السعودية وترامب: القط يحب خناقه
إنها قمة الذل والارتهان. مشهد يخيم على المملكة السعودية، لن ينساه التاريخ ولن يغفر لهم.
دونالد ترامب، ذاك الرئيس الأميركي الذي بدأ عهده بمنع المسلمين من دخول بلاده، يدخل بلاد الحرمين معززا مكرماً، ويستقبل استقبال الفاتحين.
وبعيداً عن هذا الود المتبادل، حالياً، هناك تاريخ طويل من الإهانات وجهها ساكن البيت الابيض للسعودية وحكامها، ليس فقط خلال السباق الرئاسي، وإنما قبل ذلك بكثير. ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2014، هاجم ترامب على حسابه الشخصي على “تويتر” السعودية بالقول إن المملكة “لا تملك سوى الألسنة والتخويف، إنهم جبناء يملكون المال، ولا يملكون الشجاعة”.
الإرهاب إحدى الملفات التي سيتم تداولها خلال القمم التي ستعقد في الرياض، التي وصفها ترامب بـ”الشريك في مكافحته”، لكن إذا ما عدنا إلى عام 2015، سنجد أن ترامب كان من أشد المدينين للمملكة بسبب دعمها المجموعات الإرهابية، لا بل قال في حينها إن المجموعات الوهابية “خلقتها السعوية في بلدان العالم، وطلبت منها نشر الظلام والوحشية وذبح الانسان وتدمير الحياة”، وأن هؤلاء “لا مكان لهم إلا في حضن المملكة وتحت ظل حكامها”.
وما أن وطأت أقدام ترامب أرض المملكة، وظهرت حفاوة الاستقبال، حتى خرج المغردون على “تويتر” عن طورهم. استفزهم المشهد، فأعادوا نشر التغريدات المسيئة التي اعتاد ترامب على كتابتها ضد السعودية، متسائلين كيف لعنصري وصف العرب والمسلمين بأبشع وأقبح الاوصاف أن يكرم هكذا تكريم؟
ويبقى الجواب أن آل سعود كالقط الذي يعشق خناقه. كيف لا وترامب القائل أن آل سعود يشكلون البقرة الحلوب، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها وهذه حقيقة يعرفها أصدقاء أمريكا وأعدائها وعلى رأسهم ال سعود.