تقنيات التجسس الأوروبية لا تزال تصل السعودية رغم قتل خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2107
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

رئيس لجنة التجارة الدولية بالبرلمان الأوروبي غاضب على مواصلة أوروبا تصدير برمجيات مراقبة وتجسس متطورة وخطيرة للسعودية (رويترز)
 انتقد مسؤول أوروبي بارز استمرار الدول الأوروبية بتصدير تقنيات تجسس ومراقبة متطورة إلى السعودية بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وعبر رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي بيرند لانغ عن غضبه الشديد من مواصلة الاتحاد الأوروبي تصدير برمجيات مراقبة وتجسس وصفها بشديدة الحساسية والمهددة للحياة إلى الرياض على الرغم من إعلان الاشتباه بإصدار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الأمر شخصيا بقتل خاشقجي في تركيا.
ووصف بيرند في مقابلة مع القناة الأولى شبه الرسمية بالتلفاز الألماني "أي آر دي" استمرار الدول الأوروبية بتصدير برنامج "سباي وير" للتجسس على الأفراد عبر هواتفهم المحمولة إلى "نظام قمعي كالنظام السعودي" بالغريب والفضيحة.
ويعتبر "سباي وير" من البرمجيات المتخصصة بجمع آثار كل البيانات التي يتركها مستخدم الهاتف المحمول خلفه، ويقوم من خلال هذه البيانات بعمل ملف تعريف شامل بهذا المستخدم.
ويعد هذا البرنامج المتطور للتجسس من البرمجيات ذات الاستخدام المزدوج، حيث يمكن استخدامه في حماية الأشخاص أو في ملاحقتهم والتجسس عليهم، وعلى سبيل المثال تستخدمه شركة "واتساب" في الكشف عن الثغرات الأمنية الموجودة بتطبيقها الشهير للاتصالات.
أوروبا وافقت على دمج تقنيات المعلومات والاتصالات وبرمجيات المراقبة ضمن قانون مراقبة السلع (رويترز)

فرنسا تجهض
ويعمل هذا البرنامج عند استخدامه بالتجسس مع الفيروس الشهير حصان طروادة الذي يخفي نفسه في رسائل البريد الإلكتروني المحتوية على رابط، وبمجرد فتح هذا الرابط يبدأ "سباي وير" عمله بالمراقبة والتجسس ويلتقط كل بيانات المستخدم من محادثات تطبيقي واتساب وسكايب.
وأوضح لانغ -في المقابلة التي نشرتها القناة الألمانية على موقعها الإلكتروني- أن دخوله البرلمان الأوروبي قبل 14 عاما واكب اتفاق البرلمان والمفوضية الأوروبيين وحكومات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على أهمية دمج تقنيات المعلومات والاتصالات وبرمجيات المراقبة ضمن قانون مراقبة السلع التي يمكن استخدامها مدنيا وعسكريا.
وأشار إلى أن هذا الإدماج لم يحدث حتى أعاد جان كلود يونكر عند تجديد انتخابه عام 2016 لرئاسة المفوضية الأوروبية تحديث قانون مراقبة الصادرات وتضمينه تشديدات وقيودا على تصدير تقنيات التجسس والمراقبة الحساسة وعدم تسهيل بيعها لحكومات كالسعودية.
ولفت رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تمارس تقويضا ممنهجا لتعطيل التحديث بقانون مراقبة الصادرات.

مراقبة التصدير
وقال إن فرنسا -التي حصل رئيسها إيمانويل ماكرون قبل أيام على جائزة شارلمان الألمانية للقيم الأوروبية ويتشدق بالحديث عن المجتمع الأوروبي للقيم- تتصدر المعارضين لمراقبة تصدير برمجيات التجسس في بروكسل.
واعتبر لانغ "أن استمرار صادرات تقنيات المراقبة والتجسس شديدة الحساسية من الاتحاد الأوروبي للأنظمة القمعية مثلما كان الحال في السابق سيجعل أيادي الأوروبيين ملطخة بدماء ضحايا هذه الأنظمة".
وأوضح رئيس لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي أنه خاطب السفير الفرنسي في بروكسل ووزراء التجارة بالدول الأوروبية بشأن الفضيحة التي تسهم بلادهم فيها.
وذكرت قناة "أي آر دي" أن لانغ ما زال يتطلع لموافقة البرلمان الأوروبي قبل انفضاض دورته الحالية في الأسابيع المقبلة على حظر تصدير تقنيات التجسس المهددة للحياة للنظام السعودي على الرغم من فقدانه الأمل بتراجع فرنسا عن معارضتها لتشديد الرقابة على صادرات البرمجيات الأوروبية للتجسس إلى الأنظمة القمعية.

المصدر : الصحافة الألمانية,الجزيرة