ورطات السعودية نتيجة سذاجة ابن سلمان
نبأ نت – تحكم مستقبل المملكة السعودية نظرة غير متفائلة في ظل السياسة الخارجية التي ينتهجها ولي العهد محمد بن سلمان، والتي لن تختتم بالخلاف المتفاقم والسريع وغير المسبوق مع كندا.
صعدت السعودية الخلاف إلى ذروته في أزمات دبلوماسية معقدة وتركتها من دون حلول. يهدف الأمير الشاب إلى اتخاذ قرارات قرارات لا رجعة عنها وأن يكون المسار السعودي متطابقاً تماماً مع ما تريده واشنطن، ما يعني ببساطة افتقاره للخبرة السياسية والدبلوماسية المطلوبة في موقع الحكم هذا.
خلال السنوات القليلة الماضية، فاقمت السعودية توترها مع دول كانت حليفة لها. فعلى خلفية الموقف الألماني من أزمة احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض، خلال نوفمبر / تشرين الثاني 2018، وإجباره على الاستقالة، قررت السعودية استدعاء سفيرها من ألمانيا تلته أزمة اقتصادية أضرت بالشركات الألمانية السعودية.
وبعد التصريحات التي لوحت فيها الرياض بمعاقبة القوة الاقتصادية الأكبر في العالم، قررت ألمانيا وقف صادرات الأسلحة إلى السعودية، وهي خطوة كانت قد سبقتها إليها كل من السويد التي ألغت عام 2015 عقود التلسيح السعودية وبليجكا التي أصدرت، في يوليو / تموز 2018، قراراً يمنع تصدير الأسلحة إلى السعودية بسبب أوضاع حقوق الإنسان فيها.
يتكرر المشهد ذاته مع قطر وتركيا وكندا. أسس تسرع ولي العهد في اتخاذ قرارات لخلافات عميقة من دون أخذ التبعات بعين الاعتبار بحماية الشعار العريض غير المكتمل بالتطبيق الفعلي عن الإصلاحات الداخلية والتي حملت دائم كمبرر للسياسة الخارجية المتهورة، جعلت من الحكم الجديد كثير الجرأة في اتخاذ قرارات لم يسبق لأي من حكام المملكة أن أقدم عليها. لا تعني الخطوة على فرادتها ذكاءاً شديداً من ولي العهد بقدر ما تعادل تهوراً مقروناً بافتقار الحكمة والخبرة في إدارة علاقات المملكة، ما أوقع السعودية بفشل عميق زاده غياب الإنجازات الداخلية.