المجلس العسكريّ السودانيّ حسَمَ أمره وقرّر الانضِمام إلى الحِلف السعوديّ الإماراتيّ الأمريكيّ والمُكافأة منحة ماليّة مِقدارها ثلاثة مِليارات دولار..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1871
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لماذا لم يحصُل البشير على هذهِ المُساعدات رغم مُشاركته في حرب اليمن؟ وهل سيخرُج المحور القطريّ التركيّ الخاسِر الأكبر؟
تقديم المملكة العربيّة السعوديّة ودولة الإمارات العربيّة المتحدة مُساعدةً ماليّةً عاجلةً مِقدارها ثلاثة مِليارات دولار للمجلس العسكريّ السودانيّ بقيادة الفريق ركن عبد الفتاح البرهان، ومُغادرة وفد من المجلس إلى واشنطن كأوّل عاصمة يزورها بعد الانقِلاب في مُحاولةٍ لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، خُطوتان تُؤكّدان أنّ النظام السودانيّ العسكريّ الجديد حسم أمره وقرّر الوقوف في المُعسكر الإماراتيّ السعوديّ وحُلفائه في واشنطن.
وكالة الأنباء السعوديّة قالت إنّ هذه الحُزمة الماليّة تستهدف تقوية مركز السودان الماليّ وتخفيف الضّغوط على عُملته، وحدّة الأزَمَة الماليّة في البِلاد.
الأمر المُؤكّد أنّ هذه المُساعدات التي تُعتبر الأكبر من نوعِها للسودان، ولم ير مِثلها الرئيس المخلوع عمر البشير، من حيثُ الحجم والعلانية، تُعتبر مكافأةً للفريق البرهان ونائبه محمد حمدان دوقلو اللذين كانا وراء خُطوة مشاركة قوّات سودانيّة في إطار التّحالف السعوديّ الإماراتيّ الذي يخوض الحرب في اليمن.
الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الرئيس البشير في نظر الكثير من المُحلّلين، ونحن منهم، أنّه أراد أن يُمسِك العصا من الوسط، أيّ أن يضع قدمًا في المحور القطري التركي من ناحية، وأخرى في الحِلف السعوديّ الإماراتي، فخسر الاثنين، مثلما خسِر الحُكم أيضًا، لأنّه لم يُدرك مُطلقًا أنّ مسك العصا من الوسط سياسة غير مقبولة من التّحالف السعوديّ الإماراتي تحديدًا، وربّما لهذا السّبب أُصيب بأزمة قلبي؟ة بعد أن اكتشف هذه الحقيقة مُتأخّرًا.
ما زال الوضع في السودان غير مُحدّد المعالم، فالاحتجاجات ما زالت مُستمرّة، والمُطالبات بتسليم الحُكم إلى مجلس انتقاليّ مدنيّ أقوى من أيّ وقتٍ مضى، ولكن من الواضح أن المجلس العسكري لن يتنازل عن السّلطة، ويُخطّط للبقاء لأطول فترة ممكنة مُستهديًا بتجربة حليفه الشمالي المصري الذي عدّل الدّستور، ويستعد للبقاء حتى عام 2030.
السودان تملِك إرثًا ديمقراطيًّا عريقًا، ومجتمع مدني ما زال يملُك أسباب القوّة، والتّجربة السودانيّة تختلف كثيرًا عن نظيرتها المِصريّة في العديد من الجوانب، ومن يعتقد أنّ الحِراك السودانيّ الديمقراطيّ بَدأ يضعُف يبدو واهِمًا.. واللُه أعلم.
“رأي اليوم”