«هآرتس»: «الأقصى» كشف العلاقة بين «بن سلمان» ومسؤولين إسرائيليين

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2080
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

إسلام الراجحي
قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن إعلان الديوان الملكي السعودي، عن نجاح جهوده في حل أزمة الأقصى، يكشف طبيعة الاتصالات بين المملكة و(إسرائيل).
ونقلت الصحيفة، عن مُحلل الشؤون العربيّة في «تسفي بارئيل»، قوله إن البيان الرسميّ الذي أكّد أنّ هذه الاتصالات أثمرت في حلّ المشكلة في المسجد الأقصى، يتحدّث عمليا عن الاتصالات التي أجراها وليّ العهد «محمد بن سلمان»، وليس والده، بحسب ما نقلت صحيفة «رأي اليوم».
وأوضح نقلا عن مصادر سياسيّة وُصفها بأنّها رفيعة المُستوى في (تل أبيب)، أنّه من غير المُستبعد بتاتًا أنّ يكون قسمًا من هذه الاتصالات قد جرت بين الديوان الملكيّ السعوديّ وديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ «بنيامين نتنياهو».
ولفت إلى أنّ ولي العهد السعوديّ، تربطه علاقات وطيدة مع صنّاع القرار في (تل أبيب)، على حدّ تعبيره.

اتصالات
وأمس الأول، أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا، قال فيه إن الملك «سلمان بن عبد العزيز»، أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم، لإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد الاقصى، تكللت بالنجاح، وبالشكل الذي يُسهم ـ إن شاء الله ـ في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين، والحفاظ على كرامتهم وأمنهم.
كما سارع «سعود القحطاني»، المستشار بالديوان الملكي السعودي، ولجانه الإلكترونية لاستغلال الحدث في تلميع صورة المملكة وتبييض وجه ملكها «سلمان»، بعد أن تردت هذه الصورة بسبب حصار قطر وتفريق شمل العائلات في شهر رمضان.
وشهدت الأيام الأخيرة، انطلاق دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.

تهيئة إعلامية
واعتبر المراقبون أن تداول الإعلام السعودي لتدخل الملك «سلمان» لحل أزمة الأقصى، ربما يدل على أن مكانة السعودية لدى الاحتلال باتت أكبر من تلك التي كانت مخصصة للأردن، وفق اتفاقية وادي عربة التي نصت على الاعتراف بمكانة مميزة للأردن في الحرم القدسي، مشيرين إلى أن صوت المملكة العربية السعودية يخفت كثيرا تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع (إسرائيل).
وأوضحت تقارير أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع (تل أبيب)، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.
ووفق كثير من المحللين، تأتي تلك الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة من ولي العهد «محمد بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع (إسرائيل).
وعلى الرغم من أن علماء المملكة العربية السعودية منعوا من التغريد عن الأقصى استمرارا لتعهدهم بعدم التغريد تحت تهديدات الديوان الملكي على خلفية الأزمة الخليجية ثم تعيين «بن سلمان» وليا للعهد، غرد الدكتور «عائض القرني» -المقرب من «بن سلمان»- ضمن محاولة الترويج لتدخل العاهل السعودي لإعادة فتح الأقصى، قائلا: «الملك سلمان يفتح أبواب الأقصى اللهم أيده بالحق، وانصر به الملة، ووفقه لنصرة الإسلام والمسلمين».
ورأى مراقبون أن تغريدة «القرني» جاءت في سياق التدليل على وجود حملة منظمة لاستغلال الموضوع في تلميع صورة النظام السعودي.
كما أن نشر موقع «إيلاف» لتلك المعلومات عن مصادر وصفها بـ«المطلعة»، يعتبر جزءا من التمهيد الشعبي والإعلامي لما يسمى بـ«صفقة القرن» للتطبيع مع الاحتلال، والإقرار بشروطه.

تطبيع مرتقب
ويتزامن ذلك مع زخم متصاعد بشكل غير مسبوق في العلاقات السعودية الإسرائيلية منذ زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى المملكة مايو/ أيار الماضي، والتي بلغت ذروتها بدعوات صدرت عن وزراء إسرائيليين، قبل أيام، للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع (إسرائيل)، ودعوة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» لزيارة السعودية، وإرسال ولي العهد «محمد بن سلمان» إلى (إسرائيل).
كما تزامن ذلك مع توقيع الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي انتقلت بموجبها السيادة على جزيرتي «تيران وصنافير» إلى المملكة، وبالتالي أصبح مضيق «تيران» ممراً مائياً دولياً وليس مصرياً، كما انتقلت كافة الإجراءات والترتيبات الأمنية التي كانت تقع على عاتق الجانب المصري في اتفاقية «كامب ديفيد» إلى الجانب السعودي، ما يعني ضرورة وجود اتصالات وعلاقات سياسية رسمية بين (إسرائيل) والمملكة.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نشرت قبل شهرين، أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بلورت اقتراحاً يقول إنها ستوافق على القيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع (إسرائيل) حال قيام حكومة «بنيامين نتنياهو» بخطوات من قبلها إزاء الفلسطينيين، كتجميد البناء بشكل جزئي في المستوطنات وتخفيف القيود المفروضة على التجارة مع قطاع غزة.
ويعتمد التقرير على تفاصيل من الوثيقة التي تمت صياغتها بين ممثلي دول عربية عدة، ويشير إلى أن السعودية والإمارات اطلعتا الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) على الاقتراح الذي يشمل خطوات مثل تأسيس خطوط اتصال مباشر بين (إسرائيل) وبعض الدول العربية، والسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في أجواء دول الخليج، ورفع القيود المفروضة على التجارة مع (إسرائيل).
الجديد في الأمر، أيضاً، هو انخراط إعلاميين سعوديين، خلال الأيام القليلة الماضية، لعملية التطبيع مع (إسرائيل) بلا ثمن من زاوية أن السعودية ليس لديها أي خلاف ثنائي مع (إسرائيل) يمنعها من إقامة علاقات طبيعية، وأن الخلاف الأهم مع إيران، فضلا عن ظهور باحث سعودي علنا على شاشة التليفزيون الإسرائيلي، على الهواء مباشرة من المملكة.
كما أن الفترة الأخيرة، شهدت تقارباً اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.
كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.
ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت (تل أبيب) مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.
ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).
المصدر | الخليج الجديد + متابعات