نيويورك تايمز: بن سلمان كشف نفسه كطاغية لا يرحم

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هناك لعبة يتم لعبها حول مصير الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" الذي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشيرين الثاني، ولم يعثر له على أثر منذ ذلك الحين، معتبرة أن ولي العهد السعودي كشف عن نفسه بأنه "طاغية لا يرحم".

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن الصمت السعودي ربما يعني أن المملكة تبحث عن مخرج للإفلات من الإدانة، لافتة إلى تسريبات صادرة عن الجانب التركي بأن "خاشقجي" قُتل داخل القنصلية وتم تقطيع جثته من قبل فرقة سعودية مختصة، لكنها متحفظة على نشر أدلتها.

كان "خاشقجي" غادر المملكة إلى المنفى الاختياري في الولايات المتحدة خوفا من تعرضه للانتقام بسبب انتقاده ولي العهد "محمد بن سلمان".

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أنه إذا كان "خاشقجي" قُتل بسبب انتقاده، فإن الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى ستضطر إلى إعادة النظر بجدية في علاقاتها مع المملكة.

ولفتت إلى أنه مع صعود "بن سلمان" (33 عاما) على رأس السلطة، العام الماضي، اكتسب سمعة بأنه مصلح من خلال السماح للنساء بقيادة السيارة، غير أنه احتجز مئات رجال الأعمال، بمن فيهم أفراد العائلة المالكة، في حملة مزعومة لـ"مكافحة الفساد".

كما قام "بن سلمان" بسجن النساء اللواتي دشن حملات من أجل الحق في القيادة، وهو أيضا وراء حرب بربرية في اليمن استخدمت فيها أسلحة أمريكية لقتل الآلاف من المدنيين، وخلافات مريرة مع دولة قطر المجاورة، حسب الصحيفة.

ورأت "نيويورك تايمز" أن ولي العهد السعودي يكشف عن نفسه بأنه "طاغية لا يرحم"، لكن بأجندة اجتماعية واقتصادية مختلفة عن أسلافه.

واعتبرت أنه ليس من الصعب تصديق أن "بن سلمان" وراء اختفاء "خاشقجي"، خاصة بالنظر إلى تقارير الاستخبارات الأمريكية التي ناقش فيها المسؤولون السعوديون خطة لإغراء الصحفي السعودي بالعودة إلى المملكة واعتقاله.

واختتمت الصحيفة مقالها قائل: "القضية هنا ليست خاشقجي فقط، مهما كان مصيره رهيبا، لكن يبدو أن الملكية المطلقة ذات السجل الكئيب حول حقوق الإنسان والعدالة تعتقد أن ثروتها النفطية الضخمة وأصدقائها في البيت الأبيض تسمح لها بأن تتصرف مع الإفلات من العقاب ضد النقاد والأعداء المدركين".

طالع هنا التغطية الخاصة على مدار الساعة لتطورات قضية اختفاء جمال خاشقجي