إسرائيل: زيارات بن سلمان لدولٍ عربيّةٍ استفزازيّةٍ وتُعتبَر انتصارًا له ونتنياهو دعمه بعد تأكّد من ترامب عدم تخلّيه عن وليّ العهد الذي يقود المملكة إلى الهاوِية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1584
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:
 يُتابِع ويُواكِب الإعلام العبريّ، المرئي، المسموع والمكتوب، تحرّكات وليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، خلافًا لباقي الزعماء العرب، وللتدليل على اهتمام تل أبيب بالأمير الشّاب، تكفي الإشارة في هذه العُجالة إلى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كشف النقاب عن أنّه تدّخل شخصيًا لدى الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، للحفاظ على بن سلمان وليًا للعهد، لكي يتسلّم الحكم نهائيًا في المملكة، خصوصًا وأنّ تل أبيب تُعوّل عليه كثيرًا في إنشاء حلف الناتو العربيّ وتمرير خطّة السلام الأمريكيّة، التي باتت تُعرَف بـ”صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينيّة، بالإضافة إلى مشاريع اقتصاديّةٍ أخرى، تحت غطاء مُحاربة إيران الـ”شيعيّة” وتمدّدّها في منطقة الشرق الأوسط.
في السياق عينه، رأى عاموس هارئيل، المُحلّل العسكريّ في صحيفة (هآرتس) العبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ واسعة الاطلّاع في تل أبيب، رأى أنّ ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان قام خلال الأسبوع الماضي والجاري بجولة استفزازٍ وانتصارٍ في الوطن العربيّ، على حدّ تعبيره، مُضيفًا في الوقت عينه أنّ منشورات في تونس ذكّرت الضيف في الواقع بتورّطه في قتل الصحافي جمال الخاشقجي في القنصليّة السعوديّة في إسطنبول، ولكن في مصر، التي يعتمد اقتصادها على السخاء السعوديّ، فقد تمّ استقباله كالملوك، وتمّت إضاءة الأهرامات من أجله باللون الأخضر.
وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّ التبريرات والتملصات التي يقوم بتقديمها كبار رجال الإدارة الأمريكيّة تُوضِح أنّه من ناحية واشنطن فإنّ القضية انتهت، فدونالد ترامب المعروف بحبّه للإعلام بشكلٍ عامٍّ ولـ”واشنطن بوست” التي كتب فيها الخاشقجي بشكلٍ خاصٍّ، تُقلقه أمور أخرى.
ولفت إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ في عدّة تصريحاتٍ كانت ذروتها الرسالة التي ذكّرت بموضوع إنشاء لطالب في نهاية المرحلة الأساسية، شرح اعتباراته: السعوديّة مهمة بسبب الصفقات الأمنيّة الضخمة مع الصناعة الأمريكيّة، وهي ضرورية لمواصلة النضال ضدّ إيران، وضرورية لأنّها تُساعِد إسرائيل، مُشدّدًا على أنّ مَنْ صاغ هذه الادعاءات ببلاغةٍ أكبر هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ففي محادثةٍ مع مراسلين إسرائيليين أثناء المؤتمر الذي عُقِد في بلغاريا بداية هذا الشهر قال نتنياهو إنّ ما حدث في إسطنبول هو أمرٌ فظيعٌ، يجب التعامل معه بشكلٍ مناسبٍ، ولكن في الوقت نفسه أقول إنّه من المهم جدًا ومن أجل استقرار المنطقة والعالم يجب أنْ تبقى السعوديّة مستقرّةً، مُضيفًا أنّه يجب إيجاد طريقةٍ لتحقيق الأهداف، لأننّي أعتقد أنّ المشكلة الكبرى هي من ناحية إيران، وبالتالي يجب علينا التأكّد من أنّ إيران لن تستمّر في نشاطاتها المُعادية مثلما تفعل في الأسابيع الأخيرة في أوروبا، قال نتنياهو.
وأشار المُحلّل هارئيل إلى أنّ ترامب لا يحتاج إلى إقناعٍ بارزٍ، لكن يُمكِن التقدير بحذرٍ أنّ نتنياهو قد بذل جهدًا كبيرًا من أجل التأكّد أنّ واشنطن لن تتخلى عن الرياض في محنتها. بالإضافة إلى ذلك، أيضًا توقيت زيارة وفد مسيحي أفنغلستي (أيْ الإنجيليين) للبلاط الملكيّ السعوديّ، التي نظّمها مواطنٌ إسرائيليٌّ في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، لا يبدو صدفيًا، ذلك أنّ هذه ليست المرة الأولى، ليس بدون صلةٍ مع الظلم الذي هي نفسها مسؤولة عنه في المناطق، التي تكون فيها إسرائيل مستعدّة لتجاهل الكثير من الظلم الذي ينفذه أصدقاؤها الجدد في الشرق الأوسط.
وتابع هارئيل قائلاً: لقد أشار تحقيقٌ نشره هذا الأسبوع المحلّل العسكريّ في “واشنطن بوست”، ديفيد ايغنشيوس، إلى أيّ درجةٍ هو مُخيف سلوك النظام السعوديّ. النظام الآن، كتب ايغنشيوس، في ذروة فترة بارانويا وحشيّةٍ، التي خلالها يُلاحِق خصومه الحقيقيين والوهميين بفظاعةٍ. طاقمٌ خاصٌّ عمل من قبل ولي العهد في اختطاف وتعذيب معارضي النظام ومتهمين بالفساد قبل أكثر من سنة، ومن بينها تورطه في قضية ضلل فيها السلطات الصينية كي تعتقد أنّ رجل أعمال سعوديًا هو إرهابي مطلوب في طريقه لتنفيذ عملية في مؤتمر “جي 20”. رجال وليّ العهد يظهرون من خلال التحقيق مثل ثلة زعران ومتخلّفين، في الوقت الذي يوصف فيه هو نفسه كشخصٍ إصلاحيٍّ ومتسّرعٍ، يقود بلاده قريبًا جدًا من شفا الهاوية.
ايغنشيوس يدعو إدارة ترامب إلى أنْ تفرض على المملكة وقف العداء الدمويّ بين الزعماء المختلفين، قبل أنْ يلحق مزيد من الضرر بالسعودية والعالم. تدّخل كهذا لن يحدث كما يبدو. إضافة إلى ذلك، فإنّ مستشار الأمن القوميّ، جون بولتون، أوضح بأنّه لا يرى أهمية للإصغاء للتسجيلات التركيّة حول قتل الصحافيّ في القنصليّة، لأنّه لا يفهم اللغة العربيّة، وهي الطريقة التي تنجَح فيها تركيا، والتي تقوم بسجن صحافيين ومعارضين للنظام وتُنكّل بهم، في عرض نفسها هنا كصالحةٍ، هي إنجازٌ بحدّ ذاته، على حدّ تعبير المُحلّل الإسرائيليّ.