خمسة ألغاز تحوط بقضية خاشقجي
اسطنبول – (أ ف ب) – وعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الثلاثاء ب”كشف ملابسات” مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/اكتوبر.
وإذ قدّم اردوغان بضعة عناصر جديدة مؤكداً معلومات صحافية، فإنه امتنع عن الافصاح عن معلومات أساسية.
وبعد ثلاثة أسابيع من جريمة قتل خاشقجي التي صدمت المجتمع الدولي، لا تزال هناك خمسة أسئلة على الأقل من دون أجوبة.
– من أمر بالقتل؟ –
طرح اردوغان بنفسه هذا السؤال في خطابه الثلاثاء. فبحسب قوله، قدِم فريق مؤلف من 15 سعودياً إلى اسطنبول لقتل الصحافي.
وسأل الرئيس التركي “ممن تلقى هؤلاء الأشخاص الأوامر؟ (…) نحن نبحث عن أجوبة”.
وتوجه وسائل إعلام تركية منذ أيام أصابع الاتهام إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. إلا أن الرياض ترفض هذه الاتهامات وبعد أن قدّمت روايات متناقضة، تقول حالياً إن العملية لم تجر بأوامر من السلطات ولم يتم إبلاغ ولي العهد بها.
وباتت الرواية السعودية موضع تشكيك وتساؤلات، من جانب تركيا وكذلك من جانب الدول الغربية.
– أين الجثة؟ –
في المرحلة الراهنة، لم يتمّ العثور رسمياً على جثة خاشقجي.
وأفادت العديد من وسائل الإعلام التركية أنه بعد قتل الصحافي، قطّع العناصر السعوديون جثة الصحافي إلى 15 قطعة. وأجرى محققون أتراك عمليات تفتيش في غابة بلغراد قرب اسطنبول، وكذلك في مدينة يالوفا في شمال غرب تركيا.
وأشار اردوغان الثلاثاء إلى أن العملاء السعوديين قاموا بعملية رصد في هذين الموقعين قبل قتل خاشقجي.
وعُثر الاثنين على سيارة تحمل لوحة دبلوماسية سعودية في موقف سيارات تحت الأرض في منطقة سلطان غازي شمال اسطنبول، ما أحيا الآمال بالعثور على جثة الصحافي. وطلبت السلطات التركية موافقة القنصلية السعودية لتفتيشها.
– كيف قُتل خاشقجي؟ –
وصف اردوغان بالتفاصيل الثلاثاء تحضيرات العملاء السعوديين الـ15 لكنّه لم يتطرق إلى الطريقة التي قُتل فيها الصحافي.
هل هذا الإغفال هو نتيجة أن التحقيق لم يحدّد بعد ظروف الجريمة؟ أم أن اردوغان امتنع عن كشف هذه المعلومات لعدم احراج الرياض، في وقت تجري مفاوضات في الكواليس، بحسب محللين؟
وتنشر وسائل إعلام تركية منذ الأيام الأولى لقتل خاشقجي، تفاصيل كثيرة غير متسقة أحياناً. وأفادت بعض الصحف أن الصحافي قُطع رأسه فيما تحدثت صحف أخرى عن عملية خنق.
– هل هناك تسجيل صوتي؟ –
أفادت وسائل إعلام تركية عدة أيضاً أن المحققين الأتراك عثروا على تسجيل صوتي يثبت بشكل قاطع أن خاشقجي قُتل بطريقة لا تزال موضع تساؤلات كثيرة.
ويرى محللون أن هذا التسجيل إذا وُجد، يشكل أداة ضغط لأنقرة على الرياض.
وسيحرج نشر مثل هذا التسجيل بشكل كبير السعودية وقد يتسبب بازمة دبلوماسية بين أنقرة والرياض.
ولم يأتِ اردوغان على ذكر تسجيل صوتي في خطابه.
– هل ولي العهد متورط؟ –
في الأيام الأخيرة، أجرى اردوغان مكالمتين هاتفيتين بالملك سلمان بن عبد العزيز وقال في خطابه الثلاثاء أنه “واثق” بالتعاون الكامل للعاهل السعودي مع تركيا في التحقيق.
ولكن اردوغان تجنّب في خطابه بشكل ملحوظ بحسب محللين، ذكر ولي العهد السعودي.
وصرّح اردوغان الثلاثاء بأنه يجب معاقبة كل المتورطين في العملية من منفذين وآمرين. ويرى مراقبون في ذلك تلميحاً إلى ولي العهد.