مجلة فرنسية: قيادة النساء للسيارات في السعودية .. “خدعة بصرية” للتغطية على قمع النسويات

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1948
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

باريس- “ القدس العربي”:
 توقفت مجلة “ لوبس” الفرنسية عند مرور عام على السماح للنساء بقيادة السيارات في المملكة العربية السعودية؛ متسائلة هل هذا الإصلاح الذي أتى به ولي العهد الشاب محمد بن سلمان هو مُجرد خدعة- بصرية؟!. لأنه مرّ عام على اعتقال عدة ناشطات في مجال حقوق المرأة في السجن، بتهمة “خيانة الأمة”.
وذكّرت المجلة أنه في 24 يونيو 2018 ، أنهى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحظر المفروض على قيادة النساء في بلاده التي كانت آخر بلد في العالم يطبق هذا الحظر. وتم الإعلان عن هذا الإجراء بموجب مرسوم صادر في سبتمبر عام 2017 والذي يعد جزءًا مما يعرف بـ“ رؤية 2030” لولي العهد السعودي الذي
يقدم نفسه كمصلح.

لكن المفارقة – توضح المجلة – كانت في مايو 2018، ففي الوقت الذي كان يتم فيه
السماح للنساء بقيادة السيارات، أطلقت المملكة العربية السعودية حملة قمع غير مسبوقة ضد عدد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة؛ بما في ذلك لجين الهذلول -صورت نفسها وهي تقود سيارة قبل إقرار القانون مباشرة -والجامعية عزيزة اليوسف التي تجاوز عمرها الستين سنة .

وقد ذكّرت المنظمات غير الحكومية والعديد من مستخدمي الإنترنت على توتي روتحت هاشتاغ #FreeSaudiHeroes ، دعمهم لهؤلاء الناشطات اللواتي لا زلن يقبعن وراء القضبان؛ بعد مرور عام على ذكرى إلغاء الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات.
وأشارت “لوبس” إلى أن بعض هؤلاء النسوة أخبرن عائلاتهن أنهن تعرضن للاعتداء الجنسي والتعذيب أثناء الاحتجاز. ووفقًا لـ هيومن رايتس ووتش فإن “السلطات السعودية عرّضت هؤلاء الناشطات للصعق بالصدمات الكهربائية والجلد على الفخذين والتقبيل القسري ”.
وتنقل المجلة عن مايكل بيج، نائب مدير في هيومن رايتس ووتش قوله إن: “الحكومة التي تعذب النساء لمجرد دفاعهن من أجل حقوقهن الإنسانية، يجب أن يدينها المجتمع الدولي بشدة، بدلاً من استمرارها في التمتع بالدعم الثابت من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”.
وأشارت المجلة إلى أن محاكمة لجين الهذلول ( 29 سنة) – تواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا – كان من المقترض أن تبدأ في 13 مارس / آذار الماضي في محكمة جنائية بالرياض، لكن تم تأجيلها دون تفسير. وقد تم إطلاق هاشتاغ #FreeLoujain على توتير، بينما ذهب شقيقها إلى واشنطن للدفاع عنها أمام الكونغرس، مطالباً بإطلاق سراحها.
وصوت أعضاء البرلمان الأوروبي في فبراير الماضي على نص يدين نظام الوصاية الذكورية المفروض على النساء في المملكة العربية السعودية. كما دعا
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إطلاق سراح لجين الهذلول. لكن رغم كل ذلك، يبدو أن ملف الشابة والناشطات الأخريات المسجونات في السعودية لا يتقدم ولو لخطوة واحدة.
وتابعت “ لوبس” القول إن “السعودية الحديثة” هي الصورة التي أراد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن ” يبيعها” للعالم؛ لكن جريمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي جاءت لتشوه صورة المملكة وتربك الحملة التواصلية لبن سلمان.
وأشارت المجلة الفرنسية، أيضاً، إلى أن
الحكومة السعودية مررت في 25 مايو قانوناً جديداً حول “الاحتضان في الأماكن العامة”، الدي يستهدف حظر “الملابس التي تعتبر غير لائقة”. وما هذه الخطوة – بحسب “لوبس”- إلا لفتة لصالح المحافظين الكبار في البلاد. وقد غرد الجامعي عامر سليمان حول هذا الموضوع ساخرا، حيث كتبت على تويتر: “عادت الشرطة الدينية، من دون لحية هذه المرة”.