لماذا غاب الأمير محمد بن سلمان عن استقبال أمير الكويت ومأدبة الغداء التي أُقيمت على شَرفه؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2035
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وما هي الاحتمالات الأربع المُتعلّقة بمُستقبل القمّة الخليجيّة المُقبلة في الكويت؟ وهل حقّقت الجولة الخاطفة للأمير الكويتي أغراضها أم زادت الأُمور تعقيدًا؟
لندن ـ “رأي اليوم” ـ مها بربار:
 اختتم الشيخ صباح الأحمد الجابر، أمير دولة الكويت زيارةً خاطفةً وسريعةً إلى الرياض اليوم الإثنين، اجتمع خلالها بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي أقام حفل استقبال، ومأدبة غداء على شرفه في قصر الحُكم بحُضور عددٍ كبيرٍ من الأُمراء والوزراء ورجال الدّولة.
كان لافتًا أن أمير الكويت جرى استقباله من قبل الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، وليس من قبل العاهل السعودي نفسه، الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام من قِبل بعض الكويتيين على وسائط التواصل الاجتماعي.
العُرف الدّبلوماسي السّعودي المُتّبع لا يُؤكّد على خُروج العاهل السعودي إلى المطار لاستقبال ضُيوف المملكة، ولكن جَرى كَسر هذهِ القاعدة البروتوكوليّة أكثر من مرّةٍ، وحسب طبيعة العلاقات بين البلدين، فبينما لم يخرج العاهل السعودي إلى مطار الرياض لاستقبال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بعد تصريحاتٍ ومُقابلاتٍ اعتبرها السعوديون غير لائقة، حرص الملك سلمان بن عبد العزيز على استقبال الرئيس دونالد ترامب في المطار عندما اختار العاصمة السعوديّة كأول عاصمة يزورها بعد تولّيه مهام السلطة رسميًّا في أيار (مايو) الماضي.
بالاطلاع على أسماء الأُمراء الذين حَضروا مأدبة الغداء التي أقامها العاهل السعودي لضيفه الكويتي التي وردت في برقيّة وكالة الأنباء السعوديّة “واس″، لوحظ أيضًا غياب حضور الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد عن حَفل الاستقبال ومأدبة الغداء.
قيادة المملكة العربية السعودية، وحسب مصادر إعلاميّة مُقرّبة من القصر، لم تكن مرتاحةً للدّور الكويتي في الأزمة الخليجيّة، والدّور الحِيادي الذي اتّسم به، وكانت تُفضّل مَوقفًا كُويتيًّا أكثر انحيازًا للدّول الأربع المُقاطِعة لدولة قطر، وعَبّر عن هذا الموقف أكثر من كاتبٍ سعودي، أبرزهم عبد الرحمن الراشد، الذي أعاد تذكير السلطات الكويتيّة بالدّور السعودي في الوقوف إلى جانبها أثناء أزمة احتلالها من قِبل القوّات العراقيّة صيف عام 1990، وقال ما مَعناه أنه لولا الدّور السعودي لما تحرّرت الكويت، وأثار هذا المقال الذي نُشر في صحيفة “الشرق الأوسط” الكثير من الجَدل والانتقاد في الصحافة الكويتيّة وحسابات المُغرّدين الكويتيين على وسائط التواصل الاجتماعي.
انعقاد القمّة الخليجيّة المُقبلة في الكويت تَصدّر مباحثات أمير الكويت الزائر، وتقرير وكالة الأنباء السعوديّة الرسميّة كان عُموميًّا، وقال “أن الاجتماع بين العاهل السعودي والأمير الكويتي شهد استعراضًا للعلاقات الأخويّة الوثيقة، ومُجمل الأحداث في المنطقة، بالإضافة إلى بحث عددٍ من الموضوعات ذات الاهتمام المُشترك”، ولم يتطرّق مُطلقًا إلى الأزمة الخليجيّة، ولا موضوع انعقاد القمّة الخليجيّة المُقبل في الكويت الذي كان على قمّة جدول الأعمال بسبب ما يُمكن أن يترتّب عليه من إشكالات.
مصدرٌ خليجيٌّ موثوق أكّد لـ”رأي اليوم” أن هناك ثلاثة احتمالات بشأن هذهِ القمّة ومصيرها:
الأول: أن يتم تأجيلها بِضعة أشهر ريثما يتقرّر مصير الأزمة الخليجيّة صُلحًا أو قطيعةً دائمة، أو تغييرًا للنّظام القطري.
الثاني: الدعوة إلى انعقادها في العاصمة السعوديّة الرياض بدون دولة قطر.
الثالث: أن تُعقد في الكويت في مَوعدها المُقرّر، ودون توجيه الدّعوة لدولة قطر للمُشاركة فيها.
الرّابع: حُدوث انقسام في مجلس التعاون الخليجي إلى مُعسكرين، الأول يضم قطر وسلطنة عمان، ووقوف الكويت على الحياد، ممّا يعني أن القمّة الأخيرة في البحرين التي انعقدت في شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي قد تكون آخر القِمم الخليجيّة بالصّورة المُعتادة.
من الصّعب ترجيح أي من هذهِ الاحتمالات الأربعة، فلم يَصدر عن الجانبين السعودي والكويتي أي بيان، أو تصريح، في أعقاب زيارة الشيخ صباح الأحمد الخاطفة للرياض، ولكن هناك مُؤشّرات تميل أكثر إلى التأجيل، لأن السلطات الكويتية لا تريد أن يحدث انقسامًا في مجلس التعاون على أرضها، كما أنها لا تُحبّذ استثناء أي دولة عضو في المجلس من الحُضور في حال انعقاد القمّة على أرضها، وِفق ما ذَكره مصدر كويتي لـ”رأي اليوم”.
الأسابيع المُقبلة سَتكون حاسمةً في هذا الصّدد، ولا بُد من مُتابعة الصّحف ومواقع التواصل الكويتيّة بحثًا عن “تسريباتٍ” عن زيارة الشيخ صباح للرياض، وما إذا كان سَيتوجّه إلى دولة الإمارات والبحرين وقطر ضمن جولةٍ استكماليّةٍ في إطار وَساطته، وفي حال القِيام بهذهِ الجَولة، فإن هذا يعني حُصول “مُرونةٍ” في مَوقف الرياض، ولكن لا توجد أي مُؤشّرات في هذا الصّدد، بل المَزيد من التشدّد والتصلّب في مَواقفها تُجاه الأزمة.