمت المشاركة الأخيرة للسعودية والإمارات والبحرين في كأس الخليج العربي الذي نظمته قطر، في بداية انفراج الأزمة وذوبان الجليد بين هذه الأطراف وقطر.
وأضافت الصحيفة أن الدوحة أكدت أن هذه الدول أبدت استعدادها للمصالحة. ويكمن العائق الأساسي الذي يحول دون الخروج من هذه الأزمة في انقسام مواقف جيران قطر حول هذه المسألة. وتجدر الإشارة إلى أن كفاح الإمارات من أجل الهيمنة باعتبارها حليفا للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة وغرور قادتها، لعبوا دورا محوريا في عرقلة التقدم في المصالحة. ومن جانبهم، أكد المحللون الشكوك التي تعتري أبوظبي إزاء هذه المسألة.
وأردفت الصحيفة أن خالد بن محمد العطية، نائب رئيس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، نوّه لمجموعة مصغّرة من الصحفيين خلال منتدى الدوحة في نهاية الأسبوع الماضي، أنه "توجد الآن فرصة لحل الأزمة مع السعوديين. وعلى الرغم من أنها تسير بخطى بطيئة، إلا أنها ثابتة. وسنرى ما إذا كان بإمكاننا إيجاد حل في كنف الاحترام المتبادل والحفاظ على سيادة بلادنا واستقلالها وسياستها الخارجية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أيام قليلة من انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أعربت قطر عن أملها في أن تضع حدا للمقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية التي سلّطتها عليها الدول الثلاث المجاورة لها إلى جانب مصر منذ شهر حزيران/ يونيو سنة 2017 مما أدى إلى غلق الحدود البريّة بشكل كلّي مع قطر.
وعلى الرغم من أن مشاركة رئيس الوزراء القطري الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني في القمة والاستقبال الحار الذي لاقاه من قبل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز يشيران إلى بوادر انفراج للأزمة، إلا أن غياب الأمير القطري أظهر أن المسألة لا تزال تتطلب مزيدا من الجهود.
وأردفت الصحيفة أن محللون آخرون أيّدوا أن أبوظبي تعارض فكرة المصالحة مع قطر. ومن جانبه، أورد الباحث في قضايا الشرق الأوسط بجامعة رايس الأمريكية، كريستيان أولريخسن، أن "المفاوضات التي تجري داخل اللجنة الرباعية وخاصة بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من المرجح أن تكون أصعب بكثير من المحادثات المباشرة بين المسؤولين السعوديين والقطريين". في الأثناء، يتجنب المسؤولون القطريون إصدار أي بيان علني حول هذه المسألة، على الرغم من أنهم يعترفون سرا بأن خلافاتهم الأساسية مع الإمارات.
وأفادت الصحيفة أن القطريين يصرّون على أنه ينبغي على السعودية أن تجد حلولا للمشاكل المعلقة بما في ذلك الأزمة مع قطر بسبب إيران، وطرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام ورئاستها لمجموعة العشرين. كما أكد القطريون أن بلادهم قبلت بإجراء اتصالات مع الرياض ليس لأنهم يحتاجون إليها، وإنما لأن كلا البلدين ينتميان إلى البيئة نفسها ويجب أن يتعاونا مع بعضهما البعض.
وذكرت الصحيفة أن القطريون قد اعترفوا بأنهم يريدون تسهيل رحلات الحج إلى مكة لفائدة القطريين وأن يتمكنوا من زيارة عائلاتهم نظرا لأن الكثيرين منهم مشتتين نتيجة الحصار. من جهة أخرى، أوردت الإمارات عن طريق أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن "التسريبات القطرية الأخيرة" حول مسألة حل للأزمة مع السعودية دون البلدان الأخرى تشير إلى "محاولة الدوحة تقسيم المجموعة والإفلات من التزاماتها".
وبيّنت الصحيفة أنه بعد مرور فترة وجيزة من القطيعة، قدمت اللجنة الرباعية لقطر قائمة تضم 13 شرطًا من أجل استعادة العلاقات معها. وعموما، شملت هذه الشروط قطع العلاقات القطرية مع إيران وطرد أفراد الإخوان المسلمين وإغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة. من جهتهم، أنكر المسؤولون القطريون قبولهم لأي شرط من هذه القائمة. وفي هذا الصدد، صرح أحد المصادر قائلا: "لا يعد حفظ وجه أي شخص من اختصاص قطر، حيث هاجمتنا هذه الدول أولا".
وأوردت الصحيفة أن البعض فسّروا أن حضور وفد أمريكي كبير في منتدى الدوحة، الذي ضم إيفانك اترامب وستيفن منوشين وزير الخزانة في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدل على الدعم الأمريكي لقطر. وعموما، لا شك أن هناك صراعا من أجل التفوق في المنطقة والطرف الذي سيحاور واشنطن. وأفادت إحدى المحللات أن "كلا الجانبين لا يريدان تقديم أي نوع من التنازل، وهو ما يجعل الإعلان السريع عن المصالحة أمرًا صعبًا".
في الختام، أفادت المديرة التنفيذية لمركز التجارة الدولية، أرانتشا غونزاليس، أن "الحصار يعتبر بمثابة حافز للتغيير الثقافي". وأضافت غونزاليس أن قطر التي لا تضم سوى 300 ألف مواطن من بين سكانها البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة، لا تعاني من مشكلة في التوظيف. وعاشت قطر خلال الأزمة ملامح ما نسميه "بالاقتصاد البطيء"، حيث أن احتياطياتها الهائلة من الغاز الطبيعي حققت لها الاكتفاء خلال تلك الفترة.