“ناشونال إنترست”: “تحالف” السعودية والإمارات أضعف مما هو ظاهر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1575
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الولايات المتحدة / نبأ – تحالف السعودية والإمارات “يمكن أن يكون أضعف مما هو ظاهر”. يؤكد ذلك الباحث في جامعة أوكسفورد البريطانية صمويل راماني، في مقال نشره موقع “ناشونال إنترست” الإلكتروني الأميركي.
يقول راماني، في مقاله الذي نشره موقع “الجزيرة” الإلكتروني بالعربية، إنه “بالرغم من أن السعودية والإمارات لديهما الكثير من المصالح الاستراتيجية المشتركة، وبالرغم من كشف وزارة الخارجية الإماراتية عن لجنة تعاون وتنسيق أمنية واقتصادية مشتركة مؤخراً مع السعودية، فإن الوقوف عن قرب على الديناميكيات الجيوسياسية داخل مجلس التعاون لدول الخليج يكشف أن تحالف الدولتين يمكن أن يكون أضعف مما هو ظاهر”.
احتمالات التوتر بين الدولتين تجد تعبيرها في عدد متزايد من الخلافات في سياستيهما الخارجيتين، يضرب راماني على ذلك مثلاً في اليمن، حيث “تساند كل من السعودية والإمارات قوى مختلفة ومتنافسة، وكانت الدولتان تبنتا نهجين متناقضين تجاه الحرب الأهلية السورية”.
في التعامل مع الأزمات الإقليمية، فإن التباين المتزايد في نهجي الطرفين، السعودية والإمارات، بحسب راماني، فهو يعتبر أن “تصعيداً مستقبلياً للتوتر بينهما مرجح تماماً” و”من الممكن أن يكون أصعب على الحل من التوتر بين الدوحة والرياض”، مضيفاً أن “تفسير ذلك يوجد في طبيعة هذه الخلافات”.
فخلاف السعودية وقطر هو “خلاف على الهيمنة”، أما ذلك الموجود بين الإمارات والسعودية “فينبع من رؤيتين استراتيجيتين متنافستين”، ويمضي راماني أبعد من وجهة نظره هذه بالقول إنه نظراً إلى أن الدولتين “درجتا على استخدام القوة العسكرية والمبادرات الدبلوماسية الأحادية لتشكيل نظام المنطقة وفقاً لرؤية كل منهما، فإن التوترات المتوقع ظهورها بين هذين الرؤيتين المتنافستين ستستمر خلال المستقبل المنظور”.
وتعتمد السياسة الخارجية السعودية على فهم طائفي للصراع في الشرق الأوسط، نابع من هويتها السنية، ويتسبب في قناعتها بأن أي قوة موالية لإيران هي عدو يجب قمعه مهما كانت التكاليف. ومن هذا المنظور، ينطلق راماني ليقول إنه “لكي تواجه إيران، قدمت الرياض الدعم المالي والعسكري للحركات الإسلامية السنية في مناطق الصراع، ونشرت مذهبها “الوهابي” كحصن ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط”.
جذور المواقف
أما أبو ظبي فترفض الرؤية السعودية، وعملت على تشكيل تحالفات غير أيديولوجية في مناطق الصراع، وتدافع عن نهج علماني، وترى أن المجموعات “الإسلامية المتطرفة” خطر على استقرار المنطقة أكثر من إيران. وهذا الاختلاف يعزوه راماني إلى رؤية الإمارات النابعة من قناعتها بأن الشبكات الإسلامية “تتبنى أيديولوجية عابرة للوطن ترفض المساومة السياسية”.
ولذلك، يتابع راماني قوله، “نجد صناع القرار في الإمارات يتبنون نهجاً مرناً اتجاه إيران مقارنة بالنهج السعودي، كما نجدهم يدعمون القوى الشيعية المؤيدة لإيران وتعمل على تعزيز الاستقرار السياسي وترفض تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول الشرق والمؤدية لزعزعة الأوضاع”.
الخلاف بين نهجي الدولتين في اليمن يدور حول خلافاتهما إزاء “التهديد” الذي يمثله الشيعة، وحول “الشرعية السياسية” للمجموعات الدينية “المتطرفة”، وهنا يشرح راماني بأن “النهج الطائفي للنظام الإقليمي للشرق الأوسط الذي تتبعه السعودية تسبب في أن تنظر الرياض إلى قيام حكومة شيعية في اليمن تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران كتهديد مباشر لأمنها الوطني”.