السعودية تنوي إعدام مراهق اعتقلته وعمره 13 عاما

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1905
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير الخليج الجديد
 تجمع مجموعة من الصبية على الدراجات في شارع جانبي ترابي في شرق المملكة العربية السعودية.
وكان "مرتجى قريريص"، البالغ من العمر آنذاك 10 أعوام، على وشك قيادة مجموعة تضم نحو 30 طفلا، وفي لقطات فيديو حصلت عليها "سي إن إن"، كان يرتدي بنطلون جينز مع قميص قطني مع حذاء من الجلد الأسود في قدميه، مبتسما إلى الكاميرا التي تسجل الحدث، ويبدو المشهد وكأنه رحلة بالدراجات، لكن تلك المجموعة من الأطفال كانت تنظم احتجاجا مبتكرا.
وبعد لحظات من انطلاق الدراجات، اختفى "قريريص" بين طوفان الأولاد، ولكنه استمر في الهتاف عبر مكبر الصوت قائلا: "الشعب يطالب بحقوق الإنسان".
وكانت مسيرة الدراجات تلك أحد أشكال التعبير عن المعارضة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية خلال ربيع عام 2011.
وبعد 3 أعوام من تصويره أثناء مشاركته في احتجاج الدراجات، اعتقلت السلطات السعودية "قريريص"، الذي كان يبلغ من العمر 13 عاما فقط، وكان مسافرت مع عائلته إلى البحرين عندما احتجزته سلطات الحدود السعودية على جسر الملك فهد الذي يربط بين البلدين.
وفي ذلك الوقت، اعتبره المحامون والناشطون أصغر سجين سياسي معروف في المملكة.
والآن، في سن الـ 18، يواجه "قريريص" عقوبة الإعدام بعد احتجازه قرابة 4 أعوام حسبما علمت "سي إن إن".

زرع الفتنة
وفي أبريل/نيسان، أعلنت المملكة إعدام 37 رجلا، وفقا لجماعة حقوق الإنسان "ريبريف"، معظمهم من الأقلية الشيعية في المملكة. وتتمتع البلاد بأحد أعلى معدلات الإعدام في العالم، وكثيرا ما تعرضت لانتقادات من قبل جماعات حقوق الإنسان لإعدامها أشخاصا كانوا صغارا وقت ارتكاب الجرائم.
وكان "قريريص" في العاشرة من عمره عندما ارتكب واحدة على الأقل من تلك الجرائم المزعومة في ورقة اتهامه، حسبما علمت "سي إن إن". وتم اتهامه بمرافقة شقيقه الناشط، "علي قريريص"، أثناء ركوب دراجة نارية إلى مركز للشرطة في مدينة العوامية شرق المملكة، حيث زُعم أن "علي" قد ألقى زجاجات حارقة على المركز.
ومن غير الواضح حدود سن المسؤولية الجنائية في المملكة، لكن في عام 2006 أخبرت المملكة لجنة حقوق الطفل أنها رفعت السن إلى 12 عاما، حسب "هيومن رايتس ووتش".
وكانت المملكة قد أبلغت الأمم المتحدة من قبل أنها لا تفرض عقوبة الإعدام على السجناء المدانين بارتكاب جرائم قبل سن المسؤولية الجنائية.
ويحاكم "قريريص" حاليا في محكمة مختصة بجرائم الإرهاب، حيث اتهمه الادعاء بانتمائه إلى "جماعة إرهابية متطرفة". ويواجه تهما أخرى تتراوح بين العنف المزعوم ارتكابه خلال الاحتجاجات، بما في ذلك المساعدة في تصنيع قنابل مولوتوف، إلى إطلاق النار على قوات الأمن.
وقد نفى "قريريص" التهم، وقال إن الاعترافات، التي اعتمد عليها الادعاء إلى حد كبير، تم الحصول عليها بالإكراه، حسبما علمت "سي إن إن".
وكان "مرتجى قريريص" في الحادية عشرة من عمره عندما توفي أخوه وهو يشارك في الاحتجاجات التي وصفتها المملكة بأنها عنيفة.
وفي مقاطع فيديو لجنازة شقيق "قريريص" الأكبر، حصلت عليها شبكة "سي إن إن"، هتف المشيعون بشعارات مناهضة للحكومة، بينما ملأ الموكب الطريق.
وأظهر الفيديو والد الناشط المقتول، "عبد الله "قريريص"، وهو يميل على الجثة المغطاة لنجله، مناشدا الله أن يرزقه الصير على وفاة ابنه. ولقد شوهد وهو يقبله للمرة الأخيرة قبل أن يتم نقل الجثة عن طريق مجموعة كبيرة من المشيعين.
وعلى الرغم من أن الادعاء لم يحمِّل "قريريص" مسؤولية أي خسائر في الأرواح، فقد علمت "سي إن إن" أنه يسعى إلى فرض أقسى شكل من أشكال عقوبة الإعدام، والتي قد تشمل الصلب وتقطيع الأوصال بعد الإعدام. وجادل الادعاء بأن "بذر الفتنة" يبرر أسوأ عقوبة ممكنة، وفقا لتفسير المملكة الصارم للشريعة الإسلامية.
وقد تم تقديم ورقة اتهام توصي بعقوبة الإعدام لـ "قريريص" قبل أشهر من عيد ميلاده الثامن عشر. كما تم سجن واحد آخر من إخوته، وتم احتجاز والده العام الماضي، وفقا للنشطاء.
وعلمت الشبكة أن "قريريص" قد قضى ما لا يقل عن سنة وثلاثة أشهر من اعتقاله في الحبس الانفرادي.

