السعودية وإسرائيل.. كيف أفسد حلفاء ترامب الحرب على الإرهاب؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1985
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 في تقرير حديث صادر عن مكتب المفتش العام للبنتاغون يحذر من "عودة" تنظيم "الدولة الإسلامية"، يسلط كاتب التقرير الضوء على حقيقة أصبحت واضحة للغاية، وهي أن "حرب واشنطن على الإرهاب" أثبتت فشلها.
وعلى الرغم من تشكيل "تحالف عالمي" لمحاربة تنظيم "الدولة" في سبتمبر/أيلول 2014، يقدر تقرير البنتاغون أنه لا يزال هناك ما بين 14 ألفا و18 ألفا من مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا.
ويقول التقرير أيضا إن التنظيم قد عزز قدراته الخاصة بأساليب التمرد.
وتعد هذه التقديرات والتقييمات دليلا آخر يثبت أن الولايات المتحدة قد تبنت مقاربة خاطئة لمكافحة الإرهاب.

الحرب الفاشلة
ومنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق "جورج دبليو بوش" الحرب على "الإرهاب" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، تفاقمت مشكلة الإرهاب بدلا من أن يتم حلها.
وفي حين أن واشنطن لم تشهد هجمات أخرى مماثلة لتلك الأحداث، يُعتقد على نطاق واسع أن تنظيم "القاعدة" لا يزال خطيرا كما كان دائما.
وكشفت دراسة أجراها "بروس هوفمان" من مجلس العلاقات الخارجية في مارس/آذار 2018، أن تنظيم "القاعدة" تمكن من تشكيل حركة عالمية تضم أكثر من عشرين فرعا، تمتد من شمال غرب إفريقيا إلى جنوب آسيا.
ويحذر المسؤولون الأمريكيون من التهديد الذي تمثله "القاعدة".
وخلال مؤتمر صحفي، في وقت سابق من هذا الشهر، حذر منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية، "ناثان سيلز"، من أن تنظيم القاعدة اليوم "قوي مثلما كان".
وفي بعض الأماكن، مثل اليمن والصومال وسوريا، زاد وجود التنظيم، مقارنة بما كان عليه عام 2001.
وفي الوقت نفسه، لم يختفِ تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق. ولدى التنظيم فروع في نيجيريا وسريلانكا وأفغانستان والفلبين وأماكن أخرى. وفي وقت سابق من هذا الشهر، أعلن مسؤوليته عن هجوم وحشي استهدف حفل زفاف في كابول، أسفر عن مقتل 80 شخصا على الأقل.


عقبتان
ولفشل واشنطن في "الحرب على الإرهاب" علاقة كبيرة باثنين من أقرب حلفائها، وهما المملكة العربية السعودية و(إسرائيل).
وتعتبر "القاعدة" و"تنظيم الدولة" من الحركات الإرهابية التي تلتزم بالمذهب الوهابي الذي ترعاه السعودية، وهي أيديولوجية متطرفة ضيقة الأفق عملت المملكة على نشرها في جميع أنحاء العالم.
وكانت تفجيرات "عيد الفصح"، التي وقعت في سريلانكا وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا، قد سلطت الأضواء مرة أخرى على الوهابية ودور السعودية في نشرها.
وقد تم ترحيل 5 سريلانكيين يُعتقد أنهم على صلة بالتفجيرات من السعودية إلى سريلانكا، حيث تم احتجازهم لدى الشرطة.
كما اعتقلت السلطات السريلانكية واعظا دينيا وهابيا في أعقاب التفجيرات.
وعلى الرغم من شريان الحياة الأيديولوجي الذي توفره السعودية لهذه الجماعات، فإنها لم تكن أبدا محور "حرب واشنطن على الإرهاب".
وقد ركزت الإدارات الأمريكية على الوسائل العسكرية التي تشمل قتل كبار قادة الجماعات المسلحة، دون معالجة العامل الأيديولوجي الحرج والمهم.
لذلك، فشلت واشنطن في "تدمير الفكرة"، وسرعان ما تمكنت الحركات الإرهابية من تجديد صفوفها بمجندين جدد يحلون محل أولئك الذين تم قتلهم.
وتحت قيادة ولي العهد "محمد بن سلمان"، أصبحت المملكة عنصرا أكبر للتمكين لتنظيم "القاعدة".
ونظرا للحرب السعودية المتهورة في اليمن، وسعت "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، التي غالبا ما يتم وصفها بأنها أكثر الفروع التابعة للتنظيم خطورة، من تواجدها في البلاد.
وتعاونت السعودية مع "القاعدة" في اليمن ضد الحوثيين. ومع ذلك، فقد دعمت واشنطن الحرب السعودية في اليمن منذ البداية، وضاعفت إدارة "ترامب" هذا الدعم.
ويعد العداء الإسرائيلي لإيران، و"حزب الله"، سببا رئيسيا لتصنيف الولايات المتحدة لهما في مصاف الإرهابيين. ودعمت (إسرائيل) القوات المناهضة لـ "الأسد" في سوريا، ويفضل المسؤولون الإسرائيليون استيلاء المشتددين المرتبطين بالسعودية بدلا من بقاء "الأسد" في السلطة، والسبب الرئيسي في ذلك هو تحالف "الأسد" مع إيران.
وفي مقابلة مع "جيروزاليم بوست"، في سبتمبر/أيلول 2013، علق السفير الإسرائيلي في واشنطن في ذلك الوقت، "مايكل أورين"، قائلا: "كنا نريد دائما رحيل بشار الأسد، لقد فضلنا دائما الأشرار الذين لم تدعمهم إيران ضد الأشرار الذين كانت تدعمهم إيران".
وذهبت (إسرائيل) إلى أبعد من ذلك بتقديم المساعدة لعناصر "القاعدة" التي تقاتل في سوريا.
وكشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، في مارس/آذار 2015، أن (إسرائيل) قدمت العلاج الطبي لمقاتلي "القاعدة" الذين أصيبوا في القتال.

نتائج عكسية
وفي حين تعد "حرب واشنطن على الإرهاب" بحاجة إلى إصلاح كامل، يبدو أن إدارة "ترامب" تتحرك في الاتجاه المعاكس.
وكانت أول رحلتان لـ "ترامب" إلى الخارج كرئيس إلى المملكة العربية السعودية و(إسرائيل)، وأصبح تعزيز العلاقات بين أمريكا وهذين الحليفين سمة مميزة لسياسة البيت الأبيض الخارجية في ولاية "ترامب".
وكان تصنيف إدارة "ترامب" لـ "الحرس الثوري الإسلامي الإيراني" كمنظمة إرهابية أجنبية بمثابة حلم أصبح حقيقة بالنسبة للسعودية و(إسرائيل).
وفي الوقت نفسه، كانت تلك الخطوة تتعارض مع أي نهج منطقي في مكافحة الإرهاب.
وبدلا من تسعى الإدارة لاستقطاب إيران والتعاون معها في الحرب ضد الإرهاب فإنها واصلت الرهان على السعودية و(إسرائيل)، ولا يمكن أن تصبح النتائج من مثل هذا الرهان إلا أكثر سوءا.

المصدر | علي رزق - لوب لوغ