مقتل الجيراني وربطه بالحراك سيناريو فاشل للنظام السعودي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2188
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تقرير عباس الزين
 أكثر ما يميز النظام السعودي على الصعيد الأمني هو قدرته العجيبة على كشف زيف ادعاءاته بنفسه، وذلك تطبيقاً للمثل القائل: “ومن أفواههم ندينهم”. ولهذا، فإن قضية مقتل الشيخ، محمد الجيراني، تكشف بالدرجة الأولى التخبط الذي تعيشه الرياض في مواجهة الحراك السلمي وناشطيه.
منذ أسبوعٍ، وبالتزامن مع استشهاد سلمان الفرج برصاص قوات الاجتياح التي اقتحمت منزله وأعدمته، أعلنت وزارة الداخلية، بشكلٍ مفاجىء ومن دون أي دليل، استحصالها على معلومات زعمت من خلالها أن من اختطفوا الشيخ الجيراني قتلوه وأخفوا جثته في منطقة مزارع مهجورة.
حينها، حاول النظام السعودي سريعاً استثمار اختطاف الشيخ الجيراني، بتشويه صورة الشهيد الفرج واتهامه بالضلوع في عملية القتل.
بعد مرور حوالي أسبوع على استشهاد الفرج، ها هي الداخلية السعودية تزعم أن قضية الجيراني مرت بمراحل عدة، وأن الشهيد وأخيه المعتقل مدَّا منفذي العملية بالمعلومات والدعم.
واصل النظام السعودي ادعاءاته بأن عملية إعدام الشهيد الفرج في منزله وأمام عائلته جاءت خلال مداهمة تتعلق بقضية الشيخ الجيراني، وهو ما لم تعلنه السلطات السعودية أبداً حين أقدمت على قتل الفرج، بل استحدثته بما يتناسب مع هدفها تشويه صورة الناشطين.
وأكدت مصادر أن فصول المسرحية المستمرة للنظام كانت ستنتهي بعد هدم “حي المسوَّرة”، إذ أن السلطات السعودية كانت حينها تريد الادعاء انها وجدت جثة الشيخ في الحي، لكنها أبقت على جثمانه لاستثماره في ما بعد ضد الناشطين.
ما بدا واضحاً من تسلسل المزاعم السعودية، أن المستفيد من قتل الشيخ الجيراني هو نفسه المستفيد من العثورِ عليه في هذا الوقت تحديداً، وإلصاق تهمة قتله بالناشطين. اعتقل النظام السعودي وداهم وأعدم بذريعة كشف مصير الشيخ الجيراني، لكنه لم يقم إلا بالكشف عن مصير الجثمان الذي كان أصلاً في حوزته من أجل توظيفه ضد الحراك.
قتل ناشط في الحراك، ومن ثم نشر شائعات حول رؤية جثة يقال إنها تعود للشيخ الجيراني، ومن ثم الزعم أن قتل الناشط الفرج جاء خلال مداهمة المتورطين في مقتل الشيخ، يأتي كسيناريو تظهر معالم فشلِه فيه، إذ أنه جاء بشكلٍ تصاعدي يخدم النظام السعودي.
كلما أراد النظام الانتقام من ناشطٍ كان يزيد على قضية الشيخ فصلاً جديداً، ولربما تكتشف جثة الشيخ مرة ثانية، مع اعتقال أو إعدام ناشطٍ جديد، فمن أخرج هكذا مسرحية يُتوقع منه أن يكتشف جثتان لرجل واحد، إذ أن مصدر الكذبِ، والهرطقة، واحد.