عبر محرك الإعلام.. هل تتسارع عجلة التطبيع بين السعودية و(إسرائيل)؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1960
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

حمزة سيد
«السعودية تعرف ما يحصل في تل أبيب، كما يعرف الإسرائيليون ما يجري في الرياض..»، لخصت هذه العبارة، التي جاءت على لسان رئيس مؤتمر الحاخامات الأوروبيين، «بنخاس غولد شميديت»، جانبا آخر من «حميمية» يراد لها أن تصبح ملمحا أساسيا لعلاقة «السعودية الجديدة» مع (إسرائيل)، كاشفة عن مرحلة جديدة من مسيرة التطبيع الإعلامي بين الرياض و(تل أبيب)، كمقدمة لتقارب استراتيجي ينشده ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان».
حديث «غولد شميديت» مع صحيفة «سبق» الإلكترونية، كان أحدث علامات التطبيع الإعلامي بين المملكة والكيان الصهيوني، حيث امتدح خلاله «بن سلمان» وأثنى على رؤيته وسعيه للتغيير.
وخلال العام الماضي، نشر الموقع الإخباري السعودي «إيلاف» سلسلة غير مسبوقة من المقابلات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، وكان من بين الذين شملتهم المقابلات رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ووزير دفاع سابق، ورئيس المخابرات، وزعيم المعارضة.
وكان هناك اهتمام بالعلاقة بين «إيلاف» والمملكة العربية السعودية، حيث تساءل الكثيرون عما إذا كانت المقابلات علامة على دفء العلاقات بين (تل أبيب) والرياض.
ووصف المحلل السياسي الإسرائيلي «بن كاسبيت» العلاقات الإسرائيلية ـ السعودية بالقصة الغرامية المختبئة خلف كواليس الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، وأكد أن المقابلة التي أجراها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي «غادي آيزنكوت» مع صحيفة «إيلاف» السعودية، هي تبشير بخروج تلك القصة إلى النور، مشيرا إلى أن «آيزنكوت» وصف جنرال سعودي، تحدث خلال مؤتمر رؤساء أركان جيوش في واشنطن، بأنه «تحدث كأني أنا المتحدث».
وكشف «كاسبيت» خلفيات المقابلة التي أجراها «آيزنكوت» مع صحيفة «إيلاف» السعودية، مشيرا إلى أن الطلب بإجراء المقابلة بقي على طاولة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، «رونين منليس»، ثلاثة شهور، وعندما أبلغ الأخير «آيزنكوت» بالطلب، وكان عائدا لتوه من مؤتمر رؤساء أركان جيوش في واشنطن، قال للمتحدث إنه «لن تصدق، جلست هناك وأصغيت إلى أقوال جنرال سعودي، تحدث بدلا من رئيس أركان الجيش السعودي، الذي لا يجيد الإنجليزية، وكان هذا كأني أنا المتحدث».
ولفت «كاسبيت» إلى أن «اختيار إيلاف لم يكن صدفة، إذ إن مالك الصحيفة هو عثمان العمير، أحد أكثر المقربين من الملك السعودي، وكان رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط».
يشار إلى العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» مول صحيفة «إيلاف» التي صدرت في مايو/أيار 2001، وذلك حينما كان أميرا لمنطقة الرياض.
وأجرت القناة الإسرائيلية الثانية مقابلة عبر «سكايب» مع مدير «مركز أبحاث الشرق الأوسط» في مدينة جدة «عبدالحميد حكيم» الذي هاجم حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، معتبرا أنهما تستخدمان الدين لتحقيق مصالح سياسية.
وقال «حكيم» للقناة الإسرائيلية: «هناك خطة سياسية تتبناها المملكة العربية السعودية والدول المتحالفة معها في قمة الرياض، بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، بأنه لن يكون هناك أي مكان في سياسات هذه الدول للإرهاب أو للجماعات التي تستخدم الدين لتحقيق مصالح سياسية مثل حماس والجهاد الإسلامي».
وكان «حكيم» يعلق على قرار السعودية ودول عربية أخرى قطع علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب.
وقال الباحث السعودي: «أعتقد أن هذه الدول أخذت قرارها بتحقيق السلام في الشرق الأوسط وأول خطة اتخذتها تجفيف منابع الإرهاب، ولن يكون هناك أي دور للجماعات الإسلامية - أي جماعات سواء الإخوان المسلمين أو غير الإخوان - تستخدم الدين لتحقيق مصالح سياسية تساعد بنشر الإرهاب، سواء باسم الدين أو باسم المقاومة أو باسم الجهاد»، مضيفا: «حان الوقت لبناء شرق أوسط جديد ينبذ العنف والكراهية».

