واشنطن بوست: علاقة ترامب بالسعودية تدور حول المال

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1910
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

شادي خليفة
 قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن أهمية المملكة العربية السعودية من وجهة النظر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لا تتعلق بالدور الذي تلعبه في الشرق الأوسط وإنما تتعلق بحجم المال الذي ينفقه السعوديون في واشنطن.
ونوهت الصحفية إلى أن "ترامب" نادرا ما يذكر أي دور سعودي في تحقيق أهدافه المعلنة في الشرق الأوسط، والتي تتمثل في مواجهة إيران، وصياغة سلام فلسطيني إسرائيلي أو غيرها من الأسباب التي تساق لتبرير علاقة واشنطن مع السعودية.
وبدلا من ذلك، يتحدث في الغالب عن مقدار المال الذي ينفقه السعوديون في واشنطن.
وقال "ترامب" ردا على سؤال حول استنتاج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" قد أمر بقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" قائلا: "يقدمون لنا الكثير من الوظائف".
وأضاف: "لقد كانوا حقا حليفا رائعا من حيث الوظائف والتنمية الاقتصادية"، مشيرا في المقام الأول إلى مشتريات الأسلحة السعودية.
وتقول "واشنطن بوست" إن الأسس التقليدية للعلاقات مثل التعاون ضد الإرهاب ومواجهة إيران قد لا تقلق "ترامب"، ولكن الآخرين في إدارته يشعرون بالقلق بشكل واضح تجاه هذه الأمور، خاصة الدور السعودي المنتظر في مواجهة إيران "أكثر دولة راعية للإرهاب في العالم"، وفق ما قاله وزير الخارجية "مايك بومبيو" هذا الشهر.
ولكن في الوقت الذي تشعر فيه الإدارة بمخاوف تجاه توجهات الكونغرس لفرض عقوبات على السعودية، يقول بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين، إلى جانب خبراء في المنطقة، إن المصالح المشتركة والجذور العميقة ستضمن بقاء العلاقات الرئيسية قائمة.
وإذا أقدمت الإدارة على اتخاذ "إجراء جاد" ضد السعوديين، فسوف تشعر الرياض "بالحاجة إلى الرد بطريقة ما، لكنهم يريدون أن يفعلوا ذلك بطريقة لا تصعد الأمور"؛ وقال مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: "ربما لن يكونوا داعمين لنا في سوق النفط، أو ربما يقومون بشراء أسلحة كبيرة من الروس أو الصينيين. لكن يمكننا العيش مع ذلك".
وقال المسؤول السابق إن العلاقات الاستخباراتية ستصمد أمام الضغوط، قائلا: "ما حدث في كل حالة تقريبا أستطيع التفكير فيها، هو أن علاقة الاستخبارات تبقى دون مساس، إنها مهمة جدا لكلا البلدين".

لا يوجد ما تخسره واشنطن
ويقول آخرون إنه حتى لو حدث خرق خطير، فلن يكون هناك الكثير لتخسره الولايات المتحدة؛ لأن المال السعودي والتعاون الاستراتيجي أصبح أقل أهمية مما قد يظهر عليه، وفقا للصحيفة الأمريكية.
وقالت "آن باترسون" وهي دبلوماسية محترفة لها خبرة طويلة في المنطقة: "فيما يتعلق بعملية السلام، تريد الإدارة من السعوديين أن يخضعوا الفلسطينيين، من خلال الإقناع أو بالمال، أو بمزيج من الاثنين".
ونوهت "واشنطن بوست" إلى جهود "جاريد كوشنر"، صهر "ترامب"، ومستشار البيت الأبيض والمخول بخطة السلام، للاستثمار في العلاقة الشخصية مع "بن سلمان"، على أمل أن يقود العالم العربي نحو تقارب جديد مع (إسرائيل)، على حساب وجود دولة فلسطينية قابلة للبقاء؛ ولقد قام "ترامب" بتحركات في هذا الاتجاه، مع اعترافه بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وسحب المساعدات الأمريكية عن الجهات التي تساعد الفلسطينيين.
ومع ذلك فإن العديد من القادة العرب الآخرين اعتبروا هذه الآمال ساذجة، وحذروا من أن أي تراجع عن الدعم للفلسطينيين يخاطر بتأجيج الغضب الشعبي.
ونوهت الصحيفة إلى أن العاهل السعودي الملك "سلمان" ربما يكون قد سحب تفويضه لنجله في هذه القضية على وجه التحديد، حيث حرص على تأكيد تمسك السعودية بموقفها التقليدي من القضية الفلسطينية خلال القمة العربية الأخيرة في المملكة.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن بعض الإجراءات السعودية تقوض أهداف الولايات المتحدة في المنطقة.
وقد اعترضت الإدارة العام الماضي عندما حاول "بن سلمان"، الذي يسعى إلى تقويض قوة "حزب الله" المدعوم من إيران في لبنان، استدراج رئيس الوزراء اللبناني "سعد الحريري" إلى المملكة، قبل احتجازه وإرغامه على إصدار بيان علني يستقيل فيه من منصبه، وبعد إطلاق سراح "الحريري" بضغوط دولية، ظهر "حزب الله" أقوى من أي وقت مضى.
وحول إيران، التي تعتبرها الإدارة الأمريكية والحكام في الرياض أكبر تهديد في المنطقة، "يتصرف السعوديون بشكل يعقد الجهود الأمريكية".
ووفقا للصحيفة الأمريكية، تعثرت خطط الإدارة لتحدي إيران عبر جلب دول الخليج العربي، بما يشمل الكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان، معا في تحالف سياسي وأمني جديد حتى الآن، بسبب الرفض السعودي والإماراتي لإعادة تأسيس العلاقات مع قطر.
وقد قطع البلدان، جنبا إلى جنب مع مصر والبحرين، العلاقات مع قطر في يونيو/حزيران 2017، بعد أيام فقط من زيارة "ترامب" للرياض.
وأدت الحرب السعودية في اليمن إلى سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين وتسببت في كارثة إنسانية هائلة، وقد أدت المساعدة اللوجستية والاستخباراتية الأمريكية للحرب السعودية إلى إثارة غضب الرأي العام والكونغرس في الولايات المتحدة.

حفظ ماء الوجه
وتقول "واشنطن بوست" إن الضغط الأمريكي نحو إنهاء الحرب في اليمن ربما يثمر نتائج قريبا، لأن من شأنه أن يمنح "بن سلمان" ذريعة يبحث عنها لإنهاء الصراع مع حفظ ماء الوجه.
وقال مسؤول استخباراتي سابق: "أعتقد فعلا أن السعوديين يريدون الضغط الأمريكي للخروج من اليمن، حتى يتمكنوا من إلقاء اللوم على الآخرين".
وتشير الصحيفة إلى تقرير صادر عن مركز السياسة الدولية، من المقرر نشره الثلاثاء، يقول إن الدفعة الاقتصادية الناتجة من مبيعات الأسلحة التي وصفها "ترامب" عبارة عن سراب.
وعلى الرغم من مزاعم "ترامب" أنه وقع صفقات بقيمة 110 مليار دولار من مشتريات الأسلحة السعودية خلال زيارته للمملكة العام الماضي، فقد تم التفاوض على الكثير منها في ظل إدارة "أوباما"، وكانت العديد من الصفقات المزعومة مجرد اتفاقات غير ملزمة.
ووصلت قيمة المبيعات النهائية التي تم تنفيذها خلال إدارة "ترامب" حتى الآن إلى 14.5 مليار دولار فقط.

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست