واشنطن تايمز: لهذه الأسباب لن تنجح فكرة “الناتو العربي”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1835
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 قالت صحيفة “واشنطن تايمز″، إن فكرة إنشاء “حلف ناتو عربي” التي طرحتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن تنجح لأسباب كثيرة، مؤكدة أن الحلف الذي تعتزم واشنطن إنشاءه لمواجهة إيران، سيضم دول الخليج والأردن ومصر.

 وأوضحت الصحيفة، أن “نجاح إقامة مثل هذا الحلف ستكون بمثابة نجاح كبير لإدارة ترامب، كونه يضم مثل هذه الدول، بما سيحقق توازناً عسكرياً لمواجعة إيران، في واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة في العالم”.

 وعلى الرغم من أن إدارة البيت الأبيض التزمت الصمت حيال المشروع وتفاصيله، فإن الأنباء أكدت توجيه دعوات للدول الخليجية الست ومصر والأردن؛ لحضور قمة تعقد في واشنطن يومي 12-13 أكتوبر.

 وستعقد القمة قبل أسابيع فقط من دخول المجموعة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل، والتي ستشمل منع صادرات النفط والغاز الطبيعي.

 وترى واشنطن أن إنشاء “ناتو عربي” يمكن أن يكون بمثابة حصن ضد التدخل الإيراني في المنطقة، وأنه على الرغم من الخلاف الخليجي، فإن التنسيق لا يبدو مستحيلاً، خاصة أن الحلف سيسهم في جلب الاستقرار للشرق الأوسط.

 وذكرت الصحيفة أن التحالف المزمع “سيساعد على تقليل الأعباء المالية التي تتحملها الولايات المتحدة في المنطقة، وأيضا بناء شريك موثوق في الشرق الأوسط”.

 وتشرح الصحيفة الصعوبات التي تواجه مثل هذا الحلف: “الخلافات الداخلية بين الدول المعنية، فالسعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر، قطعوا العلاقات مع قطر”.

 وتابعت: “فمنذ يونيو من العام 2017 دخلت دول المنظومة الخليجية أزمة دبلوماسية أثرت سلباً على التعاون الأمني والدفاعي بين تلك الدول”.

 ويرى محللون أن السبب الذي دفع البيت الأبيض للتفكير بإنشاء الحلف، يعود إلى إهتزاز الثقة بحلف شمال الأطلسي (الناتو) قي أوروبا، وخاصة بعد أن أعلنت إدارة ترامب أن دوله “فشلت في الإيفاء بتعهداتها لرفع ميزانيات الدفاع”.

وتشير الصحيفة إلى أن “الفكرة ولدت شكوكاً كبيرة حيال إمكانية تحقيقها، وذلك بسبب تعثر الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل توحيد الصف العربي، وأيضاً جدول الأعمال السياسية لمثل هذا المشروع والتي تعثرت كثيراً”.

 ويقول دوغ باندو، المساعد الخاص للرئيس الأسبق رونالد ريغان، إن إنشاء تحالف مثل “الأطلسي” في منطقة الشرق الأوسط “معيب بطبيعته”، مشيراً في ذلك إلى أحلاف قديمة سابقة، ومنها “حلف بغداد” الذي لم يستمر طويلاً.

 وتابع باندو: “الحلف يفترض أن يكون مواجهاً لمشاريع إيران وما تشكله من تهديد للمنطقة والغرب، والحقيقة أن هناك مبالغة في هذا الخطر كما أن المشاكل الحقيقية في المنطقة هي مشاكل داخلية”.

 وأضاف: “التحديات الحقيقة التي تواجه دول الخليج تأتي من الداخل وليس من إيران، فالأنظمة هناك لا تملك الشرعية السياسية وخاصة في السعودية ذات الحكم الشمولي المطلق، إضافة إلى ديكتاتورية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”.

 واعتبرت الصحيفة أن “إسرائيل، التي تعتبر عدوة لإيران ولها مصلحة في تشكيل مثل هذا التحالف، ستكون معضلة، فإلى الآن مازالت تعتبر المعيق الأول لتحقيق السلام في المنطقة من وجهة نظر العديد من الدول العربية”.

 بل إن بعض الدول “مازالت ترى في إسرائيل بأنها الخطر الأكبر الذي يهدد الأمن والاستقرار العربي، وطالما لم تتوصل إلى حل سلمي وشامل للصراع، فلن يكون هناك استقرار”.

 وتعيد الصحيفة التذكير بزيارة ترامب إلى السعودية في مايو 2017، والتي كانت تهدف لتحسين العلاقات مع الرياض التي شابتها فترة ركود أيام الرئيس السابق باراك أوباما.

 في تلك الزيارة تعهد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بإنشاء تحالف من 40 دولة تضم ماليزيا وتركيا ومصر وباكستان لتوفير أكثر من 34 ألف مقاتل لدعم العمليات العسكرية، ضد تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا.

 الآن انتهت تقريباً الحرب ضد التنظيم، فهل مازال بن سلمان مستعد لتشكيل مثل هذا التحالف؟ تتساءل الصحيفة.

 وتضيف: “مشكلة أخرى قد تواجه الحلف، تتمثل بأن دول مجلس التعاون الخليجي لديها علاقات مختلفة مع إيران، ففي الوقت الذي اتخذت السعودية والإمارات موقفاً متشدداً تجاه طهران، فإن الكويت تريد علاقات أفضل”.

 وتستطرد “واشطن تايمز”: “في حين أن الأزمة التي افتعلتها السعودية والإمارات مع قطر، دفعت بالأخيرة إلى التقارب مع إيران وتركيا”. (الخليج اونلاين)