بيع صواريخ “إس 400″ الروسية لتركيا وإيران والسعودية تخلق توازنا عسكريا في الشرق الأوسط

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2179
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وتهمش الولايات المتحدة.. إسرائيل قلقة.. وسورية قد تكون الوجهة الجديدة
باريس – “رأي اليوم”:
 تخطط روسيا للتقليص من النفوذ العسكري والسياسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهذه المرة وجدت في بيع أسلحة منظومة مثل منظومة “إس 400″ الى دول المنطقة متضاربة المصالح مثل إيران والسعودية خير وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
فقد خلفت روسيا الحدث عندما وافقت على بيع تركيا منظومة الدفاع الجوي “إس “400 التي تعتبر الأكثر تطورا في العالم ويمكنها اعتراض الطائرات والصواريخ، ولم يصدق الحلف الأطلسي من قرار الرئيس طيب أردوغان اقتناء هذه المنظومة وهو الذي بلده تعد رئيسية في الحلف الأطلسي.
واعترضت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة على الصفقة، لكن قلق الغرب زاد مع قرار روسيا فتح مفاوضات مع إيران من أجل صفقة مماثلة، وكانت المفاجأة الكبرى هي قرار السعودية بدورها اقتناء هذه المنظومة، وهي تباشر مفاوضات عسكرية مع روسيا بعد زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى موسكو في زيارة تاريخية، وتأتي زيارة سلمان الى موسكو في وقت بدأت شكوك الدول العربية تحوم حول مدى إخلاص الولايات المتحدة لحلفاءها، وهذا يجعل فرضية اقتناء “إس 400″ واردة، وبدورها تعرب مصر عن نيتها اقتناء صواريخ “إس 400″، مما يزيد من قلق واشنطن، علما أن مصر بدأت الرهان على السلاح الروسي.
ويخلف توجه دول الشرق الأوسط وخاصة حلفاء الولايات المتحدة الى روسيا لاقتناء “إس “400 قلقا في الولايات المتحدة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، ميشيل بالدانزا، منذ أسابيع تعليقا على إعلان السعودية عن إبرامها صفقة مع روسيا حول شراء أحدث أنظمة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية “إس-400″، “إننا نشعر بقلق من شراء بعض حلفائنا لمنظومة “إس-“400، لأننا شددنا مرارا على أهمية الحفاظ على التوافق التشغيلي (لأنظمة الحلفاء) مع أنظمة أسلحة الولايات المتحدة والدول الأخرى في المنطقة، وذلك خلال تنفيذ صفقات عسكرية كبيرة خاصة بشراء الأسلحة، لأن ذلك ضروري لمواجهة التهديدات المشتركة”.
وكانت الولايات المتحدة قد أحدث تحولا في الشرق الأوسط عندما باعت ومنذ الثمانينات طائرات مقاتلة من نوع ف 15 وف 16 الى دول المنطقة، وخاصة الى مصر وتركيا والعربية السعودية، حيث ضمنت تفوق عسكري، لكنه تفوق لم يقلق إسرائيل، ويأتي اليوم دور روسيا التي تحدث انقلابا عسكريا من خلال بيعها منظومة الصواريخ “إس “400 التي تضمن الأمن القومي للدول التي ستقتنيها وتجعل التفوق الجوي لدول مثل إسرائيل محط تساؤل.
ويمكن قراءة قرار بيع روسيا لهذه المنظومة الدفاعية الجوية المتطورة هو ترسيخ نفسها كمرجع للقرار السياسي في التطورات الحالية والمقبلة، ومساهمتها في إرساء نوع من التوازن العسكري بين دول المنطقة، مما يجعل هجوم دولة على أخرى يتراجع في ظل دفاعات جوية متوازنة تبطل مفعول المقاتلات والصواريخ.
وقد نجح التدخل الروسي في شمل “الدولة الإسلامية” عسكريا وطردها من سوريا أكثر بكثير من دور الولايات المتحدة، وهذا يجعل منها ذات كلمة مسموعة في الشرق الأوسط وبالخصوص بعد تعاظم التنسيق مع تركيا، وها هي الآن سائرة في فرض توازن عسكري جديد وتقليص الهيمنة العسكرية الأمريكية بذكاء.
ومن زاوية عسكرية محضة، فصفقة صواريخ “إس “400 بقيمة ملياري دولار قادرة على معادلة صفقات أمريكية للدول العربية بعشرات الملايير من الدولارات، وإذا اقتنت السعودية ف 35 بمبالغ خيالية فلن تنفعها في أي مواجهة مع إيران إذا كانت هذه الأخيرة تمتلك “إس “400، كما أن صواريخ إيران المتطورة لم تنفع ضد السعودية إذا امتلكت الأخيرة صواريخ “إس 400″.
انها منظومة صواريخ روسية قلبت كل معادلات القوة التقليدية في المنطقة رأسا على عقب، وهناك مخاوف إسرائيلية جدية في إمكانية وصولها الجيش السوري، او انها وصلت فعلا، ولكن لم تعط موسكو الضوء الأخضر رسميا باستخدامها.