لندن ـ قالت صحيفة Middle East Eye البريطانية، إن مصدراً تركيّاً مطَّلِعاً بشكلٍ مباشر على سير التحقيق قدَّم لها تقريراً مفصلاً عن رواية المحققين لما حدث بالقنصلية يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018. ويقول المسؤولون الأتراك إنّهم يعلمون متى قُتل الصحافي السعودي المخضرم وأين قُتل بالتحديد داخل المبنى؛ بل ويفكرون في حفر الحديقة بمقر القنصل العام؛ للتنقيب عما عن أشلاء خاشقجي في حال كانت مدفونة بها.
وما حدث بالضبط، انه ففي صباح يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، اتصل خاشقجي بالمسؤول المختص بالقنصلية السعودية في إسطنبول، وسأله عما إذا كان يتعيَّن عليه الحضور إلى القنصلية، فأخبره بأنّ أوراقه باتت جاهزة. وحصل على موعد في تمام الساعة الواحدة ظهراً. وقبل نصف ساعة من ذلك، أي في أثناء استراحة الغداء بالقنصلية، غادر جميع الموظفين لاستراحة الغداء، التي تستغرق ساعة في المعتاد. وبحسب المصدر، فور مغادرتهم أُبلغوا بأخذ فترة ما بعد الظهر راحة، على خلفية اجتماع دبلوماسي رفيع المستوى مزمع عقده في القنصلية بعد الظهر. كما أظهرت الصورة المعنونة بالوقت والتي نشرتها «واشنطن بوست»، دخل خاشقجي إلى السفارة بعد أقل من ساعة؛ أي في تمام الساعة 1.14 ظهراً. وقال المصدر إن ضابطاً استقبله ثم قاده إلى داخل غرفة القنصلية العامة. بعدها بوقت قصير، دخل رجلان الغرفة وجرَّا خاشقجي خارج المكتب إلى غرفة أخرى حيث قتلاه.
وقال المصدر المطلع: «نحن نعلم متى اغتيل جمال، وفي أي غرفة قُتل، وأين أُخِذت الجثة لتقطيعها. وإذا سُمح لفريق الطب الشرعي بالدخول، فسيعرف أين يتوجه بالضبط». وأضاف أن خاشقجي أُخرج من مكتب القنصل العام داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، «سحلاً»، ثم قُتل بوحشية على يد رجلين، قطّعا جثته إرباً بعد ذلك، وفقاً لما نقلته مصادر مقربَّة من التحقيق. وقال مصدر تركي آخر لموقع Middle East Eye، إنّ القنصل العام لم يغادر منزله طوال الأيام الثلاثة الماضية، وألغى كل مواعيده.
وتابع المصدر أيضاً أن الشرطة التركية تريد فحص المقر، وأخذ كل السيارات المسجلة بالقنصلية إلى مكان آمن؛ لفحصها، لكن السعوديين لم يسمحوا بذلك. وقال المصدر الذي حدَّد رواية مقتل خاشقجي، إنَّ محققي الشرطة واثقون بوجود أدلة جنائية كافية من فحص شبكة الصرف الصحي المتصلة بالمبنى.
وقال مصدر تركي ثانٍ على علم بالتحقيقات، لموقع Middle East eye، إنَّ الأتراك لديهم أدلة صوتية ومرئية للقتل. لكنهم على أية حال، لم يكشفوا بعدُ كيف حصلوا على هذه الأدلة. ومنذ يوم السبت 6 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أكد المسؤولون الأتراك أنَّه اغتيل داخل المبنى، بيد أنّهم لم يقدموا أي أدلة على ذلك ولم يتحدثوا بشكل رسمي. وفي هذه الأثناء، قال مسؤولون سعوديون إنَّ الرجل، البالغ من العمر 59 عاماً، ترك القنصلية بعد وصوله بوقت قليل، كما أنهم يساورهم القلق هم أيضاً إزاء مكان وجوده. وقال القنصل العام السعودي محمد العتيبي، يوم السبت 6 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بعد فتح أبواب القنصلية أمام صحافيين من وكالة رويترز للأنباء: «أودُّ أنَّ أؤكد أن جمال غير موجود بالقنصلية ولا بالمملكة السعودية العربية، وأن القنصلية والسفارة تعملان على البحث عنه. نحن أيضاً نشعر بالقلق إزاء هذه القضية».
في حين صرح مصدر سعودي لوكالة رويترز، بأنَّ المخابرات البريطانية تعتقد أن خاشقجي قضى نحبه إثر محاولة تخديره بجرعة زائدة من المخدر.
وأضاف أن المعلومات جاءت من مصدر بالمخابرات البريطانية. تواصلت «رويترز» مع المخابرات البريطانية، لكنها رفضت التعليق. غير أنَّ مسؤولاً سعودياً علَّق عند سؤاله عن هذه الرواية بالقول: «واقعة الموت هذه غير حقيقية».