لماذا تراجعت السعودية في باب المندب؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2264
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 أعلنت المملكة العربية السعودية وقف عبور ناقلاتها النفطية عبر مضيق باب المندب «إلى أن تصبح الملاحة فيه آمنة»، وذلك بعد أن تعرضت ناقلتا نفط عملاقتان تابعتان للمملكة لهجوم من قبل ميليشيات الحوثيين اليمنيين خلال عبورهما للمضيق.

قال السعوديون إن الهجوم أدى لإصابة طفيفة في الناقلة، لكن القرار يكشف عن رعب كبير لدى السعوديين، فإعطاب إحدى هاته السفن العملاقة، التي تحمل مليوني برميل من النفط الخام، يعني خسارة لوجستية واقتصادية كبيرة للمملكة، كما أنه قد يؤدي لتلوث كبير للبحر الأحمر، سيؤثر على بلدان الخليج اقتصاديا وسياحيا وبيئيا.

تزامن الهجوم الحوثي على الناقلتين مع تصريحات عنيفة لقائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني تقول إن البحر الأحمر لم يعد آمنا للقوات الأمريكية، وهو ما يجعل الهجوم قابلا للتأويل باعتباره يتجاوز استهداف المصالح السعودية إلى اعتباره «دفعة على الحساب» لـ»الشيطان الأكبر»، الذي بدأ حرباً اقتصادية وسياسية فعلية على إيران، كان آخر آثارها وصول سعر الدولار إلى 110000 ريال وهو الرقم الأكثر انخفاضا في تاريخ العملية الإيرانية.

وإذا كان الهجوم الحوثي البحري على السعودية يعتبر أقلّ من التهديد الإيراني باستهداف الأمريكيين أنفسهم، وهو استكمال، بالتالي، لـ»الحرب بالوكالة»، أو عزوف عن مواجهة غير محسوبة النتائج النهائية مع الأمريكيين، فإن رد الفعل الأمريكي والغربي البارد تجاه قرار السعودية لا يتناسب مع الحدث، ويضعف موقف الرياض، الذي يستقوي بالأمريكيين.

حاولت وسائل إعلامية سعودية العزف على هذا الوتر من خلال المطالبة بـ»مواجهة التصعيد الإيراني بالتصعيد»، وبـ»توجيه ضربة حاسمة وقاصمة لإيران»، ولعلّ التجاهل الأمريكي للمسألة دفع وسائل أخرى للتوجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن لاتخاذ إجراءات تضمن سلامة الممرات المائية.

القرار السعودي يعني، بوضوح، نجاحا للهجوم الحوثي، ومن ورائه لإيران، فهو يؤكد أن المملكة لا تستطيع وقف هذه الهجمات، وأنها مضطرة لهذا الحلّ المكلف كثيرا، الذي سيضطرها لاستخدام الطرق البرّية وصولا إلى موانئ أخرى لا يمكن للحوثيين، ومن ورائهم الإيرانيون استهدافها.

يشير القرار أيضاً إلى أن السعوديين لم يتمكنوا من إقناع الأمريكيين بحماية ناقلاتهم النفطية، أو أن «تسعيرة» الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو الذي لا يكف عن مطالبة دول الخليج بدفع ثمن «حمايتها»، أعلى من أكلاف تغيير الطرق البحرية، ولو اعتبر الإيرانيون وحلفاؤهم الحوثيون في ذلك انتصارا لهم.

المصدر | القدس العربي