ما علاقة هجوم أرامكو بدور السعودية في الضربات الإسرائيلية على العراق؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2004
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قبل نحو أسبوعين، كشفت صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية، أن الهجمات التي نفذتها طائرات مسيرة إسرائيلية على مواقع عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق، انطلقت من قواعد عسكرية تابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي كبير أن الهجمات نفذتها (إسرائيل)، بدعم من السعودية، حيث تم وضع خطة الضربة عندما زار وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج "ثامر السبهان"، شمال شرق سوريا الذي تسيطر عليه "قوات سوريا الديمقراطية" في يونيو/حزيران 2019.
و"قوات سوريا الديمقراطية" هي ميليشيا يقودها الأكراد وتسيطر حالياً على أجزاء من شمال شرق سوريا الغني بالنفط، بعد شن حملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بدعم كبير من الولايات المتحدة، وتبقى الشريك الرئيسي لواشنطن في البلاد.
ووفقاً للمسؤول العراقي الكبير، فقد استخدم شمال سوريا لشن الهجمات لأن طائرات الهجوم الإسرائيلية بلا طيار لا تملك المدى لضرب أهداف في العراق من (إسرائيل)، لذلك كان العراقيون متشككين في البداية من أن (إسرائيل) تقف وراء الهجمات بسبب الشكوك في أن الطائرات الإسرائيلية بدون طيار ستكون قادرة على الوصول إلى العراق.
ومن المهم الإشارة إلى هذه المعلومات التي أوردتها الصحيفة البريطانية في سياق تحليل الهجوم النوعي الذي استهدف، صباح السبت، معملين تابعين لشركة "أرامكو" شرقي السعودية.
وتدور شكوك حول رواية "الحوثيين" الذين تبنوا الهجوم، في حين لا تزال السعودية تؤكد أن التحقيقات جارية لمعرفة المتورطين في الهجوم.
وينبع مصدر الشكوك من المسافة التي تبلغ حوالي 1300 كلم والتي يجب أن تقطعها الطائرات المسيرة لتنفيذ الهجوم في حال انطلقت فعلا من اليمن.
طول المسافة التي تستلزم تقنيات متقدمة فضلا عن عدم تعرض الدفاعات السعودية لأي من الطائرات العشر التي أعلن عنها "الحوثي"، يدفع بالتشكيك في هذه الرواية، وطرح فرضية أن نقطة انطلاق الهجوم دولة أخرى أقرب.
ومن المحتمل أن يكون مركز انطلاق الهجمات على "أرامكو" هو الأراضي العراقية التي تبعد نحو نصف المسافة من اليمن إلى موقع الهجوم.
وإذا صحت هذه الفرضية، فإن الهجوم قد يفهم في سياق مختلف عن الحرب الدائرة في اليمن، لأنه سيكون في إطار الرد على الدور السعودي في الهجمات الإسرائيلية التي تعرضت لها مواقع الحشد الشعبي في العراق.
ويعد هدف "أرامكو" مغريا، حيث تمثل الشركة بالنسبة للسعودية الأيقونة الجميلة المميزة لرؤية المملكة الخاصة بها، حيث إنها تحقق أعلى دخل لشركة نفط على مستوى العالم.
وعقب الهجوم، أكد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في اتصال هاتفي، استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع المملكة لكشف تفاصيل الهجوم ودعم أمن واستقرار السعودية.
فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" أن طهران تقف وراء نحو 100 هجوم على السعودية، مشددا على أنه لا دليل على أن الهجوم على منشآت النفط السعودية جاء من اليمن.
وستظل كافة الاحتمالات واردة حتى يخرج أي طرف بأدلة تكشف تفاصيل الهجوم الذي يبدو أنه جاء في إطار أكثر تعقيدا لحرب صامتة متعددة الأطراف تدور رحاها في ساحات متشابكة.

المصدر | الخليج الجديد
-