نيويورك تايمز: مسؤولون سعوديون أقروا بتورط بن سلمان بقتل خاشقجي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2124
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 أكد الكاتب والمحلل السياسي الأمريكي نيكولاس كريستوف، أن كبار المسؤولين السعوديين أقروا في المجالس الخاصة، بأن محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول بالثاني من أكتوبر الماضي، مشيراً إلى أنهم يرون في الوقت ذاته، أن العلاقات السعودية – الأمريكية أهم من حياة رجل واحد.
ووصف كريستوف، في مقال بصحيفة “نيويورك تايمز″، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بـ”المجنون والقاتل”، حيث سرد تفاصيل زيارة أجراها “الكاتب” للسعودية مؤخراً.
وأوضح أنه أجرى العديد من اللقاءات في الرياض، خلال عودته من اليمن، مع مسؤولين ومواطنين سعوديين، لافتاً إلى أن الناس “بدوا أكثر خشية من الحديث مع صحفي، مقارنة بما كان عليه الحال من قبل، يضاف إلى ذلك حالة القهر السائدة”، بحسب ما أورده موقع “عربي 21”.
وشدد على أن المشكلة لا تقتصر على أن محمد بن سلمان “قاتل، لكنه تسبب أيضاً في زعزعة الاستقرار بالمنطقة وتجويع أطفال اليمن”.
وفي معرض مقاله، ذكر كريستوف أنه “ليس من اليسير أن تجد نفسك في دولة بوليسية وأنت تجري لقاءات مع الناس حول ولع زعيمهم بتجويع الأطفال وتعذيب النساء أو تقطيع أوصال الناقدين.. المحصلة عبارة عن ابتسامات قلقة، وفترات سكوت طويلة في أثناء الحوار”.
وأشاد كريستوف في مقاله بـ”التصويت التاريخي لمجلس الشيوخ الأمريكي بتحميل محمد بن سلمان المسؤولية عن جريمة قتل خاشقجي، ووقف الدعم الأمريكي للحرب التي يشنها السعوديون في اليمن”. وأضاف: “من الواضح أن المسؤولين السعوديين مهتمون جداً بما جرى، ويراقبون من كثب”.
واستطرد قائلاً: “يقر كبار المسؤولين السعوديين في المجالس الخاصة، بأن محمد بن سلمان هو الذي أمر بقتل خاشقجي، ولكنهم يصرون على أن العلاقات السعودية-الأمريكية أهم من حياة رجل واحد. ويقولون إنه يتوجب على الولايات المتحدة للحفاظ على الاستقرار بالمنطقة الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية”.
وفي رؤيته لهذه الاعترافات، قال الكاتب الأمريكي: “لا تقتصر المشكلة على أن محمد بن سلمان قاتل، ولكنه تسبب أيضاً في زعزعة الاستقرار بالمنطقة، وجوَّع أطفال اليمن، وقوَّض مصالح المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة في الوقت نفسه. إنه يكسر كل ما تلمسه يده”.
وتابع: “يراهن الرئيس ترامب وصهره، جاريد كوشنر، على ولي العهد السعودي، ولربما كانا -من وجهة نظر ضيقة- على صواب. صحيح أن الملك فيصل تمكن من الإطاحة بسلفه الضعيف الملك سعود في عام 1964، ولكني لا أرى ما يدل على أن محمد بن سلمان يواجه خطراً يمكن أن يفقده السلطة”.
وأردف قائلاً: “يعكس دفاع ترامب الغريب عن ولي العهد ما يشوب العلاقات الأمريكية – السعودية من خلل. فقد أصبحت هذه العلاقات بأَسرها قائمة على التعاملات التجارية، لا غير. يعاملنا السعوديون كما لو كنا حراساً شخصيين لهم، ونحن نعاملهم كما لو كانوا موظفين في محطة للوقود”.
وقال: “إضافة إلى ما يحدوهما من أمل في أن يدعم خطتهما للسلام بالشرق الأوسط، يراودني شك في أن السبب الحقيقي من وراء احتضان ترامب وكوشنر لمحمد بن سلمان هو البيزنس: أي اعتقاد أن السعوديين سيستثمرون في مشاريعهما الخاصة بسوق العقارات عقوداً قادمة.. والحقيقة هي أنه مع تقلُّص أهمية المملكة العربية السعودية باعتبارها منتِجاً للنفط، فإن حاجتنا إليها تتراجع، وقد لا نحتاج إليها مطلقاً بعد خمسة وعشرين عاماً، إذا ما تحررنا تماماً من طغيان النفط المستورد”.
وأضاف: “استمر بعض السعوديين في محاولة إقناعي بأننا إذا ما حظرنا بيع الأسلحة إلى الرياض، فإن المملكة ستتجه نحو موسكو. وهذا كلام فارغ؛ فهُم بحاجة إلى قطع الغيار التي ننتجها، والأهم من ذلك أنهم إنما يشترون أسلحتنا لأنها تأتي مع ضمانة ضمنية بأننا سنُنجد السعوديين، وسنتدخل عسكرياً لمصلحتهم في حال تورطوا بمشكلة مع إيران.
واستطرد قائلاً: “إذا كانت القوات المسلحة السعودية لم تتمكن حتى من إلحاق الهزيمة بمليشيا مسلحة في اليمن، فأنى لها أن تتصدى لإيران؟! وهذا ما يجعلنا نحظى بسطوة على المملكة العربية السعودية وليس العكس”.
واختتم مقاله قائلاً: “دعونا إذن نستخدم هذه السطوة.. ينبغي أن تكون الخطوة القادمة هي تعليق مبيعات الأسلحة إلى أن تُوقف المملكة العربية السعودية حربها باليمن، وذلك أن تلك الحرب حوَّلتنا إلى متواطئين في التجويع الجماعي لليمنيين”.