مُستشرِقةٌ إسرائيليّةٌ عن محافل سياسيّةٍ رفيعةٍ: قمم مكّة أُديرت بجهاز التحكّم من مُستشاري ترامب ومسؤولين بالكيان لتحضير التُربة لـ”صفقة القرن” و”الوحدة العربيّة” كذبةً كبيرةً

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2130
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 بصلفٍ معهودٍ وبوقاحةٍ ممجوجةٍ سخِرت المُستشرِقة الإسرائيليّة، سمدار بيري، مُحلِّلة شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة اليوم الاثنين، سخِرت من القمم الثلاث: العربيّة، الإسلاميّة والخليجيّة التي عُقدت نهاية الأسبوع الماضي في مكّة المُكرمّة، وجزمت قائلةً إنّها كشفت مرةً أخرى التزييف العربيّ والإسلاميّ عن الوحدة بين الدول التي شاركت في القمم الثلاث، وشبهّت الزعماء العرب والمُسلمين، الذين يتوقون لإقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ كاملةٍ مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ، بأنّهم كما الأولاد الصغار، وقالت إنّ الدولة العبريّة هي مصدر ثقة وإعجابٍ من قبل الزعماء، ولكنّها عمليًا تجلِب لهم الكثير من النار، وبالتالي، فإنّهم، أيْ الزعماء العرب والمُسلمين، يتصرّفون كالأولاد، يقتربون، ثمّ يلوذون بالفرار، ولكنّهم في نهاية المطاف، يعودون، أيْ إلى أحضان كيان الاحتلال، على حدّ وصفها.
المُستشرِقة بيري، التي اعتمدت بطبيعة الحال على محافل سياسيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، لم تتورّع عن القول الفصل إنّه بما أنّ القمم الثلاث تمّ عقدها في مكّة المُكرمّة، التي يُمنع على غير المُسلمين الدخول إليها، فإنّ كبار مُستشاري الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، وكبار المسؤولين الإسرائيليين، أداروا القمم عن طريق الـ(ريموت-كونترول)، أيْ جهاز التحكّم عن بعيد، زاعمةً في الوقت نفسه، نقلاً عن المصادر عينها، أنّ الحاكِم الفعليّ لدول الخليج هو وليّ العهد في دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة، محمد بن زايد، ومُضيفةً أنّه لو كان الأمر متعلِقًا به لوحده لكان جدول أعمال القمم الثلاث: العداء لإيران، على حدّ تعبيرها.
عُلاوةً على ما ذُكر أعلاه، شدّدّت المُستشرِقة الإسرائيليّة على أنّ القضيّة الفلسطينيّة كانت حاضرةً وبقوّةٍ في القمم المذكورة، وأنّ رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، مدعومًا من العاهِل الأردنيّ، الملك عبد الله الثاني، قاد زعماء الدول المُشارِكة لاتخاذ قرارٍ بأنّه لن يكون حلًّا للصراع العربيّ-الإسرائيليّ بدون إقامة دولةٍ فلسطينيّة وعاصمتها القدس الشرقيّة، ولكنّها اعتبرت أنّ هذا التصريح ما هو إلّا تحصيل حاصل، متسائلةً بخُبثٍ: هل الزعماء العرب يقصدون ما يقولون؟ أمْ أنّ ذلك ضريبة كلاميّة ليس إلّا؟، وتابعت: هل سيقِف هؤلاء الزعماء إلى جانب عبّاس وما هو الحلّ الذي في جعبتهم، مُشيرةً إلى أنّ أكبر دليلٍ على عدم جدّيتهم هو امتناعهم عن طرح حلٍّ للمُشكلة الإنسانيّة، التي تُعاني منها غزّة والقطاع، على حدّ قولها.
بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، نقلت المُستشرِقة بيري عن مصادرها واسعة الاطلاع في تل أبيب، نقلت عنها قولها إنّ القمم الثلاث التي عُقدت في مكّة المُكرمّة هدفها المفصليّ والجوهريّ هو تحضير التُربة وتمهيدها للانتقال إلى المرحلة الثانيّة، أيْ من ورشة البحرين، التي ستُعقد بمُشاركةٍ إسرائيليّةٍ، أواخر الشهر الجاري في المنامة بحضورٍ إسرائيليٍّ علنيٍّ ورسميٍّ، على المرحلة الأهّم، وهي إخراج خطّة السلام الأمريكيّة، التي باتت تُعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن” إلى حيّز التنفيذ، لافتةً في الوقت ذاته إلى أنّ الكثير من المُشاورات والمُفاوضات بين الزعماء العرب والمُسلمين مع الإدارة الأمريكيّة ومع الحكومة الإسرائيليّة، تجري بعيدًا عن الأضواء، وبصورةٍ سريّةٍ للغاية، على حدّ قول المصادر في تل أبيب.
وتابع بيري قائلةً إنّ إعادة الانتخابات في إسرائيل اعتُبرت في الدول الخليجيّة بمثابة عُطلٍ طارئٍ، وأنّه في الديوان الملكيّ السعوديّ ما زالوا على اقتناعٍ تامٍّ بأنّ الانتخابات في الكيان، والتي ستجري في السابع عشر من شهر أيلول (سبتمبر) القادِم، ستُبقي بنيامين نتنياهو رئيسًا للوزراء في الدولة العبريّة، وبالتالي، فإنّ الدول الخليجيّة تنتظِر بفارغ الصبر الانتخابات الإسرائيليّة للمضي قُدُمًا في تنفيذ “صفقة القرن”، كما أكّدت المصادر السياسيّة الإسرائيليّة الرفيعةٍ.
المُستشرِقة الإسرائيليّة أكّدت في سياق تحليها على أنّه يُمكِن الجزم من الآن أنّه لا يوجَد ما يُسّمى بالعالم العربيّ، وأنّ الحديث عن وحدةٍ عربيّةٍ ما هو إلّا ذرٌ للرماد في العيون، ذلك أنّ القمم الثلاث التي تمّ عقدها في مكّة المُكرمّة كشفت عمق الاستقطاب والمشاكل التي تُفتِّت العالم العربيّ غيرُ الموجود، مُضيفةً في الوقت عينه أنّه يتحدّثون عن هدفٍ مُشتركٍ، ولكنّهم لا يعملون شيئًا من أجل تنفيذه عمليًا، إذْ أنّ لكلّ دولةٍ عربيّةٍ كانت أمْ إسلاميّةٍ مشاكلها الداخليّة، على حدّ قولها.
واختتمت قائلةً أنّه بغضّ النظر وبصرف الطرف عن المشاكل الداخليّة لهذه الدول، فالعامِل المُشترَك الوحيد لهذه الدول أنّه كانت لها مُشاورات أوْ لقاءات مع إسرائيليين، حيثُ أنّ قسمًا من هذه الدول انسحبت، والقسم الآخر بقي على علاقةٍ سريّةٍ مع كيان الاحتلال الإسرائيليّ حتى اللحظة، كما أكّدت المحافِل الرفيعة في تل أبيب للمُستشرِقة الإسرائيليّة.