دراسة إسرائيليّة: دعم السعوديّة لانفصال الأكراد زاد كثيرًا من حدّة التوتّر مع إيران وتركيّا ويد الجمهوريّة الإسلاميّة هي العليا والرياض تُقامر بالتحالف السُنيّ

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2320
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 رأت دراسة جديدة أعدّها ونشرها مركز بيغن-السادات، للأبحاث الإستراتيجيّة أنّ إيران تُهدد الآن علنًا ​​بتفكيك المملكة العربيّة السعوديّة لدعمها لاستقلال الأكراد والانفصال عن العراق، وهذا التصاعد في التوترات له آثار لا على هذين البلدين فحسب، بل على المنطقة والعالم أجمع، ومن الجدير بالذكر أنّه يتحتّم على إسرائيل أنْ تتذكّر أنّ الشرق الأوسط آخذ بالتقلّب أكثر فأكثر، ويجب على الولايات المتحدة أنْ تصقل عزمها على احتواء إيران، على حدّ تعبيرها.
وتابعت قائلةً إنّ النزاع الإيرانيّ-السعوديّ على السيادة في الشرق الأوسط ليس جديدًا، ففي وقتٍ مبكرٍ من الثمانينات، في طرابلس، لبنان، دعم السعوديون قوات الميليشيات السنية في كفاحهم مع العلويين للسيطرة على أهم مدينة في لبنان في الشمال. ومنذ ذلك الحين، قام حزب الله، وهو أوّل وأهّم ميليشيا إيرانيّة في العالم العربي الناطقة بالعربيّة، بإرسال مقاتلين إلى المدينة لدعم الأقلية العلوية مع عملاء نظام الأسد، التي كانت قد تحالفت مع إيران آنذاك، وكانت هذه هي العلاقة الإستراتيجيّة الأطول والأكثر دوامًا ومرونةً بين أيّ دولتين في الشرق الأوسط .
ومنذ ذلك الوقت، أوضحت الدراسة، توسع الصراع بينهما، فإيران، التي كان لها في العام الماضي اليد العليا في الحرب ضدّ السعوديين في سوريّة، تُهدد الآن بتجزئة الدولة السعودية نفسها. وحذّر زعيم حزب الله حسن نصر الله، أنّه إذا استمرّت في دعم الأكراد العراقيين المحاصرين بعد إعلان استقلالهم، فسوف يعمل على تفكيك الدولة السعوديّة.
وتابعت أنّه من الصعب على أيّ شخص في الشرق الأوسط أنْ يطلب من نصر الله توضيح الطبيعة الدقيقة لهذا التهديد، لافتةً إلى أنّ الشيعة كانوا يسكنون منطقة (الأحساء) في السعودية قبل أنْ تصبح المنطقة مركزًا للاكتشافات النفطية السعودية وإنتاجها، وكلّما تمّ اكتشاف المزيد من النفط وإنتاجه في المنطقة، ازدادت حدّة تهميش الأقلية الشيعية في السعودية السنية.
وقد سبقت هذه الديناميكية الثورة الإيرانيّة، لكنْ ازدادت كثيرًا مع قيام إيران، بسياسةٍ خارجيّةٍ ثوريّةٍ لإضعاف الدول العربيّة، وكان أحد أهدافها الرئيسية هي السعودية، أغنى دولة عربية، ومصر، الأكثر اكتظاظًا بالسكان ويُفترض أنّها الأقوى.
ورأت الدراسة أنّه ليس من المستغرب أنْ يختار نصر الله احتفالات عاشوراء لإيصال هذا التهديد إلى السعودية، مُوضحةً إنّه في العقدين الأخيرين تشوب ذكرى عاشوراء هجمات انتحارية واسعة النطاق تشنها الجماعات المتطرفة السنية في المدن الشيعية المقدسة في العراق. إيران، والحكومة العراقية، وكثير من الشيعة مقتنعون بأنّ الدعم الماليّ السعوديّ كان حاسمًا في شن هذه الهجمات والمذابح اللاحقة حيث سحق الأفراد في الحشود بعضهم بعضًا بينما حاولوا الفرار من مكان الحادث.
بناءً على ما تقدّم، شدّدّت الدراسة، على أنّ موقف إيران بات واضحًا: إذا شاركت السعودية في تقسيم العراق الذي يهيمن عليه الشيعة من خلال دعم الأكراد، فإنّ إيران ستقسم المملكة، ويبدو أنّ هذا التهديد يظهر أنّ إيران هي صاحبة اليد العليا في نزاعها مع المملكة، ولكنّ الأخيرة لن تقف مكتوفة الأيدي، بل ستُدافع عن العراق، وليس عن نفسها فقط.
ووفقًا للدراسة، فإنّ إيران هي في وضعٍ أقوى لأنّه فيما يتعلّق بالقضية الكردية على الأقل، لديها حليف سني قوي في تركيا، أمّا بالنسبة للسعوديين، فإنّ اللعب بالبطاقة الكردية يأتي على حساب تكلفة تقسيم المعسكر السني. وأوضحت أيضًا أنّ الأتراك غاضبون من الحركة الكرديّة، وأنّ النخبة المصريّة، التي تدافع عن السيادة الإقليمية بسبب المشكلة القبطية الداخلية في مصر (التي اجتذبت التدّخل الدوليّ)، هي باردة إنْ لم تكن معادية للاستقلال الكرديّ، وهذا يترك المملكة العربيّة السعودية في مواجهة انفراديّة ضدّ إيران. قد يكون للمملكة المال، ولكن إيران أيضًا تملك المال، ولديها العديد من البنادق والرجال لإطلاق النار عليهم، في الشرق الأوسط، عادةً ما تكون البنادق هي الحكم، بحسب تعبيرها.
وخلُصت الدراسة إلى القول إنّ الرهانات العليا الجديدة في الصراع السعوديّ الإيرانيّ لها آثار واسعة، وبالنسبة للولايات المتحدّة، ينبغي أنْ يعني ذلك تصميمًا أكبر على احتواء إيران إنْ لم يكن معاقبتها، وفيما يتعلّق بصنّاع القرار في تل أبيب، قالت إنّه ينبغي أنْ يفهموا أنّ الشرق الأوسط أصبح أكثر تقلبًا وخطورةً، ولا يُمكن التنبؤ به، وبالتالي عليهم توخّي الحذر، وهذا يشمل التعامل بعنايةٍ فائقةٍ مع القضيّة الفلسطينيّة، أكّدت الدراسة.