صحيفة بريطانية: أردوغان رفض بازدراء الرواية السعودية الرسمية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1935
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

علي النجار
 أكدت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" رفض بازدراء الرواية السعودية الرسمية بأن الصحفي "جمال خاشقجي" قتل عن طريق الخطأ في استجواب فاشل، من قبل "عناصر مارقة" من الاستخبارات السعودية.
ووصفت الصحيفة البريطانية "أردوغان" بالسياسي الماهر، الذي يعرف كيف يعظم مكاسبه السياسية، مشيرة إلى أن هذا الأمر كان جليا بدرجة كبيرة خلال كلمته بالبرلمان التركي أمس الثلاثاء.
واعتبر الكاتب البريطاني، "باتريك كوبيرن"، في مقال له بالصحيفة، أنه كان من السذاجة الاعتقاد، بأن الرئيس التركي سيقول كل ما تعرفه تركيا بشأن مقتل "خاشقجي" لأن مثل هذه المعلومات - وعلى الأخص المتعلقة بالتسجيلات الصوتية- لا تقدر بثمن كما أنها تعطي تركيا نفوذا على السعودية وبدرجة أقل على الولايات المتحدة.
ومضي الكاتب قائلا: "إن الرئيس التركي خيب آمال وسائل الإعلام بعدم الكشف عن معلومات أخرى عن مقتل خاشقحي لأن ذلك يصب في مصلحته".
وتابع: "ورغم ذلك، كان أردوغان حاسما، في توضيح أن جريمة قتل خاشقجي كانت مع سبق الإصرار والترصد، حيث قال إن المخابرات والأجهزة الأمنية لديها أدلة تظهر أن القتل كان مخططا له قبل أيام من تنفيذه".
وذكر الكاتب أن "أردوغان" قال إن "محاولة إلقاء الذنب على عدد من رجال الأمن والمخابرات لن يكون مطمئنا لنا ولا للمجتمع الدولي. لن يطمئن الضمير الإنساني إلا عند محاسبة الجميع.. بدءا ممن أعطى الأوامر وانتهاء بمن نفذها".
وأوضح الكاتب أن هذه الرواية غير المقبولة، هي بالطبع ما تحاول السعودية ترويجها للعالم .
وأشار إلى أن "أردوغان" لم يذكر ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بالاسم، ولكن بعد ما قاله فلم يعد مضطرا إلى ذلك.
واعتبر "كوبيرن" أن "أردوغان" سجل هدفاً مفتوحاً، مشيراً إلى أنه عندما نفت السعودية علمها بقتل "خاشقجي" خلق ذلك فراغاً في المعلومات في قصة يتابعها العالم، إلا أن هذا الفراغ تم ملؤه من قبل المسؤولين الأتراك عن طريق تمرير إحاطات غير رسمية لوسائل الإعلام التركية والأجنبية.
وقال الكاتب البريطاني إن الإقرار السعودي بقتل "خاشقجي"، في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، جعل الأمور أسوأ بالنسبة للرياض، لأن "أردوغان" طالب بتقديم إجابات عن مكان جثة "خاشقجي"، وأسماء المتعاونين الأتراك الذين قالت الرياض إنها سلمتهم الجثة.
وذكر أن مشكلة السعودية هي أن أي محاولة لتفسير الواقعة بشكل يجنبها تحمل المسؤولية عن القتل من المرجح أن يواجه بشكل فوري عبر التسريبات التركية .
وأضاف "كوبيرن" أنه يكاد يكون من المؤكد أن التسجيل الصوتي للحظات الأخيرة بحياة "خاشقجي"، موجود بالفعل لدي الأتراك وسيتم عرضه في نهاية المطاف بشكل علني.
ورأى أن مقتل "خاشقجي" قدم فرصة رائعة وغير متوقعة لتركيا لإعادة ضبط علاقاتها مع المملكة والولايات المتحدة بما يخدم مصالحها.
وأردف الكاتب أن محاولة السعودية أن تكون قائدا بلا منازع للمسلمين السنة - على الرغم أنها لم تكن مقنعة - تتلاشي يوما بعد يوم.
وأشار إلى أن "أردوغان" ربما ينظر في الحصول على تنازلات من المملكة فيما يخص الحرب على اليمن وحصار قطر والمواجهة مع إيران، فضلا عن الامتيازات والفوائد المالية.
ووفقا لـ"كوبيرن"، فمهما حدث، فإن السياسية الخارجية السعودية العدوانية المتغطرسة، المستمرة على مدي السنوات الثلاثة الماضية تحت قيادة ولي العهد من المرجح أن يتم تخفيفها بشكل كامل في المستقبل.
وختم كاتب المقال بالقول إنه "في حال استطاع ولي العهد السعودي الصمود فإنه بلا شك سيكون تحت رحمة الأمريكيين من جهة، كما أنه لن يكون قادراً على اتخاذ قرارات مستقلة كما فعل في السابق، وفي الوقت الحالي، فإنه سيتابع الأخبار من أنقرة وسيعيش لحظة تسرب الخبر واحدا تلو الآخر".

المصدر | الخليج الجديد + الإندبندنت