محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: "أولئك الذين ساندوا الرياض خضعوا للابتزاز"

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3538
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

لوران دي سانت بيرييه
صحفي متخصص في المغرب العربي والشرق الأوسط، ويغطي بشكل خاص أحداث سوريا ومصر وإيران، وهو أيضا متخصص في الشأن الغابوني
ندد محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بمناورات اللجنة الرباعية لحشد مؤيدين آخرين لقضيته
ترجمة وتحرير: نون بوست
 يشعر وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، البالغ من العمر 36 سنة، بالمرارة عندما يتذكر الحصار الذي فرضته الدول الشقيقة الأربع على الإمارة الصغيرة، منذ الخامس من شهر حزيران/ يونيو، والدول الإفريقية التي نسجت على منوالها.
بالقرب من الدوحة، أصبحت باريس المحطة المفضلة للماراثون الدبلوماسي القطري. وبتاريخ 15 أيلول/ سبتمبر، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي استقبل الأمير تميم، إلى رفع تدابير الحظر "في أقرب وقت ممكن". وبعد عشرة أيام، جاء وزير الخارجية القطري للتعبير عن موقفه أمام قاعة كاملة، في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية. والتقى صحيفة "جون أفريك" في جناحه في فندق "رويال مونسو"، الذي يعتبر من أحد العقارات التي تمتلكها الإمارة القطرية في باريس.
الصومال عانت من أعمال انتقامية لعدم طاعتها لهم: فقد تم إلغاء المساعدات الإنسانية المخصصة لها، فضلا عن تعرض بعض السياسيين الصوماليين للابتزاز. وعلى الرغم من ذلك، ظلت الحكومة ثابتة
جون أفريك: بعد مرور أربعة أشهر على بداية الأزمة، كيف تفسر الهجمات التي تقوم بها اللجنة الرباعية، التي تتألف من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر، متهمة
قطر بتمويل الإرهاب؟
محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إنها خيانة، وبمثابة سكين في الظهر جاءت من ناس كنا نعتبرهم أصدقاء لنا، وها هم الآن يهدفون إلى زعزعة استقرار نظامنا من أجل تغييره، وذلك من خلال اتخاذ سيادتنا كرهينة. في الحقيقة، ليست القضية الحقيقية في هذه الحالة الإرهاب، فضلا عن أن اتهاماتهم ليس لها أي أساس من الصحة.
في هذه الأزمة، لعبت أفريقيا دور الرهينة، وقد وقفت ست بلدان في القارة رسميا في صف اللجنة الرباعية. فما رأيك في ذلك؟
لا، انضمت إلى صف اللجنة الرباعية خمس بلدان. وفي حين يرى البعض أن ليبيا هي إحدى هذه البلدان، فإنه في الواقع، لم ينضم للحصار سوى الشق غير الشرعي في ليبيا، في حين أن الحكومة الشرعية في طرابلس تدعمنا.
ومع ذلك، لم تقف في صفكم أي دولة أفريقية
اجتمع الأمير خمس أو ست مرات برئيس الاتحاد الأفريقي، ألفا كوندي. من جانب آخر، فرضت اللجنة الرباعية جميع نفوذها في القارة منذ بداية الحصار، حيث يريدون دفع الدول الأفريقية إلى النسج على منوالها. وقد قاوم معظمهم وظلوا مخلصين لمبادئ القانون والنظام الدوليين. أما أولئك الذين استسلموا فقد تعرضوا إلى الابتزاز أو قبضوا مبالغ مالية ضخمة.

