إسرائيل: الفلسطينيون وحماس أكبر الخاسرين من الخلاف الخليجيّ الذي بادرت إليه السعوديّة بدون التشاور مع واشنطن وأدّى لحيرةٍ أمريكيّةٍ
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
الخلاف داخل ما يُسّمى بالبيت الخليجيّ لا يُزعج إسرائيل بالمرّة، بل على العكس، أركان الدولة العبريّة يُتابعون عن كثب التطورّات والمُستجدّات الأخيرة في الـ”صراع بين الأشقاء” ويلتزمون الصمت، ولكن من وراء الكواليس السعادة تغمر صنّاع القرار في تل أبيب، إذْ أنّ هذا الخلاف يخدم الإستراتيجيّة الصهيونيّة القاضيّة بابتكار الخلافات بين الدول العربيّة بهدف تفتيت وتمزيق الوطن العربيّ خدمةً لأجندتها.
وفعلاً، بعد انطلاق ما كان يُسّمى بـ”الربيع العربيّ” تفتت دولاً عربيّةً وغابت أخرى، والجيوش العربيّة باتت في خبر كان، الأمر الذي دفع جنرال إسرائيليّ رفيع المُستوى إلى القول إنّ الدولة العبريّة لا تُواجه أيّ خطرٍ من أيّ جيشٍ عربيٍّ، إنمًا من الجيش الجديد الذي تبلور وهو منظمة حزب الله اللبنانيّة، علاوةً على حركة حماس الفلسطينيّة.
وبحسب المُحلل السياسيّ في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ فإنّه بعد أنْ أعلنت البحرين، السعودية، الإمارات العربيّة المتحدة، ومصر عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر مدّعين أنّها تدعم الإرهاب، هناك سؤال يطرح نفسه، ألا وهو كيف تمّت صياغة هذه الخطوة؟ وكيف ستؤثر على إسرائيل؟
ولفت المُحلل في سياق تقريره إلى أنّه قبل أسبوعين زار الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب السعودية، ولذلك تساءل الكثيرون حول وجود علاقة بين الزيارة وبين هذه الخطوة. الإجابة، قال المُحلل، هي أنّ هذه ليس خطوة أمريكية، فالولايات المتحدة تريد أنْ تُعيد قطر للمعسكر السنيّ، وقد استجابت كليًا للمطلب الأمريكيّ وأبعدت مسؤولي حماس.
بالتأكيد، رأى المُحلل الإسرائيليّ، فإنّ السعودية طبخت خطوة إقليمية تُحير الأمريكيين، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّها خطوة مستقلة للسعودية مستوحاة من ترامب الذي يميز السعودية كدولةٍ ذات ثقل في منطقة الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره.
وساق المُحلل الإسرائيليّ قائلاً، نقلاً عن مصادر سياسيّة رفيعة في تل أبيب، ساق قائلاً: هناك شرطيّ جديد في المنطقة: ترامب الذي قال “لا لدعم الإرهاب بعد اليوم”، جعل من قطر الولد الشرير. وتابع قائلاً إنّ الدول العربيّة تعبت من اللعبة المزدوجة للأمراء في إمارة قطر، فمن ناحية يشترون أندية كرة قدم في أوروبا، ومن ناحية أخرى يقومون بتمويل ما أسماها بالحركات الإرهابيّة.
وشدّدّ المُحلل الإسرائيليّ أيضًا على أنّ اليوم هناك نظام جديد في العالم، قطر تقبع خلف الجدار بعد أنْ قال لها الجميع “يكفي إلى هنا”، لافتًا إلى أنّ العالم العربي بدأ بوضع الأوراق على الطاولة، ويتحدث عمّا يضايقه ويزعجه، وهو دعم تنظيم “الدولة الإسلاميّة”، وأضاف: ربمّا سيفتح هذا عهدًا جديدًا في الشرق الأوسط يتناول الحقيقة أكثر، على حدّ تعبيره.
وخلُص المُحلل إلى القول، نقلاً عن المصادر الإسرائيليّة ذاتها، إنّ أكبر الخاسرين هم حماس والفلسطينيين، الأمر الذي اعتبر فرجة لإسرائيل التي فوجئت من الخطوة الدراماتيكيّة. وساق قائلاً: مسؤولو حماس موجودون الآن في القاهرة، وهناك تُشرح لهم القواعد العامّة في الشرق الأوسط الجديد. مؤكّدًا على أنّه في إسرائيل يعلمون أنّ حماس مركونة في الزاوية، وهذا قد ينفجر ضدّها، والآن ليس لدى الدولة العبريّة أيّ سببٍ يدفعها للتدخل بتلك الأزمة، كما قالت المصادر الرسميّة في تل أبيب.
على صلةٍ، زعمت صحيفة “يديعوت احرونوت” أنّ تقريرًا يتضمن معلومات تدين الإمارة القطرية، هو الذي أدى لقطع دولٍ خليجيّةٍ وعربيّةٍ علاقاتها مع قطر.
وبحسب التقرير، فإن شخصًا ما وضع معلومة مُدينة على طاولة ملك السعودية، الرئيس المصري، حاكم اتحاد الإمارات وملك البحرين، عن مسارات تحويل الأموال التي تخرج من قطر وتمر بطرق ملتوية إلى أنْ تنزل إلى منظمات “الإرهاب الإسلامي”.
وأوضح التقرير أنّ هذا الشخص حرص على أنْ يقوم بتصوير حقائب المال التي ترسل إلى السودان وإلى ليبيا، وتستهدف حث تجنيد الإرهابيين في سيناء ضدّ الحكم المصريّ، على حدّ قول الصحيفة.