بعد صواريخ الرياض… “أنصار الله” توجه دعوة إلى دول التحالف العربي: أوقفوا غاراتكم نوقف صواريخنا..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1995
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ومسيرة بعشرات الآلاف لمؤيدهم في صنعاء في الذكرى الثالثة لبدء التدخل العسكري.. وادانات عربية واجنبية لاطلاق الصواريخ.. ومنظمة العفو تعتبرها قد تشكّل “جريمة حرب”
صنعاء ـ دبي- (أ ف ب) – خرج مئات الآلاف من أنصار الحوثيين الاثنين الى شوارع العاصمة اليمنية صنعاء في الذكرى الثالثة لبدء التدخل العسكري بقيادة السعودية، وذلك غداة إعلان الرياض اعتراض سبعة صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة وأدت الى مقتل شخص.
وتدفق المتظاهرون الى ساحة السبعين في صنعاء حاملين اعلام اليمن ولافتات عليها صورة زعيم الحوثيين عبد الملك بدر الدين الحوثي وأخرى كتب عليها “ثلاث سنوات على العدوان”.
وتم اغلاق كافة المدارس والجامعات والمكاتب الحكومية في العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثيين منذ ايلول/سبتمبر 2014، سعيا لتسجيل أكبر مشاركة في التجمع، بحسب ما افاد سكان وكالة فرانس برس.
وقال عبد الله العزي الذي شارك في التجمع “مهما حاصرتنا دول العدوان، سنرد على حصارهم بالصواريخ”.
واعتبرت من جهتها ابتسام المتوكل، رئيسة “الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان” التابعة للحوثيين ان “لا احد يتكلم بلسان الشعب اليمني. خروج الشعب اليوم هو الكلمة الحقيقة”.
ومنذ 26 آذار/مارس 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا في البلد المجاور الفقير دعما لسلطة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين الشيعة المتهمين بتلقي الدعم من طهران. وتنفي ايران هذا الاتهام.
وادى النزاع الى مقتل نحو عشرة آلاف شخص واصابة نحو 53 الفا في ظل أزمة انسانية تعتبرها الأمم المتحدة من بين الأسوء في العالم حاليا.
وعشية التجمع، اعلن زعيم الحوثيين في خطاب متلفز ان مقاتليه مستعدون لبذل مزيد من “التضحيات” في مواجهة التحالف.
– صواريخ بالستية-
وبعد ساعات قليلة من الخطاب، شهد النزاع تصعيدا جديدا حيث أعلن التحالف رصد سبعة صواريخ بالستية أطلقها الحوثيون باتجاه الاراضي السعودية، جرى اعتراضها جميعها في اجواء المملكة، لكن الشظايا التي تساقطت منها تسببت في مقتل شخص.
بدوره صرح المتحدث باسم التحالف العسكري العقيد تركي المالكي ان ثلاثة من هذه الصواريخ كانت موجهة الى الرياض “وواحد باتجاه خميس مشيط وواحد باتجاه نجران واثنان باتجاه جازان”.
وتابع المالكي ان “ما تقوم به الميليشيا الحوثية يعد تطورًا خطيرًا في حرب المنظمات الإرهابية ومن يقف خلفهم من الدول الراعية للإرهاب كنظام ايران”، مشيرا الى ان هذا الهجوم الصاروخي يهدف الى “تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي”.
وأوضح الدفاع المدني في منطقة الرياض بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السعودية (واس) “سقوط إحدى الشظايا على منزل سكني تسبب باستشهاد مقيم وإصابة اثنين آخرين جميعهم من الجنسية المصرية”.
وقتل العامل المصري عبد المطلب احمد (38 عاما) بينما كان نائما بعد سقوط شظية مشتعلة على غرفته البسيطة في منطقة ام الحمام في الرياض، وادت الى ثقب كبير في السقف، بحسب شهود عيان اجرت وكالة فرانس برس مقابلة معهم.
واصيب ثلاثة عمال مصريين آخرين كانوا في نفس الغرفة، وتم نقلهم الى المستشفى لتلقي العلاج.
