بن سلمان: لدينا عدو مشترك مع اسرائيل والعديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي لكن ذلك لن يكون قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين..
النظام الإيراني يريد ان يحكم العالم ولن نبدأ تصنيع سلاح نووي حتى تبدأ إيران في ذلك ومن الأفضل أن يكون نظام بشار الأسد قوياً في سوريا.. وطهران ترد: تصريحات بن سلمان “وصمة” في سمعة السعودية وأصبحت طموحاته السياسية “مرضًا غير قابل للشفاء”
واشنطن ـ وكالات: أدلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بحوار مطول مع مجلة “تايم” الأمريكية تناول خلاله عدة قضايا دولية وإقليمية ومحلية، من بينها علاقة المملكة بإسرائيل في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
وصرح الامير بن سلمان، في سياق حواره، بأنه لا يمكن أن يكون هناك علاقة بين السعودية وإسرائيل قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، ووأضاف أن “أهل فلسطين أدرى بشعابها، لذلك فكل ما يرونه الفلسطينيين مناسبا ستدعمه المملكة، بغض النظر عما يقوله الأمريكيون بصفتهم حلفاء للسعودية.
وأجاب الامير بن سلمان سؤالا حول مدى توافق مصالح السعودية مع مصالح إسرائيل، وهل سيكون هناك دور لإسرائيل في خطتك للتنمية السعودية، قائلا:
حسنا، لدينا عدو مشترك، كما أن لدينا العديد من الأوجه المحتملة للتعاون الاقتصادي، لكن ذلك لن يكون قبل حل قضية السلام مع الفلسطينيين، لأن لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين الحق في العيش والتعايش، وحتى حدوث ذلك، سنراقب ونحاول دعم حل للسلام. وعندما يحدث ذلك، بالطبع في اليوم التالي سيكون لدينا علاقة جيدة وطبيعية مع إسرائيل، وستكون الأفضل للجميع.
وفيما يتعلق بقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قال ولي العهد السعودي “نحن نحاول فعل ما بوسعنا، إنني أحاول التركيز على الفرص التي أمامنا، وعلى الخطوة القادمة، وكيف تؤخذ الأمور في وضع أفضل، وليس على المجادلة بشأن أي خطأ”.
الى ذلك علق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على وضع الجيش الإيراني وتصنيفه بين جيوش المنطقة في ضوء التوترات بين الرياض وطهران، معتبرا أن النظام الحاكم في طهران يستغل قدرات الدولة لمصلحته الخاصة.
قال بن سلمان ان الجيش الإيراني ليس بين أقوى 5 جيوش في الشرق الأوسط.
وأضاف ابن سلمان: “لكن مشكلة النظام الإيراني هي أنه يحاول اختطاف الدولة وتسخير أصولها لخدمة فكرهم الخاص”، مشيرا إلى أنهم يسعون، كل يوم منذ عام 1979، إلى نشر فكرة الثورة الإيرانية في الخارج، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وهم يريدون أن يحكموا العالم بأسره”.
وكانت المجلة أشارت في سؤالها إلى إمكانية أن يكون ولي العهد السعودي قد تناول في مباحثاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أسلحة إيران وأنه إذا امتلكت إيران سلاحا نوويا، فإن السعودية ستسعى إلى ذات الهدف.
وبالنسبة لامتلاك سلاح نووي قال الأمير بن سلمان إن السعودية ستدافع عن نفسها ضد أي تهديد، مشيرا إلى أن بدء تصنيع سلاح نووي مرهون بتحرك إيراني في هذا الصدد.
قال إن الرياض لن تبدأ في تصنيع سلاح نووي حتى تعلن إيران امتلاك سلاح نووي، مضيفا: “لن نبدأ تصنيع سلاح نووي حتى تبدأ إيران في ذلك”.
وأوضح ابن سلمان أنه رغم وجود جيوش أضخم من الجيش السعودي في المنطقة، إلا أن السعودية تجهز جيشها بأحدث الأسلحة المتطورة، مقارنة بعتاد أقل تقدما تمتلكه جيوش أخرى.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن الجيش الإيراني ليس بين أقوى 5 جيوش في الشرق الأوسط، مشيرا أن القدرات التكنولوجية المتقدمة التي يملكها الجيش السعودي تعد مزيجا بين العديد من التقنيات العسكرية المتقدمة في العالم.
