سلمان يَبدأ إجازته السّنوية في طنجة.. والرّئيس أردوغان يَعود إلى أنقرة بخُفّي حُنين دون أن تُحقّق وساطته أي نجاح..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1850
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ووزير دفاع قطر يتحدّث عن مُناورات عسكرية ثُلاثيّة.. هل انتهى مُسلسل الوساطات في الأزمة الخليجيّة؟ وما هو التطوّر القادم؟
مُغادرة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إلى مدينة طنجة المغربية لقضاء إجازته السنويّة “الطويلة”، وانتهاء جولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخليجيّة دون تحقيق أي نتائج إيجابيّة، وإعلان السيد خالد العطية، وزير الدفاع القطري عن مُناورة عسكرية أمريكيّة تركيّة مُشتركة قُرب الدّوحة، كلها مُؤشّرات تُوحي بأن “موجة” الوساطات في الأزمة الخليجيّة قد تكسّرت على صخرة تشدّد كل الأطراف في مواقفها، ورفضها التّراجع عن مطالبها، ممّا يعني أن باب الأزمة بات مفتوحًا على مِصرعيه أمام الخيار الوحيد المُتبقّي، وهو التصعيد.
لم نتوقّع في هذه الصحيفة “رأي اليوم” أي نجاح لوساطة الرئيس أردوغان، ليس لأنه طرف “غير مُحايد”، مثلما وصفته أجهزة إعلام الدّول الأربع المُخاصمة لدولة قطر، وإنّما أيضًا لأن دولة قطر أكّدت، وعلى لسان أميرها أن مطالبها الـ13 غير عَقلانية، وتنتقص من السّيادة القطرية، وهي بالتّالي غير مقبولة، فما هي فائدة الوساطات في هذه الحالة في ظل إصرار “دُول الخِصام” على تنفيذ مطالبها، ورفض الحوار المُباشر حولها.
التحدّي القطري مُستمر، وإعلان السيد العطية في مُقابلته مع “روسيا اليوم” عن المُناورات الثلاثيّة المُشتركة يأتي ليقول أن الدولتين الشريكين، أي الولايات المتحدة وتركيا، اللتين تملكان قواعد عسكرية في الدّوحة، يدعمان الموقف القطري، ومُستعدّتان للدّفاع عن قطر في حال تطوّر الأمور الى أي مُواجهة عسكرية.
ربّما لا تتطور الأمور الى أي مُواجهة عسكرية في المُستقبل المنظور، لأن الدّول الأربع تُراهن على سياسة النّفس الطويل، وتشديد الخِناق سياسيًّا واقتصاديًّا على دولة قطر، وإعلانها فجر اليوم الثلاثاء إدراج 9 كيانات، و9 أفراد من ليبيا والكويت واليمن وقطر، على لائحة الإرهاب هو مُقدّمة لتوجّه خطير في هذا الاتجاه، فكُل جهة، أو أفراد، تربطهم صِلات ماليّة أو إعلاميّة، أو سياسيّة بدولة قطر، بات يُصنّف في خانة الإرهاب، وبالتّالي العداء للدّول الأربع، والمُلاحقة القانونية من قِبلها.
هذه الخَطوات المُتسارعة، ذات الطابعين السياسي والاقتصادي لتشديد الحِصار والمُقاطعة على دولة قطر تُوحي بأنّها محسوبة جيّدًا، وفي إطار أجندات واضحة مُتّفق عليها، أي أنها ليست وليدة ساعتها، الأمر الذي يَجعلنا نتكهّن بخُطوات أخرى لاحقة في الإطار نفسه، وربّما الانتقال إلى ميادين أُخرى.
ولعلّ تسريب أنباء عن عزم الدّول الأربع إرسال رسالة إلى الاتحاد الدّولي لكُرة القدم للمُطالبة بسحب قرار تنظيم قطر لنهائيات كأس العالم عام 2022 بحُجّة دعمها للإرهاب، وخطر مثل هذه الاستضافة على الجُمهور واللاّعبين معًا، هي رسالة تحذير يجب أخذها في عين الاعتبار، فهذه الدّول تملك معلومات سريّة اكتسبتها، أو حصلت عليها، من خلال علاقاتها الوثيقة و”الأخويّة” مع دولة قطر، مثلما تملك المال والحُلفاء، وانحراف الصّراع إلى مناطق خطرة، وغير أخلاقيّة من قبل طرفيه، مثلما نرى إرهاصات ذلك في أجهزة الإعلام الرسميّة على مواقع التواصل الاجتماعي، هو ضَرب تحت الحزام، الأمر الذي يَجعلنا لا نستبعد ما هو أخطر من ذلك من تطوّرات.
شهر “آب اللهّاب” الذي بات على الأبواب، ويتّصف بالحرارة الشديدة، ربما يكون كذلك سياسيًّا، وربّما عسكريًّا أيضًا، فمُعظم الحُروب والانقلابات العسكرية في المنطقة وقعت في هذا الشهر، أو تموز (يوليو) الذي يُوشك على الانتهاء، ولا نُريد أن نكون “نذير شؤم”، ولكنّها الحقيقة، وما علينا إلا الانتظار.
“رأي اليوم”