وقال مصري آخر، قال انه يتشارك الغرفة مع احمد، ان العامل “اب لطفلين صغيرين والمعيل الوحيد لاسرته. كيف ستعيش اسرته من بعده”.
ومن جانبها، دانت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية هيذر نويرت الهجمات الصاروخية “الخطيرة”.
واكدت نويرت في بيان “ندعم حق شركائنا السعوديين في الدفاع عن حدودهم ضد هذه التهديدات. ونواصل دعوتنا إلى جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيين، للعودة إلى المفاوضات السياسية والتحرك نحو إنهاء الحرب في اليمن”.
كما دانت وزارة الخارجية المصرية “بأشد العبارات” اطلاق الصواريخ على الرياض، مؤكدة “تأييدها لكل ما تتخذه حكومة المملكة العربية السعودية من إجراءات للحفاظ على أمنها وسلامة شعبها”.
– دعوة للحوار؟ –
منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، أطلق الحوثيون صواريخ على السعودية في مناسبات متقطعة. وعند كل عملية اطلاق، أكدت الرياض اعتراض دفاعاتها الجوية للصواريخ.
إلا ان مساء الاحد كان المرة الاولى التي يعلن فيها التحالف اطلاق هذا العدد من الصواريخ البالستية خلال يوم واحد على السعودية.
والاثنين قال صالح الصماد رئيس “المجلس السياسي”، أعلى سلطة سياسية لدى الحوثيين، في تجمع صنعاء ان جماعته ستتعاطى “مع أي مبادرات تفضي إلى وقف العدوان ورفع الحصار والجلوس على طاولة الحوار”، ودعا القوى اليمنية الى “الحوار”.
ونظم التجمع هذا العام من دون حضور الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي قتل على ايدي الحوثيين في كانون الاول/ديسمبر الماضي بعدما كان حليفهم الرئيسي في معركتهم السياسية والعسكرية.
في المقابل، دانت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف والتي تقاتل قواتها الحوثيين، في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ)، اطلاق الحوثيين الصواريخ على الاراضي السعودية قائلة ان هذا يعد “مؤشرا لمضيها في الاصرار على نهجها العدواني ورفضاً صريحا للسلام”.
وكان المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الجديد الى اليمن مارتن غريفيث، وصل نهاية الاسبوع الى صنعاء، مؤكدا للصحافيين انه سيستمع الى جميع الاطراف.
ودانت الامارات والكويت والبحرين اطلاق الصواريخ، مؤكدة وقوفها الكامل الى جانب السعودية في مواجهة هذا التصعيد. والإمارات عضو رئيسي في التحالف العسكري في اليمن.
كما أعلنت السلطة الفلسطينية وقوفها الى جانب السعودية “في مواجهة الاعتداءات الارهابية التي تقوم بها جماعة الحوثي”.
من جهتها، اعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان الاثنين ان الصواريخ البالستية قد تشكّل “جريمة حرب”.
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان نشرته على موقعها ان الهجمات العشوائية محظورة في القانون الدولي “وقد تشكل جريمة حرب”.
وأضافت أنه “جرى تفادي وقوع خسائر بشرية، على الأرجح بفضل اعتراض الصواريخ، الا ان هذا الامر لا يعفي الحوثيين من المسؤولية عن هذا العمل المتهور”.
في موازاة دعوته للحوار، اتهم الصماد في خطابه الولايات المتحدة ب “ادارة” العدوان، قائلا ان الاميركيين “يشاركون مباشرة في عدد من الجبهات”. وتابع “العدوان أميركي من أول طلقة”.
وكان مجلس الشيوخ الاميركي صوت الاسبوع الماضي ضد مقترح تقدّم به أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي لوقف التدخل الاميركي في الحرب الدامية في اليمن، ليسقط بذلك مسعى برلماني نادر لتجاوز التفويض العسكري الرئاسي.
ويدعم الجيش الاميركي حاليا التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين. ووافقت الإدارة الاميركية الخميس على عقود تسلح تفوق قيمتها الاجمالية مليار دولار للسعودية التي يقوم ولي عهدها الامير محمد بن سلمان حاليا بزيارة للولايات المتحدة.