تغيّر أمريكي وسعودي تجاه سوريا.. واسرائيل تلوح بحرب على لبنان.. فماذا ينتظر عمّان؟:

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1610
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

“تقليص للدور الاقليمي” وتهديد صارخ لمنطقة خفض التصعيد في الجنوب وكلفة بشرية وحربية.. وتحريك ملفات الجوار “الراكدة” بات ضرورياً
برلين- “رأي اليوم” – فرح مرقه:
 لا ينبغي لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الانسحاب من سوريا أن تبعث أي راحة في دوائر صنع القرار الأردنية، خصوصاً والولايات المتحدة هي ضامنة خفض التصعيد في الجنوب من جهة، وهي ذاتها التي تدير العلاقة مع العشائر على الحدود الأردنية من جهة ثانية، كما يفترض أنها شريكة الأردن وحليفته في دعم المعارضة السورية وفقاً لمؤتمر باريس قبل اشهر.
خروج الولايات المتحدة، دون ترتيب مع عمان وتنسيق مسبق معها، يعني بالضرورة تركها إزاء مشاكل عظمى على حدودها الشمالية، ومنها طبعاً وجود ما يعرف بجيش خالد بن الوليد قرب الحدود، وكذلك بعض بؤر المتشددين، بالاضافة إلى معارك وشيكة تتزامن مع التلويحات الاخيرة لقائد الجيش الاسرائيلي بحرب وشيكة (خلال 8 أشهر) ضد جنوب لبنان وسوريا.
المعارك المحتملة، عايشت عمان “بروفاتها” منذ بداية الازمة السورية، حيث وجدت نفسها تستقبل اللاجئين من جهة، و”خردوات الصواريخ والمعدات العسكرية” المتناثرة من جهة ثانية، وكلا الجانبين لا ينبئان بخير بالنسبة للاردن الذي يعاني اقتصاديا وخدماتيا.
تصريحات الرئيس الامريكي في خطابه في اوهايو الخميس والتي جاءت بعد ايام فقط من تسريب صحيفة واشنطن بوست لمحضر مكالمة هاتفية بين الرئيس والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، يطالب فيها سيد البيت الابيض السعوديين بـ 4 مليارات دولار لتمويل الخروج السريع لواشنطن من سوريا، تبعتها مباشرة تصريحات لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لمجلة “تايم” الامريكية تطالب الولايات المتحدة بالبقاء.
ما قاله الامير بن سلمان تضمن ايضاً تصريحاً عن بقاء الاسد، وهو الامر الذي يعني بالضرورة تبدل كبير وهذه المرة بوضوح في المواقف الدولية والحليفة بصورة اساسية تجاه الجارة الشمالية للاردن، وهذه تتضمن على ما يبدو ترتيبات تجاوزت عمان. حيث وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي يتحدث من القاهرة عن رغبة أردنية في إدامة منطقة خفض التصعيد الجنوبية ووفقا للتوافق مع الروس والامريكان بينما لا يشير بحال من الاحوال للخطة الامريكية للانسحاب ومفاعيلها.
في المقابل، وبينما تظهر عمان “منهمكة” في المزيد من التنسيق في تفاصيل القضية الفلسطينية، يبدو انها تفلت عمليا الكثير من الخيوط البديلة التي يجب عليها ايجادها في العمق السوري، خصوصا اذا ما قررت الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا “فيزيائيا وسياسيا” في ذات الوقت، بينما عمان لا تزال بأقل مستويات التنسيق مع الجانب السوري الرسمي.
انسحاب واشنطن من سوريا يعني بالضرورة توقف العمل بغرفة الموك تماما، كما يعني انهاء مهمة تستخدم الاراضي والقواعد الاردنية، وهذا ما قد يزيد عن كونه يختص بالجيش الامريكي فقط، ويتجاوز ذلك للتحالف الدولي، كما ان ذلك بحد ذاته قد يعني “تقليص” دور الاردن في الاقليم بشكل كبير.
الولايات المتحدة، وعلى ما يبدو من تصريحات الرئيس الامريكي، تستعد للخروج او حتى تلوح به (كنوع من ابتزاز السعودية)، وهذا بحد ذاته يتطلب من عمان وبسرعة تحضير البدائل والعمل عليها، بما فيها التقارب مع النظام السوري واعادة ضخ الحياة في مشروع فتح معبر نصيب- جابر تحت القيادة السورية الرسمية، خصوصا والمزاج العام الاردني اليوم قد يكون اقرب لاستئناف العلاقة مع النظام السوري اكثر من اي وقت مضى، بينما يصر الجانب الرسمي على التحفظ في العلاقة.
التحفظ الاردني، بدا واضحا من الانباء التي تواردت في الايام القليلة الماضية حول سعي بعض الدول، وعلى رأسها العراق، لوقف تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، في الوقت الذي يبدو فيه ان عمان فضّلت الا تكون معنية بالملف.
حلفاء عمان التاريخيون يتبدّلون تماماً بالنسبة للعديد من الملفات، ويصبحون اكثر بعدا عن سياسة الاردن ومراعاة مصالحه، الامر الذي يتطلب بالضرورة مراجعات اردنية سريعة للمواقف الراكدة تجاه ملفات المنطقة، والحوار مع الجوار السوري على رأسها، حتى وان رغبت عمان بعدم التواصل مع اللاعب الايراني البارز في سوريا ولو مرحليا.