بلومبيرغ: شبح الـ”ريتز″ يخيم على سماء السعودية الجديدة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1681
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

انتهت أزمة اعتقال العشرات من كبار الأثرياء ورجال الأعمال والأمراء في السعودية بعد أشهر من الاحتجاز، وبعد أن تنازلوا عن جزء من ثرواتهم، لكن شبح هذه العملية ما زال يخيم على السعودية الجديدة التي بشر بها ولي العهد محمد بن سلمان، كما تقول شبكة بلومبيرغ الأمريكية.
تضيف الشبكة الأمريكية أنه إلى الآن ما يزال بعض من تم اعتقالهم في فندق “الريتز” محبوسين، ولكن في سجن “الحائر” بعد نقلهم من الفندق الفخم، من بينهم الأمير تركي بن عبد الله وزير الاقتصاد، وعادل فقيه أحد مهندسي خطة التحول في السعودية.
وتحول فندق “الريتز كارلتون” في العاصمة الرياض إلى سجن أودع فيه عدد كبير من المسؤولين والأمراء والأثرياء، للتحقيق معهم بقضايا فساد مزعومة، وذلك في نوفمبر الماضي.
وأضافت شبكة بلومبيرغ: “أما المفرج عنهم فقد تنازلوا عن جزء كبير من ثرواتهم، ورغم ذلك ما زال أغلبهم ممنوعاً من السفر، ووُضعت أساور إلكترونية في أقدامهم لمراقبة أماكن وجودهم، وبقي مصير البعض منهم غير معروف، ومنهم رئيس الهيئة العامة للاستثمار السعودية، عمرو الدباغ، والملياردير السعودي الإثيوبي محمد العمودي”.
واستطردت تقول: “لقد خلقت الاعتقالات جواً من الخوف، وحجبت غمامتها السوداء الكثير من التقارير التي كانت تتحدث عن التغييرات التي بدأت تطرأ على المجتمع السعودي، كالسماح بافتتاح دور للسينما، وحرية دخول المرأة للملاعب الرياضية، والاختلاط، والسماح للمرأة بقيادة السيارة”.
الحماس الذي كان مرافقاً للتغييرات التي بدأها بن سلمان والإعلان عن رؤيته الاقتصادية 2030، تحول إلى خوف وترقب وحذر، بحسب 12 رجل أعمال ومسؤول حكومي وناشط ودبلوماسي، تحدثت معهم شبكة بلومبيرغ، وكل منهم طلب عدم ذكر اسمه خشية من العقاب.
وأوضحت أن بعض الذين تحدثت معهم الشبكة الأمريكية وضعوا هواتفهم في غرف منفصلة أو حاويات بلاستيكية، وكانوا قلقين، ويترددون بالحديث عن السياسة علناً.
ومؤخراً، اعتقلت السلطات السعودية أبرز نشطاء حقوق الإنسان في البلاد؛ متهمة إياهم بالارتباط بمنظمات معادية، وتقديم دعم مالي ومعنوي لعناصر معادية للمملكة.
يقول جيمس إم دورسي، المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في جامعة نانيانج بسنغافورة، إن إصرار ولي العهد السعودي على اتباع أسلوب حكم الرجل الواحد لن يترك أي مجال للمعارضة ولا أي شخص آخر لا يقر بما يحققه أو لا يدافع عن التغيير الذي يقوده، بحسب الشبكة الأمريكية.
وواصلت تقول إن بن سلمان، البالغ من العمر 32 عاماً، أجرى مؤخراً جولة في الولايات المتحدة الأمريكية استمرت ثلاثة أسابيع؛ حيث سعى لعرض صورة جديدة للسعودية أمام كبار رجال الأعمال الأمريكيين، وهو يسعى لبناء مدينة حديثة للغاية في الصحراء؛ ليؤكد للجميع أن التغيير الحقيقي قائم على قدم وساق.
وقالت: “أما في الداخل السعودي فقد حل محمد بن سلمان بحكمه الاستبدادي محل الحكم الذي كان سائداً، حيث كان كبار أفراد العائلة الحاكمة يديرون الوزارات دون تدخل من أحد، أما الآن فالكل خاضع لسلطة بن سلمان، وهو ما بات يقلق البعض”.
وتنقل الشبكة الأمريكية عن مسؤولين في السفارات الأجنبية بالرياض، قولهم، إن الكثير من المواطنين السعوديين يسألون عن كيفية تجديد التأشيرات وكيفية إخراجها لأطفالهم.
وأشارت إلى أن الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية كان قد بلغ في العام الماضي خمس مستواه الذي كان عليه عام 2016؛ فقد انخفض من 7.45 مليارات دولار إلى 1.42 مليار دولار، بعد أن باعت الشركات الدولية حصصاً لشركات محلية، بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر الأسبوع الماضي.
وأدى انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو إلى أن تنتهج السعودية سياسات جديدة؛ فهي تسعى لتحويل الاقتصاد بعيداً عن البترودولار، خاصة مع انخفاض الناتج المحلي بنسبة 0.7% في العام الماضي.
الاعتقالات التي جرت لنشطاء سعوديين كانت بمنزلة تحذير لكل المواطنين السعوديين، كما ترى كريستين سميث ديوان، الباحثة في معهد الخليج العربي بواشنطن.
وقالت: “لقد كانت رسالة لكل سعودي؛ وهو أن الدولة هي الحكم الوحيد للسياسة، ومن ثم فلا مجال للحديث مع وسائل إعلام أجنبية أو منظمات دولية أو دبلوماسيين”.
وتختم الشبكة الأمريكية بالقول إن العديد من رجال الأعمال السعوديين كانوا حريصين على توزيع أموالهم بين الداخل والخارج بعد حملة الريتز؛ فهم يعلمون أن السنوات القليلة القادمة ستكون صعبة.
وبينت أن ما حدث في “الريتز” للمعتقلين، جعل الكثير من رجال الأعمال غير مستقرين، خاصة مع الأنباء التي تحدثت عن تعرض بعض المعتقلين للتعذيب، ومن ضمن ذلك الضرب والصعق بالكهرباء، رغم نفي الحكومة المتكرر لتلك الأنباء. (الخليج اونلاين)