انتزاع الاعترافات
وفي عام 2016، ناقشت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة المعنية بالاحتجاز التعسفي قضية قاصر سعودي مسجون لم تذكر اسمه، لكن معلوماته تتطابق مع التفاصيل التي جمعتها "سي إن إن" حول "قريريص".
وقالت مجموعة العمل التابعة للأمم المتحدة في الدورة السابعة والسبعين للمجموعة، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، إنها تعتقد أن القاصر قد تعرض للتعذيب، وأن اعترافاته قد "انتُزعت انتزاعا"، وأن اعتقاله كان تعسفيا. كما قالت إن الاعتقال ينتهك المعايير الدولية.
وقال ناشط سعودي مقيم في المملكة المتحدة، وهو "محمد ضمان"، الذي كان حاضرا في العديد من الاحتجاجات التي شهدها "قريريص" عام 2011، إن المظاهرات كانت سلمية. وقال إن المملكة لم تظهر أي مقاطع فيديو أو أدلة فوتوغرافية على أعمال عنف تم ارتكابها في ذلك الوقت.
لكن السلطات السعودية كثيرا ما وصفت المظاهرات المناهضة للحكومة في المنطقة الشرقية بالبلاد بأنها عنيفة، قائلة إن المتظاهرين هاجموا قوات الأمن والمدنيين.

محاكمة القصر
وإذا حكمت المملكة على "قريريص" بالإعدام، فإنه سينضم إلى 3 سجناء آخرين على الأقل تم إعدامهم هذا العام بسبب جرائم يُزعم أنها قد تم ارتكابها قبل سن الثامنة عشر.
وفي المملكة لا يمكن تنفيذ عقوبة الإعدام إلا بأمر من الملك "سلمان" أو ممثل مفوض عنه. وكثيرا ما يوصف ولي العهد "محمد بن سلمان" بأنه نائب الملك في مثل هذه الحالات.
وكانت الحملة قد اشتدت على المعارضين السعوديين منذ عام 2015، عندما صعد الملك "سلمان" إلى العرش، وعين ابنه "محمد بن سلمان" في عدة مناصب قوية. وقاد الأمير الشاب حملة للإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، وسعى إلى تعزيز حكمه خلال هذه العملية.
وأمر ولي العهد، البالغ من العمر 33 عاما، باعتقال العشرات من رجال الدين البارزين ورجال الأعمال والأمراء، فضلا عن المدافعات عن حقوق المرأة، اللائي يُزعم أنهن قد تعرضن للتعذيب، وتتهمهن السلطات "بالاتصال المشبوه" بالكيانات الأجنبية. ونفت الحكومة السعودية مرارا مزاعم التعذيب.
وفي إحدى مقاطع الفيديو للاحتجاجات، يقول "عبدالله قريريص"، والد "مرتجى": "نعاهد الشهداء بأن نستمر في مسيراتنا".
وكان يقف بجواره "مرتجى قريريص" مع قناع قد وقع عن رأسه، أو يبدو أنه هو من أزاله من وجهه. وكان ينظر إلى الكاميرا ويبتسم ويمشي بعيدا، غير مدرك ما كان سيواجهه في المستقبل.

المصدر | سي إن إن