لغو سياسي سعودي لعراق خال من داعش

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2743
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

في ظلِّ اقتراب موعد عقد مؤتمر القيادات السنية في العراق، الأنظار تتوجه إلى خلفيات هذا المؤتمر لا سيما بعد تحرير الموصل واقتراب انتهاء ورقة “داعش” بشكلٍ كامل.
تقرير عباس الزين
تحت عنوان “ممثلو السنّة في العراق”، من المزمعِ عقد مؤتمرٍ في 25 يوليو/تموز 2017 بحضور 74 شخصية يضم نوابًا وشخصياتٍ عراقية من الطائفة السنية.
مع هزيمة “داعش” في العراق، خسرت السعودية ورقة استخدمتها على مدى السنوات الماضية، بهدف التأجيج الطائفي وزعزة الإستقرار، وصولاً إلى التقسيم وإبعاد بغداد عن طهران ودمشق.
تطرح علاماتٌ استفهامٍ عديدة حول توقيت المؤتمر والدول الداعمة له، لا سيما وأن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، الداعي إلى المؤتمر، وعد بأن يكون برعاية 4 دول إقليمية هي: قطر والسعودية الإمارات والأردن، وتشكل الدول الثلاثة الأخيرة رأس حربةٍ في التحالف الأميركي ضد إيران، الأمر الذي يفسّر ما طلبه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال زيارته العراق في عام 2016، بابتعاد العراق عن روسيا وإيران والإعلان عن موقف صريح من العملية السياسية في سوريا والتخلي عن علاقته بإيران.
يهدف التوجه السعودي الأميركي بشكلٍ أساس إلى إبعاد العراق عن أي حلفٍ مع إيران. حاولت الإدارة الاميركية استرضاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي برفع العراق وحده من قائمة الدول السبع التي أصدر بحق مواطنيها حظر السفر إلى اميركا. تلقف العبادي الرسالة برفضه أن يكون طرفاً في صراع إقليمي أو دولي يؤدي إلى كوارث على المنطقة والعراق.
يعدُّ المؤتمر وما يصبو اليه من أهداف استكمالاً لتصريحات الجبير وقتها، التي تزامنت مع بدء العملية العسكرية ضد “داعش” في الموصل، بهدف فتح بابٍ جديدٍ للسعودية تدخل منه العراق، بعد تيقنها من هزيمة “داعش”. دعا الجبير إلى “مناصفة السُّنة” في أي عملية تسوية سياسية عراقية مقبلة، محاولاً كسب وجود سعودي بعد هزيمة “داعش”، بالتزامن مع مهاجمته “الحشد الشعبي” الذي اثبت قدرته على ضمانة الاستقرار العراقي الى جانب الجيش.
في بلدٍ محكومٍ بالأحجام السكانية للطوائف، التي تنعكس في العملية الإنتخابية، تعتبر فرضية “مناصفة السنة” مجرد لغو تحسمه صناديق الإقتراع. تعلم السعودية أن لا إمكانية للمناصفة، لكنّ مطالبها تدخل في إطار التأجيج الطائفي، وإظهار مظلومية “طائفية” لا واقع لها، كانت استغلتها الرياض سابقاً، عندما وصف إعلامها مسلحي “داعش” خلال احتلالهم لمناطق العراق بـ”ثوار العشائر السنية”.