السعودية والإمارات تشاركان في اجتماع واحد مع ممثل لـ(إسرائيل)
إسلام الراجحي
تحضر (إسرائيل) لأول مرة اجتماع قادة جيوش «التحالف الدولي» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، إلى جانب دول عربية من بينها السعودية والإمارات.
ويمثل (إسرائيل) في الاجتماع المقرر له في العاصمة الأمريكية واشنطن، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق «غادي آيزنكوت»، بحسب «روسيا اليوم».
وعلى الرغم من أن (إسرائيل) لا تشارك رسميا في عمليات هذا التحالف، ولم تدع لمثل هذه اللقاءات من قبل، لكن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال «جوزيف دانفورد»، الذي يترأس المؤتمر، قرر في هذه المرة تغيير قواعد عقد اللقاء ليتمكن نظيره الإسرائيلي من المشاركة فيه.
وبحسب صحيفة «معاريف»، فإن «آيزنكوت» غادر إلى واشنطن للمشاركة في الاجتماع.
وسيشارك في هذا المؤتمر رؤساء هيئة الأركان لجيوش الأردن ومصر والسعودية والإمارات، وأيضا دول غربية أعضاء في حلف الناتو، إذ سيختتم هذا الاجتماع يوم الأربعاء المقبل، علما أن وزير الدفاع الإسرائيلي «أفيغدور ليبرمان»، موجود هو الآخر حاليا في واشنطن.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صدر عنه بهذا الصدد: «سيقوم القادة خلال هذا الاجتماع بمناقشة التحديات الأمنية المشتركة والتقييمات للأوضاع والتطورات في مجال الأمن، التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى قضايا التعاون العسكري».
وسيلتقي «آيزنكوت»، ومعه مرافقوه، الملحق العسكري الإسرائيلي في واشنطن اللواء «ميكي أدلشطاين»، ورئيس قسم العلاقات الخارجية في الجيش العميد «إيريز دافيد مايزل»، على هامش المؤتمر بجهات أمنية أمريكية، وسيتابع تمرين «سايبر» مشترك للجيش الإسرائيلي وقيادة وحدة «السايبر» في الجيش الأمريكي.
وتقوم (إسرائيل) منذ أسابيع بنشاطات محمومة، شملت زيارات لروسيا والولايات المتحدة، خشية من إمكانية نشر إيران أو الموالين لها قوات بالقرب من الحدود الإسرائيلية الشمالية مع سوريا، وقريبا من هضبة الجولان المحتلة.
وتحاول (إسرائيل) بمثل هذه اللقاءات تجنيد دعم لمواقفها، بعرضها هذا الطلب كخط أحمر غير مسموح تجاوزه.
ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).
بيد أن الأيام الأخيرة، شهدت انطلاق دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات).
وفي وقت سابق، كشف «نتنياهو»، عن وجود علاقات «غير مسبوقة» بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغير بـ«الأمر الهائل».
وقال عبر حسابه على «تويتر»: «ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل».
ومؤخرا، أعلن مسؤول دبلوماسي إسرائيلي أنه سيسجل قريبا تطور في العلاقات بين (إسرائيل) وبعض دول الخليج، بينما نشرت صحيفة «التايمز» اللندنية، أن (إسرائيل) والسعودية تجريان اتصالات بينهما لتطبيع العلاقات التجارية، وأن الرياض قد تفتح مكتب مصالح في (تل أبيب).
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نشرت مؤخرا، أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بلورت اقتراحاً يقول إنها ستوافق على القيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع (إسرائيل) حال قيام حكومة «بنيامين نتنياهو» بخطوات من قبلها إزاء الفلسطينيين، كتجميد البناء بشكل جزئي في المستوطنات وتخفيف القيود المفروضة على التجارة مع قطاع غزة.
ويعتمد التقرير على تفاصيل من الوثيقة التي تمت صياغتها بين ممثلي دول عربية عدة، ويشير إلى أن السعودية والإمارات اطلعتا الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) على الاقتراح الذي يشمل خطوات مثل تأسيس خطوط اتصال مباشر بين (إسرائيل) وبعض الدول العربية، والسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في أجواء دول الخليج، ورفع القيود المفروضة على التجارة مع (إسرائيل).
ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت (تل أبيب) مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.
المصدر | الخليج الجديد + وكالات