وقال بن سلمان، مجيباً عن سؤال عن النهاية الواقعية للمأساة في سوريا: “لا أعلم إن كان بعض الأشخاص سيغضبون حينما أجيب عن ذلك السؤال، لكنني لا أكذب؛ أعتقد أن الكذب على الناس أمرٌ مُخزٍ فعلاً، وخصوصاً في عام 2018، حيث يكاد يكون أمراً مُستحيلاً أن تُخفي شيئاً عن الناس. أعتقد أن بشار باقٍ في الوقت الحالي، وأن سوريا تُمثل جزءاً من النفوذ الروسي في الشرق الأوسط لمدة طويلة جداً، ولكنني أعتقد أن مصلحة سوريا لا تتمحور حول ترك الإيرانيين يفعلون ما يشاؤون في سوريا على المدى المتوسط والبعيد، وذلك لأنه إن غيرت سوريا أيديولوجيتها حينها بشار سيكون دُميةً لإيران”.
وأضاف ولي العهد السعودي قائلاً عن مستقبل بشار الأسد: “لذا، فمن الأفضل لهُ (بشار الأسد) أن يكون نظامه قوياً في سوريا، وهذا الأمر أيضاً سيكون إيجابياً بالنسبة لروسيا. أما روسيا فمن الأفضل لهم أن يكون لهم قوة مباشرة، وأن يُمكنوا بشار، وأن يكون لديهم نفوذ مباشر في سوريا ليس عبر إيران؛ لذلك فإن هذه المصالح قد تُقلل من النفوذ الإيراني بشكل كبير، ولكننا لا نعرف ما هي النسبة المئوية لذلك. ولكن بشار لن يرحل في الوقت الحالي، لا أعتقد أن بشار سيرحل دون حرب، ولا أعتقد أنه يوجد أي أحد يريد أن يبدأ هذه الحرب؛ لما ستحدثه من تعارض بين الولايات المتحدة وروسيا، ولا أحد يريد رؤية ذلك”، على حد تعبيره.
وعما إذا كان يرغب في رؤية وقف للصراع في سوريا لأن النتيجة باتت مؤكدة؛ قال بن سلمان: “أعتقد أنها اقتربت لتكون كذلك. لدينا الآن أراضٍ يُسيطر عليها بشار، أما الأراضي الأخرى فهي تحت سيطرة الشعب السوري بدعمٍ من الولايات المتحدة الأمريكية.. نأمل أن تتوقف الأمور التي تحدث في سوريا في أقرب فرصة ممكنة”.
وفيما يتعلق ببقاء القوات الأمريكية في سوريا اعتبر الأمير السعودي أن “على القوات الأمريكية البقاء على المدى المتوسط على الأقل، إن لم يكن على المدى الطويل، وذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج لأن تمتلك أوراقاً للتفاوض وممارسة الضغط. وفي حال إخراج تلك القوات فأنت تخسر تلك الأوراق؛ هذا أولاً، أما ثانياً فتحتاج إلى نقاط تفتيش في الممر بين حزب الله وإيران، لأنك إن أخرجت هذه القوات من شرق سوريا فستخسر نقطة التفتيش تلك، وسيساهم ذلك الممر في تصعيد أمور أخرى في المنطقة”.
ومن جهتها انتقدت إيران اليوم الجمعة تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اعتبرتها طهران مؤيدة لإسرائيل ووصفتها بأنها “وصمة” في سمعة السعودية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية “بهرام قاسمي “هذه السياسات مأساة مروعة وستسجل في التاريخ كـ”وصمة”في سمعة البلاد”.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أقر ولي العهد السعودي في مقابلة مع مجلة (ذي أتلانتك) بحق إسرائيل في الوجود.
ووصف قاسمي بن سلمان بـ “الوافد الجديد” الذي أصبحت طموحاته السياسية “مرضًا غير قابل للشفاء”.
واتهم قاسمي الأمير بالاستعداد لإنفاق مليارات الدولارات وتقديم “ملاحظات غير منطقية ومخيفة” لتحقيق أهدافه السياسية الخاصة.