2016: عام التطبيع بهاجس “تمدد إيران” وانكفاء أميركا
مرّ عام 2016م حافلاً بالحروب العسكرية والاقتصادية والسياسية غير المسبوقة، ما جعله يشكل مرحلة فاصلة للتحالفات في الشرق الأوسط. أما الخليج الغارق في هاجس تمدد إيران وانكفاء أميركا، فوجد في الاحتلال الاسرائيلي.. ملاذاً أخيراً.
تقرير سهام علي
لم تعد أخبار لقاء مسؤولين سعوديين بنظرائهم الإسرائيليين خبراً يدعو للدهشة في عام 2016م، فأصبح المشهد الذي يجمع المسؤولين على مختلف مواقعهم في كل من الدولتين محض انعكاس لتطور خطير في السنوات الخمس الأخيرة.
ويمكن القول أن عام 2016م شهد تسريع وتيرة تعميق العلاقات بين السعودية والاحتلال، فمقارنة في عام 2013م كانت العلاقات في طور الخروج للعلانية، ثم بدأت في عام 2014 سيرورة عمل مشترك ضد اتفاق نووي وشيك، إلى أن بدأ في عام 2015م الاتجاه لتعميق على مستوى ثنائي.
وبعدما كانت العلاقات السعودية والخليجية مع كيان الاحتلال تتسم بالسرية خلال عام 2016م، فإن النظام السعودي والخليجي تعمد الكشف عن تلك العلاقات لأنها، وفقاً لما تراه واشنطن، بات الوقت مناسباً لفرض واقع جديد في التطبيع.
وتكمن الخطورة في عام 2016م في نقل العلاقة بين السعودية والكيان الصهيوني من السرية إلى العلن، حيث بدأت بمصافحة بين الأمير السعودي تركي الفيصل ووزير الحرب الإسرائيلي، موشيه يعلون، في مؤتمر الأمن الذي عقد في ميونيخ، كما قام اللواء المتقاعد أنور عشقي بعدة زيارات للكيان، فيما دعا مؤسس اللوبي السعودي في واشنطن، سلمان الأنصاري في أكتوبر الماضي إلى التحالف مع إسرائيل.
وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2015م، شارك وفداً اسرائيلياً برئاسة المدير العام لمكتب المراقبة الإسرائيلية إيلي مارزل في مؤتمر أقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
من جهتها، تحركت مصر في ملف التطبيع مع الاحتلال تحت عنوان “السلام الدافئ” مع الكيان الصهيوني، وبالتالي لم يختلف حال أداء مصر في التقارب مع تل أبيب بداية من هذه السنة وحتى نهايتها عن الخليجيين.
أما في الأردن، فقد شهد عام 2016م علاقات وطيدة بين الأردن والاحتلال، تنوع في العديد من المجالات، كان أبرزها الطاقة والمياه. وقبل أيام ماضية، انتشر مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر وفداً إسرائيلياً أثناء احتفالهم في البحرين مع النظام البحريني.
لا يتعلق الأمر بالنظام البحريني فقط، فما شهدته الأعوام القليلة الماضية من تطبيع من قبل النظام السعودي ونظم خليجية مع الاحتلال بات واضحاً، بل إن تلك الأنظمة التي تعتقد أن مصيرها مرتبط بمصير إسرائيل، هي من باتت تسعى للكشف عن تلك العلاقات المشبوهة.