دعوات للتطبيع
ولم يقف التطبيع الإعلامي عند المقابلات الإعلامية والحوارات الصحفية، حيث دعا إعلاميون سعوديون للتطبيع مع (إسرائيل) والتخلي عن القضية الفلسطينية.
ونشر الإعلامي السعودي «أحمد الفراج» في صحيفة «الجزيرة» السعودية بعنوان: «لك العتبى يا نتنياهو حتى ترضى».
وانتشر قبل المقال بأيام وسم «الرياض أهم من القدس»، وغرد الكاتب السعودي «تركي الحمد»، قائلا: «الرياض أهم من القدس، عفوا يا صاحبي.. لم تعد القضية تهمني.. فقد أصبحت قضية من لا قضية له.. مصدر رزق للبعض وإضفاء شرعية مزيفة لتحركات البعض».
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الكاتب والمحلل الاقتصادي السعودي، «حمزة محمد السالم»، طالب بالتطبيع، والسماح بزيارة (إسرائيل) للسياحة، مؤكدا أنها ستكون «الوجهة الأولى للسعوديين».
كما دعا الكاتب السعودي، «أحمد بن سعيد القرني»، بفتح سفارة إسرائيلية بالمملكة مع تمثيل دبلوماسي عالي، قائلا: «اليهود يكنون لنا الاحترام، ولم يعتدوا علينا، أو يفجروا في بلدنا، وأدعوا الملك إلى فتح سفارة وتمثيل دبلوماسي عالي».

تحالف سياسي
واعتبر رئيس القائمة المشتركة (يضم 4 أحزاب عربية) في الكنيست الإسرائيلي «أيمن عودة»، أن المملكة العربية السعودية تخطت مرحلة التطبيع مع (إسرائيل) إلى تحالف كامل معها بات يشكل خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني.
وفي مقابلة تليفزيونية، أكد «عودة» رفض أي تطبيع وسلام مع (إسرائيل) قبل حل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن السعودية ترتبط ارتباطا مباشرا عبر علاقاتها مع اليمين الصهيوني المتطرف بقيادة رئيس الحكومة الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو».
وأضاف أن السعودية تعتبر الملف الإيراني أهم من الصراع العربي الإسرائيلي، وحليفها الأول في هذا الإطار «نتنياهو» كونها تعتبره الأقدر على تحريض أمريكا ضد إيران.
وتابع: «السعودية تتحالف مباشرة مع أكثر أعداء الشعب الفلسطيني اليمين الصهيوني»، معتبرا أن التحالف السعودي الإسرائيلي أمر مدان ومشين.
وكشفت تقارير إسرائيلية في الأشهر الماضية الأخيرة، أن مسؤولا سعوديا بارزا زار (تل أبيب) سرا، فيما توجهت أصابع الاتهام لولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، الذي يجري تغييرات جذرية في المملكة، اعتبرها مراقبون تمهيدا لعلاقات علنية مع (إسرائيل).
وفي الآونة الأخيرة، بدأت السعودية تعمق علاقاتها مع (إسرائيل) في ظل وجود عدو مشترك وهو إيران، ولكن هذا التعاون المتنامي ما زال سريا؛ حتى لا يمثل مشكلة سياسية لها.
وعلّقت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة «بنيامين نتنياهو»، آمالا كبيرة وغير محدودة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية عبر أرض المملكة وبحرها وجوها.

المصدر | الخليج الجديد