لوبوان: بن سلمان وبن زايد يريدان فرض الاستبداد في المنطقة.. والأخير على تواصل مع قايد صالح

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2042
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

آدم جابر
باريس ـ “القدس العربي”:
 في مقال بمجلة ‘‘لوبوان’’ الفرنسية، قال سيباستيان بوسويس الباحث في العلوم السياسية والأستاذ بجامعة بروكسل الحرة، إنّه من مصر حتى الجزائر مرورا بليبيا و بالسودان واليمن، تدعم أبوظبي بكل الوسائل القوى الاستبدادية لخنق أي معارضة ديمقراطية في العالم الإسلامي.
واعتبر الكاتب أنّ الإمارات العربية المتحدة هي دولة استبدادية لا تسعى فقط إلى قلب منجزات الثورات العربية، بل إلى فرض ايديولوجياتها التي هي في الواقع أكثر تصلباً ومكيافيلية حتى من تلك التي تنتهجها المملكة العربية السعودية.
فالإمارات- يقول الكاتب – تسعى جاهدة لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء العالم العربي وقيادة حملة معادية للثورة على نحو متزايد. وتلك هي الخطة التي وضعها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد لترسيخ عقيدته الأمنية في جميع البلدان التي كانت تأمل في تحقيق الديمقراطية.
وتابع الكاتُب القول إن أبو ظبي حاضرة في الحياة السياسية لجميع البلدان التي تمر بأزمة في المنطقة، رغم أن دول الربيع العربي تجاوزت نوعاً ما الوضع غير المُستقر الذي عانت منه في عام 2011. فتونس استقرت وبدأت انتقالها الديمقراطي مع دستور جديد والحياة السياسية النشطة والانتخابات في أواخر العام الجاري. ومع ذلك تتدخل أبوظبي في هذا البلد وتدعم بوضوح الرئاسة الحالية التي تواجه مشاكل جمة وانتقادات واسعة في الداخل، ضد حركة النهضة الاسلامية. أما سوريا، فقد عادت إلى السلطوية المستقرة بعد سنوات من الحرب مع الحفاظ على بشار الأسد في السلطة وهزيمة تنظيم الدولة (داعش): اتفاق 15 مارس 2019 بين روسيا والإمارات العربية المتحدة يفتح أبواب هذا البلد المدمر على أبو ظبي التي هي الآن شريكه الأول.
وفي مصر، تدعم أبوظبي المارشال عبد الفتاح السيسي الذي انقلب على الرئيس المنتخب في أعقاب الثورة محمد مرسي. ويدين هذا البلد بعودته إلى الديكاتورية لدعم أبوظبي.
وفي الجزائر التي بدأت أخيراً ربيعها الجديد ، بعد ربيع 1988، فإن محمد بن زايد على اتصال دائم بقائد القوات المسلحة الجزائرية أحمد قائد صالح، الذي لم يعد يخفي رحلاته المتكررة إلى أبو ظبي.
في حين، تسبب الحرب التي تشنها الإمارات مع حليفتها السعودية ضد الحوثيين في أسوأ كارثة إنسانية في العالم حيث قتل ما يقرب من مائة ألف طفل ونزح الملايين.
وفي ليبيا، تدعم الإمارات المارشال خليفة حفتر على حساب حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً ومقرها طرابلس. وقد كشفت بي سي سي مؤخراً عن ارتكاب أبو ظبي لجرائم حرب في ليبيا ، بعد عامين من الكشف عن ممارستها لعمليات التعذيب في سجون باليمن. ويتهم حفتر من جانبه، بارتكاب جرائم حرب في مدينة درنة في الأسابيع الأخيرة.
وتساءل الكاتب إلى متى ستستمر اللامبالاة الكاملة حيال إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط كما تحلم بذلك أبو ظبي غير آبهة بعدد القتلى و لا حالات الفوضى؟. فمشروع محمد بن زايد وحليفه محمد بن سلمان في السعودية يقوم على رسم خريطة بسلطات استبدادية جديدة في جميع أنحاء المنطقة تمنع التحول إلى الديمقراطية بأي وسيلة ممكنة.
لكن من خلال القيام بذلك ، وضع السعوديون والإماراتيون أصابعهم في دوامة جهنمية يصعب الخروج منها: ألا وهي انتشار عدوى السلطات المسلحة ضد شعوب في حالة تأهب.