ما هو سر الزيارة المفاجئة للرئيس هادي لابوظبي؟ وهل غادرها غاضبا بعد ساعتين احتجاجا على انخفاض مستوى الاستقبال؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1700
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ولماذا لم يلتق الشيخ محمد بن زايد؟ وهل هذا مقدمة لخلاف اماراتي سعودي متفاقم في اليمن؟ وهل “العاصفة” في خطر؟
يواجه الرئيس اليمني “الشرعي” عبد ربه منصور هادي أزمات متلاحقة هذه الأيام تشكك في شرعيته، او تقوض ما تبقى منها على وجه اصح، ولعل زيارته المفاجئة، والقصيرة جدا، التي قام بها الى ابوظبي يوم امس الاثنين في محاولة لامتصاص غضب المسؤولين فيها، وتطويق خلافات وصدامات مطار عدن، والتي تشير معظم التقارير، انها باءت بالفشل، هي احد الأدلة في هذا الصدد.
الصدمات توالت على رأس الرئيس هادي في الدقائق الأولى لهبوط طائرته في مطار ابوظبي الدولي، حيث لم يجد في استقباله، وهو “الرئيس″، غير اللواء علي محمد حماد الشامسي، رئيس جهاز الاستخبارات الاماراتي، وكانت الرسالة واضحة “هذا هو قدرك ومقامك في دولة الامارات وعليك ان لا تتوقع اكثر من ذلك “فانت مجرد احد مواضيع الملفات الأمنية اليمنية بالنسبة الينا”.
الدول لها معايير تلتزم بها ولا تحيد عنها، فمصر على سبيل المثال تحصر التعاطي مع حركة المقاومة الاسلامية “حماس″ من خلال جهاز مخابراتها، ولم يحدث مطلقا ان اجتمع رئيس الحركة خالد مشعل بأي مسؤول سياسي مصري، ناهيك عن رئيس الجمهورية، بينما كان الوضع مختلفا مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، او خلفه محمود عباس، او أعضاء السلطة الفلسطينية.
يبدو ان دولة الامارات نقلت، ومن خلال تعاطيها مع زيارة هادي، الرئيس اليمني من خانة رئيس دولة، الى مسؤول أمني فقط، سواء من خلال عدم وجود أي شخصية سياسية بين مستقبليه في المطار، او عدم لقائه مع الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد ابوظبي، والمسؤول الأول عن ملف الحرب في اليمن، او أي مسؤول اماراتي آخر.
هناك عدة أنباء متضاربة حول زيارة الرئيس هادي لابوظبي، بعضها يقول انه غادر بعد ساعتين من وصوله، احتجاجا على طريقة وطبيعة الاستقبال، والبعض الآخر يقول انه انتظر بضعة ساعات في فندقه على امل لقاء الشيخ محمد بن زايد، وعندما قيل له ان الرجل “مشغول” في مهام أخرى، قرر الاندفاع غاضبا الى المطار، معتبرا ما جرى له إهانة لا يستطيع تقبلها.
لا نعرف أي من النبأين هو الاصح، ولكن ما نعرفه، ان الرجل لم يكن مرحبا به في الامارات التي ربما قررت شطبه، ووقف أي تعامل معه، بعد ان منعه حلفاؤها في الحراك الجنوبي، المدعومون من القوات الإماراتية من الهبوط في مطار عدن، الامر الذي دفعه للتوجه الى مطار جزيرة سوقطرة قبل أسبوعين، مضافا الى ذلك ما تردد لاحقا بأن الشيخ محمد بن زايد رفض حضور لقاء ثلاثي في الرياض، مع الرئيس هادي، وبوساطة من طرف الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي لحل الازمة، ولم يتم أي توضيح للأسباب.
زيارة الرئيس هادي الى ابوظبي جاءت وسط انباء إماراتية عن جود “تواطؤ” بين اطراف في صفوف “الشرعية” وعناصر اخوانية من ناحية، واخرى تنتمي الى تنظيم “القاعدة” من ناحية اخرى، من اجل تنفيذ سياسة يقودها 15 مسؤولا في حزب الإصلاح الإسلامي للسيطرة على المناطق “المحررة” في جنوب اليمن، على غرار ما حدث في ابين.
تتهم دولة الامارات، حسب تسريبات إعلامية في صحف مقربة منها، السيد ناصر عبد ربه، نجل الرئيس هادي، وبعض القادة الجنوبيين المحسوبين على الرئيس الشرعي، بتسليم مناطق في محافظة ابين (حررتها قوات إماراتية) لتنظيم “القاعدة” في اطار خطة لزعزعة استقرار عدن والمكلا التي تسيطر عليهما قوات موالية للامارات.
صحيفة “العرب” اللندنية المقربة من دولة الامارات قالت في عددها الصادر الثلاثاء “ان السيد ناصر عبد ربه هادي حشد 10 آلاف مقاتل بتنسيق مع “القاعدة” من اجل طعن التحالف في الظهر في الوقت الذي كانت تزحف قواته على طول الشاطيء الغربي لتحرير الموانيء والمدن التي يسيطر عليها الانقلابيون”.
تفاقم الخلاف بين دولة الامارات والرئيس هادي مجرد ستارة لاخفاء خلاف اكبر بين اكبر حليفين في “التحالف العربي” الذي يخوض حرب اليمن، أي الامارات والمملكة العربية السعودية، وهو خلاف ربما يؤدي الى حدوث قطيعة، وربما انسحاب الامارات من التحالف كليا، حسب ما ذكرت مصادر يمنية مستقلة لـ”راي اليوم”.
الامارات أعلنت قبل عام انتهاء عملياتها العسكرية في اليمن احتجاجا على التحالف السعودي مع حزب الإصلاح اليمني الاخواني، وعزل الرئيس اليمني هادي لحليفها خالد بحاح رئيس الوزراء، ونائب الرئيس في حينها، وتعيين اللواء علي محسن الأحمر نائبا لرئيس الجمهورية مكانه المعروف بميوله الاخوانية، ولكن التدخل السعودي على اعلى المستويات دفعها للتراجع عن هذا القرار، و”تجميد” الخلاف.
الخسائر البشرية في صفوف القوات الإماراتية تزايدت في الفترة الأخيرة من جراء تصاعد عمليات تنفذها خلايا تابعة لتنظيمي “الدولة الإسلامية” و”القاعدة” في المناطق الجنوبية، بدعم من حزب الإصلاح الإسلامي، وتنسيق من قبل قوات تابعة لنجل الرئيس هادي، وهي تهم إماراتية ينفيها الطرفان بشدة.
القيادة السعودية تلتزم الصمت تجاه هذه الازمة، ولكن اعلان الرئيس هادي استعدادها، أي السعودية، لضخ مليار دولار في البنك المركزي اليمني الذي جرى نقله الى عدن، ورصد عشرة مليارات دولار لدعم عمليات الاعمار في “المناطق المحررة” في الجنوب، يؤكد انها ما زالت ملتزمة بدعم الرئيس هادي، ومتمسكة بـ”شرعيته” وتحالفاته.
هذا الخلاف الاماراتي السعودي المتصاعد التي يحاول الطرفان اخفاءه، كعادة المسؤولين الخليجيين دائما، يتزامن مع قرب دخول “عاصفة الحزم” عامها الثالث، بعد ثلاثة أسابيع، الامر الذي يعكس مدى الصعوبات التي تواجهها هذه “العاصفة” و”تحالفها العربي” وتدخلها العسكري الميداني في اليمن، ويرسم صورة “غير وردية” على الاطلاق للمستقبل.
“راي اليوم”