و.س.جورنال: تقييم CIA يصعب جهود ترامب لحماية بن سلمان

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2359
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
 يعد التقييم الذي خرجت به وكالة الاستخبارات المركزية بربط ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" بقتل الصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" التحدي الأكبر الذي تواجهه إدارة "ترامب" في سياستها تجاه الرياض.
ولم يظهر الرئيس "ترامب"، أو كبار مساعديه، أي إشارة إلى أنهم ينوون التراجع عن دعمهم لـ"بن سلمان"، الزعيم الفعلي للمملكة.
إلا أن المشرعين الرئيسيين لم يظهروا تسامحا مماثلا مع المملكة، مما يؤدي إلى تعميق الانقسام المتزايد بالفعل بين البيت الأبيض والكونغرس حول شريك الإدارة الأول في الشرق الأوسط.
وكتب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور "بوب كوركر"، السبت، تغريدة قال فيها: "يشير كل شيء إلى أن ولي عهد المملكة العربية السعودية، محمد بن سلمان، هو من أمر بالقتل. ويجب على إدارة ترامب أن تظهر مصداقية حول إدانة بن سلمان قبل أن يقوم بإعدام الرجال الذين نفذوا أوامره على ما يبدو".
والسؤال الرئيسي هو ما إذا كان البيت الأبيض سيحافظ على تحالفه غير المشروط مع القيادة السعودية أو سيعدل سياسته الخارجية استجابة للقلق المتزايد من جانب الكونغرس بشأن مقتل "خاشقجي"، والتدخل العسكري السعودي في اليمن المجاور.
وقال "جون ألترمان" من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "أعتقد أن السعودية ستصبح الهدف الرئيسي لهجوم الديمقراطيين على سياسة الرئيس الخارجية في العام القادم. وسيكون هناك بعض الدعم الجمهوري، وسوف يؤدي التحول إلى صدمة بالنسبة للسعوديين، الذين ما زالوا يفتقرون إلى بديل جيد للعلاقة الوثيقة مع الحكومة الأمريكية".
وكانت المملكة الوجهة الخارجية الأولى لـ"ترامب" بعد توليه منصبه. وفي إشارة إلى أن البيت الأبيض يواصل تقدير علاقاته الأمنية مع المملكة، رشح "ترامب" الأسبوع الماضي جنرالا بارزا متقاعدا من الجيش، وهو "جون أبي زيد"، الذي أشرف سابقا على القيادة المركزية الأمريكية، ليعمل سفيرا للولايات المتحدة في الرياض.
وهناك العديد من الأسباب التي تجعل المملكة بارزة في حسابات البيت الأبيض، فهي كعدو مرير لطهران، ويعتقد أنها حليف مفيد في حملة "ترامب" لدحر القوة الإيرانية.
لقد تطلع البيت الأبيض إلى السعوديين لدعم خطته للسلام بين (إسرائيل) والفلسطينيين. وفور كشف النقاب عنها، تحدث مستشار البيت الأبيض "جاريد كوشنر"، الذي قاد جهود صياغة الخطة، بشكل متكرر مع "بن سلمان".
وكانت صفقات الأسلحة المربحة، رغم مبالغة المسؤولين في الإدارة الأمريكية في تقديرها في كثير من الأحيان، سببا آخر أشار إليه "ترامب" بشكل علني كذريعة للحفاظ على تحالفه مع الرياض، جنبا إلى جنب مع استثمارات السعوديين في الولايات المتحدة.
وناضلت إدارة "ترامب" للحفاظ على التوازن تجاه المملكة في مواجهة التقييمات التي أجراها العديد من خبراء الشرق الأوسط، والآن محللو وكالة الاستخبارات المركزية، التي تفيد بتورط ولي العهد السعودي، والقائد الفعلي للمملكة، في مؤامرة قتل "خاشقجي".
وتجاهلت وزارة الخارجية تقييم الاستخبارات على ما يبدو حيث قالت في بيان لها إن حكومة الولايات المتحدة "لم تصل إلى نتيجة نهائية حول ما إذا كانت القيادة السعودية تتحمل مسؤولية مقتل خاشقجي".

ضررها أكثر من نفعها
ورغم انسحاب رجال الأعمال الدوليين من مؤتمر الرياض للاستثمار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تستمر العديد من الشركات في الحفاظ على علاقاتها مع المملكة.
ومع ذلك، يرى عدد متزايد من المشرعين الأمريكيين أضرارا أكثر من الفوائد في العلاقة مع المملكة. وتتصاعد المخاوف بشأن حرب المملكة في اليمن، وحملة الحكومة السعودية ضد المعارضين، والشعور بأن تهور ولي العهد السعودي الذي ينفر بعض المشرعين الأمريكيين المؤثرين، بمن فيهم أولئك الذين يفضلون موقفا صارما تجاه إيران. وبالنسبة للبعض في الكونغرس، كان قتل "خاشقجي"، والتحقيق السعودي الذي برأ قيادة البلاد، هو القشة التي قصمت ظهر البعير.
وكانت إحدى النتائج هي تشريع رعاه عضوا مجلس الشيوخ "لينسورسي غراهام" و"بوب مينينديز"، وغيرهما من المشرعين لتعليق بيع الذخائر والطائرات وغيرها من الأسلحة الهجومية؛ في محاولة لفرض تسوية سياسية في اليمن. وسيتم السماح ببيع الأنظمة المضادة للصواريخ لوقف هجمات الحوثيين في ​​إطار مشروع القانون.
وحث السيناتور "إد ماركي" البيت الأبيض على تعليق المحادثات مع السعودية بشأن التعاون النووي المدني، والبيع المحتمل للمفاعلات النووية.
وسوف يضمن تقييم وكالة الاستخبارات المركزية بقاء المملكة في دائرة الضوء في الكونغرس. وقال "كوركر"، الأسبوع الماضي، إنه طلب عقد اجتماع مع وزير الدفاع "جيمس ماتيس"، ووزير الخارجية "مايك بومبيو"، ورئيسة الاستخبارات "جينا هاسبل"، وحثهم على أن يكونوا "مستعدين" لتجهيز الرد الأمريكي على السعودية، نظرا "للطلب المتزايد" على اتخاذ إجراء في مجلس الشيوخ.
وأعرب "بروس ريدل"، من معهد بروكينغز، عن أمله في أن تؤدي المخاوف المتزايدة إلى اتخاذ إجراءات، بما في ذلك التهديد بحجب قطع الغيار للقوات الجوية السعودية إذا لم تتعاون الرياض مع الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.
وقال "ريدل": "لقد حفز قتل خاشقجي حركة الحزبين الجمهوري والديمقراطي في محاولة لوقف الحرب في اليمن. وكان آخر ما نشره جمال هو دعوة لإنهاء الحرب من أجل اليمنيين والسعوديين على حد سواء، وسيكون ذلك أفضل إجراء لتكريم ذكراه".

المصدر | مايكل جوردون - وول ستريت جورنال