هل لديك أمثلة؟
في الحقيقة، لقد كنا أول دولة عربية استثمرت في جزر القمر، ودعمناها سياسيا، وحتى موّلنا مشاريعها الإنمائية، ولكنهم غيروا موقفهم فجأة بسبب العرض المقدم لهم. وفي هذه النقطة، تجدر الإشارة إلى أن الصومال عانت من أعمال انتقامية لعدم طاعتها لهم: فقد تم إلغاء المساعدات الإنسانية المخصصة لها، فضلا عن تعرض بعض السياسيين الصوماليين للابتزاز. وعلى الرغم من ذلك، ظلت الحكومة ثابتة…
تؤيد جيبوتي دول الحصار. هل هذا هو السبب في أن قطر قررت سحب قوات حفظ السلام الخاصة بها، المتمركزة على الحدود مع إريتريا؟
في جيبوتي، تملك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مكانة قوية، فضلا عن سيطرتها على ميناء دوراليه وعملها على تركيز قاعدة عسكرية هناك قريبا. وعندما قرر ذلك البلد أن يتجاوب معها، سحبنا بفعالية قواتنا لحفظ السلام. وفي الاثني عشر ساعة التالية، تم إخلاء الإقليم من قبل القوات الإريترية. في هذه الحالة بالذات، نحن نرى بوضوح شديد كيف تؤثر هذه الأزمة على القارة.

في البداية قطعت السنغال علاقاتها مع قطر، ثم بعد ذلك قامت بتعديل موقفها، كيف تفسر هذا التطور؟
لا أدري ماهي الوعود التي تلقتها السنغال، لكننا كنا واضحين: فالدول التي تصطف إلى جانب موقف اللجنة الرباعية ستكون ضد قطر، وهي دولة ذات سيادة. فهم يؤيدون تغيير النظام الذي يرغب المعتدون في فرضه علينا. وفي نهاية المطاف، أدركت داكار أنها اتخذت قرارا خاطئا. وفي هذا السياق، صرح الرئيس السنغالي، ماكي سال، للأمير بأنه خُدع ويريد إعادة نقل سفير السنغال إلى الدوحة.

هل يمكن أن تضر حقيقة لجوء الوزير السابق السنغالي، كريم واد، إلى قطر بعد الإفراج عنه خلال شهر حزيران/ يونيو 2016، بعلاقات الدوحة مع داكار؟
لا، تمّ التعامل مع قضية كريم واد على أنها قضية إنسانية، وبموافقة من الحكومة السنغالية. ولن نتدخل أبدا دون الحصول على إذنه.
تطور الموقف التشادي أيضا، ولكن في الاتجاه المعاكس...
كنا نربط علاقات جيدة مع إدريس ديبي اتنو حتى شهر حزيران/ يونيو. وها هو الآن يتهمنا بدعم المعارضة لزعزعة استقرار نظامه! وفي حين أننا ندعم المعارضة المسلحة التشادية في ليبيا، إلا أننا لم نؤيد قط تلك التي تقاتل إلى جانب الجنرال حفتر. كما سنقوم بتمويل تيمان إرديمي، أحد قادة المتمردين الذين لجأوا إلى الدوحة، علما بأننا رحبنا به كجزء من اتفاق السلام في دارفور بين تشاد والسودان.
فضلا عن ذلك، هو تحت مراقبتنا، ونحن نتأكد من أنه لا يقوم بأي نشاط سياسي، ولكن إذا علمت الحكومة التشادية بمعلومات غير التي نعرفها فيجب عليها إعلامنا حتى نتخذ الإجراءات اللازمة. ولسائل أن يسأل لماذا حصلت تشاد، بعد وقت قصير من إعلانها عن دعمها للجنة الرباعية، على مؤتمر يتمحور حول إعادة إعمارها في الإمارات العربية المتحدة؟

في تونس، تمت عملية طرد الأمير المغربي مولاي هشام، الذي يعتبر من خصومكم، هل هو إجراء انتقامي بسبب العلاقات التي يربطها مع قطر؟
ليس لدينا علاقة مع مولاي هشام ولا نعرف ما حدث. في المقابل، لدينا علاقات جيدة جدا مع الرئيس التونسي، وهذا البلد هو حليفنا في مكافحة التطرف: وبفضل صندوق الشباب الذي أنشأناه في هذا البلد، حصل قرابة 20 ألف تونسي على وظيفة، ولم يسلكوا طريق الجهاد، على الرغم من أن التونسيين هم أول وحدة أجنبية في صفوف الجماعات الإرهابية. في الواقع، يدفع خصومنا الناس إلى التطرف ثم يقاتلونهم.

