مع الأكل تزداد الشهية: نتنياهو يكشف عن تطوراتٍ إيجابيّةٍ مفاجئةٍ مع “أبناء إسماعيل” ووزير الطاقة نُقيم علاقاتٍ مع دولٍ عربيّةٍ إسلاميّةٍ معتدلةٍ بما فيها السعوديّة

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2067
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 كشف رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، النقاب عن أنّ تطوراتٍ إيجابيّةٍ مفاجئةٍ غير معروفة أحيانًا للرأي العام حصلت مؤخرًا في العلاقات بين إسرائيل والدول العربيّة. وقال نتنياهو، خلال جلسة لدراسة كتاب الإنجيل في ديوانه، مساء أمس الخميس، عقدت بالتزامن مع الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة: أرحب بمناقشة أبناء إسماعيل (يقصد العرب) اليوم، هو موضوع مهم بالنسبة لنا على الرغم من أنّ مشاكلنا الأساسية ناجمة الآن من مكان آخر، على حدّ تعبيره.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيليّ، حسب ما نقلته صحيفة (هآرتس) العبريّة: أمّا أبناء إسماعيل فهم أولئك الذين حصلت لنا تطورات إيجابية معهم لا يعرف عنها أحيانًا الرأي العام، لكنّها مفاجئة. ولم يذكر نتنياهو ما هي هذه التطورات بالتحديد.
ومن الجدير بالذكر أنّه بحسب الديانتين الإسلامية واليهودية، فإنّ “أبناء إسماعيل” هم العرب، أيْ أنّهم من نسل نبي الله إسماعيل. وفي سياقٍ متصلٍ، تابع نتنياهو قائلا: الأمور السلبية معروفة، لكن الأشياء الإيجابية معروفة بصورةٍ أقل بكثير، إننّا نتعامل مع ما هو سلبي (فيما يخص نسل إسماعيل)، لكننا في الوقت ذاته نبحث عمّا هو إيجابي.
وأكّدت مصادر سياسيّة رفيعة المُستوى في تل أبيب للصحيفة العبرية أنّ نتنياهو كان يقصد في حديثه تطور علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية، مضيفة: هو أمر يعتز به رئيس الوزراء الإسرائيليّ.
وأضافت المصادر عينها أنّ نتنياهو يقصد بالإيجابية، على ما يبدو، علاقة إسرائيل وتطورها مع دول الخليج العربي، مثل السعودية والإمارات، على الرغم من أنّه لم يحدد أسماءها.
بناءً على ما تقدّم، لا نُجافي الحقيقة بتاتًا إذا جزمنا قائلين إنّه في الوقت الذي تُقّر فيه إسرائيل بأنّ حركة حماس وجهّت لإسرائيل ضربةً قاسيةً على مستوى العلاقات العامّة، بعد فشل الجيش في تجنب إصابة عددٍ كبيرٍ من الفلسطينيين، خلال الاحتجاجات الأخيرة على حدود غزة، والتي أسفرت عن استشهاد 62 فلسطينيًا وجرح أكثر من 3 آلاف آخرين، تقوم دول الخليج الست بمنح كيان الاحتلال طوق النجاة بإعلانها عن فرض عقوباتٍ على سيّد المقاومة الشيخ حسن نصر ونائبه، الشيخ نعيم فاسم بإلصاق تهمة الإرهاب لهما.
مُضافًا إلى ذلك، فإنّ القرار الخليجيّ ضدّ حزب الله جاء وفق “تنسيقٍ” مع أمريكا، بعد يومين على نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إلى القدس، في تحدٍّ واضحٍ وفاضحٍ للأمّتين العربيّة والإسلاميّة، اللتين التزمتا صمت أهل الكهف. وبحسب صحيفة (هآرتس) جاء الإقرار الصهيونيّ بخسارة إسرائيل أمام حماس في مؤتمرٍ صحافيٍّ عقده الجنرال جوناثان كونريكوس، أمام الجالية اليهوديّة بالولايات المتحدة، ونشرت تفاصيله الصحيفة العبريّة.
وفي ظلّ العُزلة التي تُعاني منها دولة الاحتلال في العالم بسبب اقترافها الجرائم والمجازر ضدّ الشعب الفلسطينيّ الأعزل، تطفو على السطح قوارب الإنقاذ القادمة من الخليج العربيّ، لتمنح هذه الدولة المارقة جرعةً من الأمل بتخطّي هذه العزلة، التي باتت تُعتبر لدى دوائر صناعة القرار في تل أبيب بمثابة تهديدٍ إستراتيجيّ على مصالح الأمن القوميّ للدولة العبريّة.
وغنيٌ عن القول إنّ دول الخليج بتقرّبها العلنيّ والسريّ من الدولة التي زرعها الاستعمار على أرض فلسطين، وشردّ شعبها وهجرّه، تدُقّ مسمارًا آخر في نعش “قضية العرب الأولى”، أي قضية فلسطين، التي باتت هامشيّةً بنظر الدول العربيّة المُصنفّة وقف المُعجم الصهيونيّ بالدول العربيّة الإسلاميّة السُنيّة المُعتدلة، وفي مُقدّمتها المملكة العربيّة السعوديّة.
بكلماتٍ أخرى، يبدو واضحًا وجليًا أنّ هذا الاصطفاف القديم الجديد لدول الخليج مع أمريكا وربيبتها-حبيبتها إسرائيل يؤكّد المؤكّد ويُفسّر المُفسّر: الخليج اتخذّ القرار بتقديم فلسطين على طبقٍ من ذهب لتل أبيب وواشنطن، وهذه القرارات ضدّ حزب الله والتقارب لإسرائيل وأمريكا بشكل علنيٍّ هو رسالةً واضحةً لكلّ المعنيين بأنّ “صفقة القرن” التي سيعرضها الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، قريبًا، للإجهاز على ما تبقّى من فلسطين، باتت تحظى بدعمٍ عربيٍّ-خليجيٍّ، إذا أخذنا بعين الاعتبار التصريحات المنسوبّة لوليّ العهد السعوديّ، محمد بن سلمان، ضدّ الفلسطينيين، الذين برأيه فوّتوا الفرص لتحقيق السلام، وكلامه بحقّ اليهود بوطنٍ قوميٍّ في فلسطين، واقتراحه بإقامة العاصمة الفلسطينيّة في حيّ أبو ديس في القدس الشرقيّة المحتلّة.
ومن الأهمية بمكانٍ التشديد على أنّ هذه التطورّات تجيء في ظلّ تواتر التقارير عن علاقاتٍ ولقاءاتٍ سريّةٍ بين إسرائيل والسعودية والإمارات كشف عنها وزير الطاقة الإسرائيليّ، يوفال شطاينتس، عندما قال في حديثٍ لإذاعة الجيش (غالي تساهل)، إنّ الدولة العبريّة تقيم علاقات مع دولٍ عربيّةٍ إسلاميّةٍ معتدلة، بما فيها السعودية، تُساعد إسرائيل على منع إيران من مُواصلة سعيها للسيطرة والهيمنة على الشرق الأوسط، أوْ كما قال الوزير التمدّد الشيعيّ.