خبراء: تواصل بين تيار نافذ بالسعودية وإيران رغم التوتر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1896
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

محمد عبدالله
 أكد خبراء بمنطقة الشرق الأوسط أن هناك تيارا نافذا في المؤسسات الأمنية والمراكز البحثية داخل السعودية وإيران، مهتما بوجود بعض أشكال التواصل بين البلدين، بصرف النظر عن التوترات السياسية.
وقال مدير«مركز الأبحاث التطبيقية والشراكة مع الشرق»، «عدنان طباطبائي» لموقع «هافت بوست» أن هذا المسار، معروف باسم حوار «المسار الثاني»؛ لأنه لا يتضمن شخصيات حكومية من أي البلدين (المسار الأول).
وتعد هذه العملية حساسة للغاية، فلا يكشف منظمو الحوار عن أسماء الحضور السعوديين أو الإيرانيين أو غيرهم (ممن يكونون عادة خبراء أوروبيين في شؤون منطقة الشرق الأوسط)، ولا يكشفون كذلك عن مكان عقد تلك اللقاءات.
وقال «طباطبائي» إنه «من المفهوم أن يتشارك المشاركون المعلومات والتحليلات مع صانعي السياسة، لكن لم تكن هناك أي متابعات رسمية من أي من الطرفين».
وأشار إلى أن «الأولوية تتمثل في الحفاظ على الثقة والسرية وحسن النية، وهو ما يتضمن تطلعات مثل تلك القاعدة التي يتبعها معهد تشاتام هاوس، وتتعلق بإمكانية تشارك الرؤى المتداولة في المحادثات على الصعيد الداخلي، لكن فقط إن كانت خالية من أي معلومات من شأنها تحديد الشخص أو الجهة التي صدرت عنها تلك الرؤى».
وأضاف: «يكون النجاح حقيقيا في حالة وجود قناة مستمرة يلتقي فيها أشخاص مطلعون من كلا الجانبين ويناقشون التطورات الجارية، ويفعلون ذلك بأسلوب متحضر تكون فيه المناقشات صريحة لكن تتسم بالاحترام».
وأردف: «يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يختلطوا ويقيموا علاقات شخصية وإنسانية ببساطة مع بعضهم بعضا خلال استراحات القهوة والغداء والعشاء ».
وتابع: «تمكنا طيلة السنتين ونصف السابقة من جمع المشاركين من كلا البلدين معا 6 مرات، وقمنا بمحادثات مستمرة تبني على ما سبقها من جولات».
وبعد 4 جولات، أصدر المنظمون تقارير موجزة من أجل تشارك وجهات النظر والمخاوف التي ساقها السعوديون والإيرانيون؛ وعقدوا كذلك اجتماعات في عواصم بمختلف أنحاء العالم.
ويرى المسؤولون الحوار مفيدا لأنه يحافظ على العلاقات بين مجموعات متسقة بشكل كبير، ويغطي بشكل متعمد عددا من المسائل، من بين هذه المسائل حتى الآن أزمة اللاجئين، والمخاوف البيئية والتهديدات التي يشكلها مسلحو «الدولة الإسلامية»، وخطط تقليل اعتماد البلدين على عائدات النفط.

الالتقاء وجها لوجه
وبحسب «ريتشارد نفيو»، أحد كبار مسؤولي وزارة الخارجية الامريكية السابقين الذي شارك في أوسع محادثات مع إيران على مدى عقود بصفتها جزءا من الدبلوماسية النووية لإدارة «أوباما»، فإن مجرد الالتقاء وجها لوجه بشكل منتظم والتعرف على طرق الفريقين من الممكن أن يسهل على كلا الطرفين الاتسام بالنزاهة.
وذكر «نفيو» شيئا مشابها حدث خلال هذه المفاوضات، فقال لموقع «هافت بوست»: «في هذه المحادثات الأولية، كانت أبعاد ما يمكن أن تقوله وما يمكن مناقشته مختلفة إلى حد بعيد عن تلك الأبعاد بعد عام ونصف من المحادثات».
وأضاف: «الالتزام بالحوار حتى مع قطع السعودية وإيران علاقاتهما رسميا وتصعيد حدة خطاباتهما يرسل إشارة مهمة مفادها أن كلا الطرفين يتعاملان مع المحادثات بجدية، وأن بعض الثقة الحقيقية قد تطورت».
وقال أحد المسؤولين الحكوميين الغربيين للموقع ذاته: «من المثير للإعجاب حقا كيف أن طباطبائي وفريقه قد حافظا على هذه المراسلات حتى بعد كل الأحداث الرهيبة التي وقعت خلال السنوات الثلاث الماضية».
وفي المقابل يؤكد «سيد حسين موسوي»، وهو دبلوماسي إيراني سابق عمل على التعاون مع السعوديين: «لطالما كان الإيرانيون مستعدين، خلال فترة الملك الراحل عبدالله، وكانت الرياض مستعدة لسماع وجهة نظر الإيرانيين، لكن الأمر لم يعد كذلك في حقبة الملك سلمان الحالية».
«موسوي» الذي يعمل الآن باحثا بجامعة «برينستون» يرى الإحجام السعودي جزءا من القلق حول الصفقة النووية وتواصل إيران مع الغرب.
وكانت السعودية قد سعت لسنوات أن تجعل حليفها الأمريكي يعمل بصفته قوة موازنة في المنطقة، في الوقت الذي دفعت فيه إيران المتشككة في نوايا واشنطن والأكثر ثقة بقدراتها إلى تشكيل الشرق الأوسط على أساس ثنائي، وذلك بحسب دراسة لمركز أبحاث «راند» الأمريكي، أجريت عام 2009.
ويقول مساعد كبير في الكونغرس، يعمل على تعظيم جهود الإدارة الأمريكية في تعزيز الحوار السعودي الإيراني، لـ«هاف بوست» إن «ثمة إحباطا في الدوائر التقدمية من أن مساعدي أوباما السابقين لم يكونوا أكثر صراحة، خاصة أن تجربتهم تشير إلى استعداد إيران للتواصل مع خصومها».
ويعتقد بعض المحللين أن ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» حين يظن أنه قد بسط سيطرته وعزز مكانة المملكة في الخارج، حينها فقط قد يعدل خطابه ويحاول التوصل إلى توافق مع إيران.
ويقول الخبراء إن الرياض وطهران حافظتا عمليا لوقت قصير نسبياعلى استعداد حكومتيهما للدخول في تواصل من هذا النوع.
ورغم الانطباعات بأن الخلافات الطائفية قد تحول دون تواصل مفتوح بين الجانبين، إذ إن معظم السعوديين من السنة ومعظم الإيرانيين من الشيعة، يقول المحللون إن الخلافات الدينية ليست هي العامل الحاسم، وقد تكون الاختلافات في النظم السياسية ذات أهمية أكبر، إذ تدعم إيران فكرة الثيوقراطية شبه الديمقراطية وتصدرها إلى خارج إيران، وهي فكرة يعدها السعوديون تهديدا للنظام السياسي بالمملكة.

المصدر | الخليج الجديد + هاف بوست