لماذا انضمت الغابون، البعيدة جغرافيا وغير المعنية بالجهادية، إلى صفوف اللجنة الرباعية؟
ربما يكون ذلك بسبب السوق التجارية، فبعض الدول فقيرة. وذلك لا يمكن إلقاء اللوم عليها بسبب الاستسلام للإغراءات، ولكن يجب على المجتمع الدولي أن يدين الفاسدين.
الجزيرة وكالة أنباء مستقلة، تمولها الحكومة، على نفس النموذج الذي تستخدمه شبكة بي بي سي في المملكة المتحدة. وتُقدم برامجها وجهات نظر مختلفة

ألا تستخدم قطر أيضا أموالها لخدمة سياستها الدبلوماسية؟
نحن لا نلجأ إلى مثل هذه السياسات، بل نطمح إلى التطور والتنمية، وبطبيعة الحال، هذا ما يعزز من علاقاتنا مع البلدان الأخرى. ولكن، انظر إلى مثال جزر القمر: لم يكن لنا أي فائدة منها.
هناك بلد آخر معادي لقطر وهو موريتانيا...
نعم، ومع ذلك، منذ وصول الشيخ تميم إلى سدة الحكم، كانت هناك عدة زيارات رسمية بين البلدين. لم تكن هناك مشكلة بينهما. ونحن نعتقد أن الموقف الموريتاني في هذه الأزمة كان مدفوعا بالعمليات الدبلوماسية الأخيرة للجنة الرباعية.

على العكس من ذلك، هل كانت مساعدة المغرب لكم، على الرغم من قربه من المملكة العربية السعودية، مفاجئة لكم؟
لا، لطالما كان المغاربة شركاء موثوق بهم، حيث تدرك السلطة في الرباط جيدا أن هذه الأزمة لا أساس لها من الصحة. لذلك، هي تُعتبر وسيطا فعالا في هذه الأزمة.
كثيرا ما اتُهمت قطر بتمويل الجماعات الإرهابية بشكل غير مباشر في منطقة الساحل الأفريقي من خلال المؤسسات الإنسانية. فماذا تقول بشأن هذه الاتهامات؟
في إحدى المرات، وقعت تبرعات من الهلال الأحمر القطري في الأيدي الخطأ. لقد كان خطأ، ولم يكن هناك أي شيء يثبت أن قطر تحيك لعبة مزدوجة. ولم تفعل قطر أي شيء لزعزعة استقرار منطقة الساحل. وعلى النقيض من ذلك، تفاوضنا على الاتفاق بين طوباس وطوارق في جنوب ليبيا، فضلا عن اتفاق السلام في دارفور. وتعهدّنا بتقديم 500 مليون يورو لإعادة إعمارها.

ألم تكن بعض المنظمات غير الحكومية القطرية على علاقة ببعض الجماعات المتطرفة المتمركزة في منطقة الساحل الأفريقي؟
لا، وحيال هذا الشأن، طلبت منا النيجر، منذ بداية الحصار علينا، عدم إغلاق وكالاتنا الخيرية، على الرغم من أنه يعتقد أنه من المناسب تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في الدوحة.

كانت تتعرض قناة الجزيرة، التي تمولها قطر، لانتقادات لاذعة في المغرب العربي، وقد اضطرت إلى إغلاق مكاتبها في مصر. ألا تعتقد أن هذه القناة قد لعبت بالنار خاصة خلال الربيع العربي؟
إن الجزيرة وكالة أنباء مستقلة، تمولها الحكومة، على نفس النموذج الذي تستخدمه شبكة بي بي سي في المملكة المتحدة. وتُقدم برامجها وجهات نظر مختلفة، ولعل هذا ما يخيف بعضهم في الجزائر أو الرباط أو نواكشوط.
ملاحظة:حاولت صحيفة جون أفريك دون جدوى إجراء مقابلة مع مسؤول دبلوماسي سعودي حتى يتمكن من الرد على اتهامات الوزير القطري. وقد اتصلنا عدة مرات، ولكن أخبرنا السفير السعودي في فرنسا، خالد بن محمد العنقري، إنه "مشغول جدا" ولا يستطيع الإجابة عن أسئلتنا.
المصدر: صحيفة جون أفريك