مسعى السعودية للتحكم بالعراق عبر الإعمار بعد انتهاء “داعش”
تقرير هبة العبدالله
نقل الانتصار في المعركة ضد تنظيم “داعش” الإرهابي العراق إلى المرحلة الثانية، أي إعادة إعمار المناطق التي دُمرت نتيجة العمليات العسكرية.
تأمل الحكومة من مؤتمر المانحين المقرر عقده في الكويت في الفترة الممتدة بين 12 و14 فبراير / شباط 2018، والذي ستشارك فيه أكثر من 70 دولة من مختلف أنحاء العالم والأمم المتحدة والبنك الدولي لتقديم مساعدات مادية لدعم العراق، تأمل أن تجمع من المانحين ما قيمته 100 مليار دولار.
وضعت السعودية التي قدمت نفسها كداعم للعراق شروطاً عدة تسبق تقديمها أي مساعدة مادية له. من بين الشروط السعودية أن تعرف مصير الأموال التي ستقدمها لبغداد، برغم تأكيد الأخيرة بأنها ستوظفها لإعادة إعمار المناطق التي دمّرتها الجماعات الإرهابية والعمليات العسكرية.
بالمساعدات المالية ومشاريع إعادة الإعمار تسعى السعودية إلى شق طريق العودة إلى العراق، بعدما نجا الأخير من فخ التنظيمات الإرهابية. هذه التنظيمات كانت قد تلقت دعماً كبيراً من السعودية في جميع المجالات الماديّة والتسليحية والإعلامية واللوجستية لضرب العراق وتخريب بناه التحتية وقتل مواطنيه خلال السنوات الماضية.
كذلك، فإن الانتخابات البرلمانية التي ستجري في مايو / أيار 2018 تثير اهتمام السعودية الطامحة لاستعادة دورها في الساحة العراقية.
في هذا السياق، سُرِّبت معلومات بشأن اتصال هاتفي أجراه السفير السعودي السابق لدى العراق ثامر السبهان، الذي يشغل الآن منصب وزير الدولة لشؤون الخليج، أجراه مع نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي حول الانتخابات النيابية المقبلة. وهذا الاتصال لا يخلو مما يراه كثيرون شبهات تدل على أن السعودية ما زالت تعوّل على مساعدة أطراف داخلية لتقويض العملية السياسية في العراق وعرقلتها بأي شكل من الأشكال.