الفاينانشال تايمز”: هربا من الاعتقال ، نشطاء سعوديون يستعدون للفرار من المملكة
مختارات . بوابة الشرق القطرية
اكدت تقارير إعلامية أمريكية أنه أمام حالات القمع والاعتقالات وأجواء الخوف التى تتصاعد هذه الأيام فى السعودية اضطر كثير من النشطاء والحقوقيين السعوديين إلى حزم أمتعتهم وتجهيز حقائبهم لمغادرة المملكة فى أى لحظة…
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” انه فى الوقت الذي تسعى فيه السعوديةلتخفيف القيود الاجتماعية يتم فيه التشديد على أي هامش حرية للمعارضة السياسية؛ الأمر الذي أدى إلى تفاقم مناخ الخوف وسط المدونين والصحفيين والنشطاء. ونقلت الصحيفة في تقرير لها عن أحد النشطاء قوله إن الوضع سيئ للغاية، وإن الخوف يتملك الجميع، إلى الحد الذي امتنعوا فيه عن التواصل مع بعضهم البعض، مضيفا أنهم يقولون لمن لديه صلة بهم أنهم أعدوا حقائب سفرهم استعداداً لمغادرة المملكة في أي وقت.
وسبّب اعتقال أكثر من 10 ناشطات من أجل السماح للنساء بقيادة السيارة الأسبوع الماضي صدمة وارتباكاً لدى كثيرين، قبل بضعة أسابيع فقط من رفع الحظر رسميا في 24 يونيو المقبل. وحسب الصحيفة فسّر بعض النشطاء اعتقال النساء بأن الحكومة لا ترغب في تشجيع فكرة أن قرارها برفع الحظر عن قيادة السيارات للنساء نتج عن حملات النساء للمطالبة برفع الحظر. لكن بعض المحللين المرتبطين بالحكومة السعودية قالوا إن اعتقال النساء جاء لاسترضاء القوى المحافظة التي ضعف نفوذها بعد تعزيز النظام سلطته، وتعهده بالعمل من أجل مجتمع أكثر تسامحا دينيا، ونفت الحكومة تفسير هؤلاء المحللين.
وفى هذا السياق أعدت صحيفة العربى الجديد تقريرا عن الناشطات السعوديات المعتقلات اللاتي اعتقلن منتصف مايو الماضى ويوصفن بعميلات السفارات ‘حيث قسمت السلطات المعتقلين والمعتقلات إلى قسمين، قسمٌ لم توجه له أي اتهام، مكتفية بأخذ تعهدات منه، والإفراج عنه، ومنهم الأكاديمية النسوية عائشة المانع (70 عاماً)، والناشطة ولاء آل شبر، وحصة آل شيخ ومديحة العجروش، فيما اتهمت القسم الثاني المكون من سبعة أشخاص بتشكيل خلية للتخابر مع جهات خارجية، وهي تهمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام تعزيراً، وتمّ نقل المعتقلات إلى زنارين انفرادية في سجن “ذهبان” السياسي في مدينة جدة، بحسب نشطاء حقوقيين.
ونشرت الصحف السعودية على غير العادة صور الناشطات المتهمات، وهن عزيزة اليوسف ولجين الهذلول وإيمان النفجان، على صفحاتها الأولى، واتهمتهن بالخيانة والعمالة للسفارات الأجنبية، فيما شنّت الحسابات الإخبارية التابعة للسلطات هجوماً غير مسبوق ضدهن، واصفة إياهن بعميلات السفارات، بالإضافة إلى الهجوم على بقية المعتقلين، وهم محمد الربيعة وإبراهيم المديميغ وعبد العزيز المشعل، ومعتقل رابع لم يعلن عن اسمه.
وتضمنت قائمة المعتقلات كلا من: عزيزة اليوسف التي ولدت في الرياض ونشأت فيها، ودرست في جامعة الملك سعود، قبل أن تكمل دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، لتعيّن أكاديمية وأستاذة في علوم الكمبيوتر في الجامعة ذاتها، قبل أن تتقاعد في العام 2016 وتتفرغ للعمل الحقوقي. وبدأت اليوسف نشاطها في الدفاع عن المرأة منذ سنوات، حيث قامت بالكتابة في الصحف السعودية، كما استضافتها القنوات المملوكة لأمراء من الأسرة الحاكمة، للحديث عن مظالم المرأة السعودية دون حواجز.
وأوقفتها السلطات عام 2013 بعد قيامها بالتجول وقيادة السيارة في شوارع الرياض، وأفرج عنها عقب توقيعها تعهداً بعدم تكرار الأمر. ونظمت عزيزة حملة لجمع التواقيع لإسقاط نظام ولاية الرجل على المرأة عام 2016، لكن رسالتها ووجهت بالرفض من قبل الديوان الملكي. وعرف عن اليوسف تجنبها للغة الصدامية مع النظام الحاكم في البلاد..
كما أن لغتها وخطابها يشملان كافة التيارات الإسلامية والليبرالية ما جعل لها قبولاً كبيراً في الأوساط السعودية، على عكس عدد آخر من النشطاء والناشطات. وتعد لجين الهذلول أحد أبرز الوجوه في حملة المرأة السعودية لاستعادة حقوقها. ولدت في مدينة جدة 1989 وتنقلت في طفولتها بين فرنسا والسعودية، قبل أن تدرس الأدب الفرنسي في كندا وتبدأ نشاطها الحقوقي من هناك.
وسبق للسلطات السعودية أن اعتقلتها عام 2014 إثر قيامها بقيادة سيارتها من الإمارات نحو الحدود السعودية، لكنها اضطرت للإفراج عنها عقب ضغط من المنظمات الدولية. ومنعت الإمارات الهذلول من دخول أراضيها، وذلك بسبب اتهامها باستخدام أراضيها للتحريض على الحكومة السعودية. وفي يونيو الماضي، اعتقلت لجين مرة أخرى لأيام قليلة، قبل أن يُفرج عنها.وأجرت الهذلول لقاءات عدة مع الصحف والمواقع الغربية لتوضيح ما تتعرض له المرأة السعودية على يد السلطات، ما أدى إلى استدعاء زوجها الممثل والكوميدي فهد البتيري من قبل السلطات مرات عدة. أما إيمان النفجان فهي كاتبة ومدونة وأكاديمية سعودية، ولدت في الطائف وتنقلت كثيراً بين مناطق المملكة بحكم عمل والدها كضابط عسكري مرموق، قبل أن تستقر في طفولتها في الولايات المتحدة الأمريكية لظروف عمل والدها. ودرست النفجان الأدب الإنجليزي في الرياض، وأكملت دراستها في بريطانيا.
وعيّنت محاضرةً للغة الإنجليزية واللسانيات بجامعة الملك سعود، وبدأت نشاطها الحقوقي عبر تدوينها في مدونتها “امرأة سعودية” باللغة الإنجليزية، حيث عملت كحلقة وصل بين الحركة النسوية السعودية والصحافة الغربية. وخاضت النفجان تجربة الكتابة في صحيفة “الغارديان” البريطانية، وانتقدت بشكل واسع نظام الولاية على المرأة ومنعها من قيادة السيارة في السعودية وقوانين عدم الاختلاط والفصل بين الجنسين، ووضعت على قائمة أهم 100 امرأة مفكرة عام 2011 من قبل مجلة “فورين بوليسي”.وسبق للسلطات السعودية أن أوقفتها مرات عدة بتهمة قيادة السيارة ما بين عامي 2011 و2013